الوقت – هناك عدة اتجاهات في داخل امريكا للتعامل مع الشأن الايراني وتختلف هذه الاتجاهات مع بعضها خلافات جوهرية فالمعلومات المتوفرة من داخل امريكا تشير ان هناك الآن 4 جهات وفئات رئيسية في امريكا مهتمة بالشأن الايراني وهم :
الفئة الاولى التي تدعو الى التعامل مع ايران، لكن هؤلاء يعتقدون بان هذا التعامل يجب ان يكون كما يحلو للامريكيين و ان على ايران ان تنسق نفسها مع السياسات الامريكية، ويريد هؤلاء تغييرهوية وفحوى النظام الاسلامي في ايران وهؤلاء هم ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما.
اما الفئة الثانية فهي تعتقد بوجوب اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية في ايران ولايبحث هؤلاء عن التعاون مع ايران ويحبذون العقوبات وزيادة الضغوط على ايران كما يحب هؤلاء استخدام الخيار العسكري ضد ايران، ويشكل الجمهوريون وقسم من الديمقراطيين هذه الفئة.
وتؤمن الفئة الثالثة بالتعامل مع ايران على غرار الفئة الاولى لكنهم لايعتقدون بفرض جميع الشروط الامريكية على ايران كما انهم لايبحثون عن تغيير هوية وفحوى النظام الايراني، ويشكل المسؤولون الامريكيون السابقون المتقاعدون هذه الفئة لكن مشكلة هؤلاء هي انهم اصبحوا متقاعدين "فعندما يكون الامريكي في السلطة يتحدث عن الحرب وعندما يتقاعد يتحدث عن السلام".
والفئة الرابعة هي مجموعة من الاشخاص الذين لم يكونوا في اي وقت من الاوقات ضمن الادارة الامريكية او من المقربين لها، ويشكل اليساريون ومعارضو السياسات الخارجية الامريكية مثل نعوم تشومسكي هذه الفئة ولاتشعر ايران بأية حساسية تجاه هؤلاء.
ولكل فئة من هذه الفئات استراتيجيتها الخاصة للتعامل مع ايران في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي فمجيء الديمقراطيين مرة اخرى الى البيت الابيض بعد الانتخابات الرئاسية القادمة يهيئ الظروف للفئة الاولى باستمرار سياساتها حيث يعتبر هؤلاء وجود الرئيس حسن روحاني في ايران فرصة لامريكا ويعتقدون بأن الرئيس روحاني وووزير خارجيته محمد جواد ظريف لايؤمنون ابدا بالبرنامج النووي الايراني.
وتقول الفئة الأولى ايضا ان الحكومة الايرانية الحالية المنتخبة من قبل الشعب الايراني مستاءة من البرنامج النووي وتشعر بالتعب من العقوبات ولذلك تعلم بانها يجب ان تبدي مرونة في المفاوضات النووية لكي تستمر في الحكم وبما ان موعد الانتخابات التشريعية في ايران يقترب شيئا فشئا فيجب اعطاء فريق الرئيس روحاني شيئا قبل هذه الانتخابات مثل الافراج عن بعض الاموال الايرانية المجمدة لكي لاتكون يد الرئيس روحاني خالية .
ان الفئة الامريكية الاولى تحب احتفاظ الرئيس روحاني بمنصبه في ايران ومن المتوقع ان تقوم الشركات الدولية التي ستنشط بعد رفع العقوبات الدولية في ايران بتهيئة الظروف من اجل التغلغل الامريكي، ان هذه الفئة تعتقد بضرورة تغيير هوية النظام الايراني لأنها لاتمتلك القدرة على اسقاطه لكن هؤلاء لايريدون انتعاش الاقتصاد الايراني ولذلك لن يبدوا مرونة في المفاوضات النووية.
ان السياسة الخارجية الامريكية تقسم دول العالم الى فئتين، الأولى هي دول تنسق سياساتها مع امريكا والثانية هي الدول المعادية مثل ايران وتعتقد الادارة الامريكية الحالية