الوقت- ذكرت صحيفة هآرتس العبرية حول تشكيل حكومة الكيان الصهيوني، بأن زعيم حزب أزرق أبيض "بيني غانتس" قال لوسائل الإعلام: "إذا شكل بنيامين نتنياهو حكومةً يمينيةً، فسيختل التوازن لدعم المواطنين الإسرائيليين".
وعلى الرغم من أنه أعلن عزمه على الانضمام مرةً أخرى إلى ائتلاف بنيامين نتنياهو بهذه الذريعة نفسها، إلا أن القضية لا تزال غير واضحة، ويواصل الخبراء تصنيفه في الكتلة المناهضة لنتنياهو.
وفي هذا الصدد، أعلن عدد من أحزاب اليسار الإسرائيلي، في إشارة إلى التحالف الذي شكله نتنياهو حتى الآن، أنه في حالة تشكيل الحكومة من قبل هذا الائتلاف، فإن الحريات الفردية، وخاصةً حقوق المرأة في إسرائيل(الأراضي المحتلة عام 1948) سيُقطع رأسها.
وبحسب صحيفة معاريف، إذا تم تشكيل مثل هذه الحكومة، ستفقد المرأة الإسرائيلية الحد الأدنى من حقوقها ومشاركتها.
من ناحية أخرى، أعلن قادة الحزبين المتنافسين، "يائير لبيد" و"نفتالي بينيت"، مساء السبت، عن تشكيل ائتلاف لتشكيل الحكومة بدلاً من نتنياهو.
وفقًا لتقارير وسائل الإعلام العبرية، دفعت الفوضى في الحكومة لبيد وبينيت إلى النظر في صفقة للتناوب علی منصب رئيس الوزراء، ولكن بسبب انعدام الثقة بين السياسيين الإسرائيليين، فلا يزال هناك خلاف حول من سيكون رئيس الوزراء الأول.
وبحسب تقرير تحليلي نشرته صحيفة "هآرتس"، حتى صباح الأحد (اليوم)، لم تتمكن أي من الشخصيات السياسية الإسرائيلية من الحصول على المقاعد اللازمة لتشكيل ائتلاف حاكم ومجلس وزاري.
في أفضل الظروف، يشغل نتنياهو حاليًا 52 مقعدًا في الكنيست، وإضافة إلى مقاعد الليكود، فقد تمكن من اجتذاب أحزاب "شاس" و"يهودات هتوراه" و"الصهيونية الدينية".
في غضون ذلك، فاز لبيد بنحو 50 مقعدًا من أصل 120، ويقال إنه انضم إليه أعضاء من حزب الأزرق الأبيض ويسرائيل بيتنو وحزب العمل وميرتس، وفي أفضل الظروف القائمة العربية المشتركة باستثناء أربعة أعضاء، الذين يواصلون التأكيد على عدم رغبتهم في الانضمام إلى أي حكومة إسرائيلية أو ائتلاف حاكم.
كما ذكر التلفزيون الإسرائيلي في تقرير نقلاً عن مصادره، أن الأحزاب اليمينية الدينية في "إسرائيل" رفضت قبول عرض بينيت للانضمام إلى حكومته، حتى مع خروج أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "يسرائيل بيتنو" من الائتلاف.
من جانبهم صرَّح الحريديم أنهم لن يكونوا في حکومة واحدة مع لبيد، لأن وجهات نظره مختلفة معهم حول قانون التجنيد والعديد من القضايا الأخرى.
كما أفادت بعض وسائل الإعلام أن نتنياهو لجأ إلى نفتالي بينيت للهروب من الانهيار المبكر لائتلافه، وتفاوض معه لمدة ثلاث ساعات مساء السبت بعد سنوات من الانفصال.
واعترف بينيت في سلسلة تغريدات بعد الاجتماع، بأنه "ليس لدينا دعم منذ عام 2000، ويجب علينا جميعًا العمل لتشكيل حكومة حقيقية وجيدة".
ورداً على هذه المحادثات، اعترفت "إيليت شاکيد" حليفة بينيت أيضاً، بأن كل الجهود التي تبذل في الساحة السياسية الإسرائيلية الآن، هي لعدم الدخول في العملية الانتخابية الخامسة.
ووفقًا لخبراء إسرائيليين، على الرغم من أن بينيت غير مستعد لدعم نتنياهو لتشكيل ائتلاف حاكم، إلا أنه غير مستعد لترشيح يائير لبيد لرئاسة الوزراء أيضاً.
کما تحدث موقع "نيوز ون" في تحليل لـ "زوهار بن عاشير" الأستاذ في الجامعات الإسرائيلية، عن الأفق القاتم لتشكيل الحكومة في الكيان الصهيوني.
في مقدمة تحليله الذي نُشر أمس الأحد على هذا الموقع الناطق باللغة العبرية، وصف المؤلف الوضع في المشهد السياسي الإسرائيلي على النحو التالي:
منذ تسليم نتائج الانتخابات رسمياً إلى الرئيس(الکيان الصهيوني)، كان من الواضح أنه لم يكن لدى أي من الأطراف القدرة على تشكيل حكومة مستقرة وفعالة، حتى على أدنى مستوى ممكن.
ويتابع التحليل: على جانب من هذه المواجهة توجد الأحزاب المتطرفة، المشارکة مع نتنياهو في تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وعلى الجانب الآخر من المشهد أيضاً، اصطفت أربعة أحزاب فاشلة بقيادة لبيد وغانتس وبينيت وساعر. والأحزاب العربية الصغيرة ليست قويةً بما يكفي لترجيح كفة المعادلة إلى جانب واحد. والآن يجب أن نضيف إلى هذه المعادلة الصراع بين أعضاء حزب الليكود ورئيس إسرائيل.
ووفق هذا الباحث الإسرائيلي، فإنه منذ نهاية عطلة عيد الغفران، سيواصل نتنياهو، الذي يواجه تهم فساد خطيرة في المحاكم الإسرائيلية، جهوده للبقاء رئيساً للوزراء، على الرغم من تداول معلومات حول خطة الليكود لحكومة دون نتنياهو، ومن المرجح أن ينضم إليها بينيت أيضاً. وتعزَّزت هذه الأنباء بعد أن قيل إن بينيت تلقى عروضاً للعودة إلى الليكود.
لكن بحسب صحيفة هيوم الإسرائيلية المقربة من نتنياهو، تم تقديم هذا العرض لأول مرة إلى بينيت من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن الخبراء يقولون إن العرض ربما تم تقديمه إلى بينيت من قبل أعضاء بارزين في الليكود أيضاً، لکي يتم بهذه الطريقة تسريع عملية تجاوز نتنياهو والليكود دون نتنياهو.
ومع ذلك، بناءً على تحليل "بن ميركوري" في معاريف، بينيت متردد في الدخول في ائتلاف بقيادة نتنياهو، لأنه ينظر إلى الوراء ويرى أن أياً من قادة الأحزاب السياسية الإسرائيلية الذين دخلوا في تحالف مع نتنياهو على مدى العقود الثلاثة الماضية، لم يعد في الساحة السياسية، ولهذا السبب لا يريد أن يکون الاسم التالي في قائمة الشخصيات التي دمّر نتنياهو مستقبلها السياسي، ولا يريد أن يُدفن في المقبرة الجماعية لشخصيات عانت من الانهيار والموت السياسي بعد التحالف مع نتنياهو.
في غضون ذلك، يواصل غانتس سعيه لتحقيق حلمه في أن يصبح رئيس وزراء إسرائيل، بينما يقال إنه سيسرع الخطی إلى الرئاسة الإسرائيلية وسط هزيمة محتملة في ذلك الحلم.
وبحسب هذا الخبير الإسرائيلي، من المرجح أنه بعد هزيمة العديد من المرشحين الذين رشحهم الرئيس الإسرائيلي، سيعقد الكنيست اجتماعاً للموافقة على الميزانية السنوية، وبعد ذلك سيتم حله، وسيدخل الکيان الإسرائيلي العملية الانتخابية الخامسة مرةً أخرى.
الصحفي الإسرائيلي "تال شنايدر"، وفي إشارة إلى الاجتماعات التي استمرت عدة ساعات لقادة الأحزاب الإسرائيلية المختلفة، وصف تشكيل الحكومة في إسرائيل بأنه حل لعبة سودوكو.
وشدَّد على أنه لن يكون هناك أي أخبار عن تشكيل الحكومة في إسرائيل، حتى تتمكن الضغوط الخارجية من حشد بقية قادة الأحزاب السياسية حول اسم واحد هو نتنياهو.
ومع ذلك، وفقًا لاستطلاع أُجري على صفحة الكنيست على وسائل التواصل الاجتماعي، قال 47٪ من المستطلعين إن نتنياهو لا يزال الخيار الأقوى، لكن 72٪ منهم أكدوا أنه في ظل هذه الظروف، فإن الدخول في الانتخابات الخامسة أمر لا مفر منه.
كما أفاد فريق المراسل السياسي لراديو إسرائيل FM 103 بأن الرئيس الإسرائيلي أيضاً يعرف اليوم جيدًا أن تعدد المرشحين لمنصب رئيس الوزراء لا يعني الوصول إلى الحکومة، وما يظهره الأفق السياسي الآن هو أن الأحزاب الإسرائيلية تحرق نفسها، وإسرائيل تتجه إلى انتخابات خامسة.
في غضون ذلك، حذرت صحيفة "معاريف" من التبعات الأمنية للأزمة السياسية في الکيان الإسرائيلي. وبحسب الصحيفة العبرية، فإن عجز المشهد السياسي الإسرائيلي عن توحيد مقاعد الكنيست البالغ عددها 61 مقعدًا، يعني أنه لن يكون قادرًا في المستقبل على امتلاك منصة جيدة للتعامل مع قضاياه الاستراتيجية والتهديدات الحيوية.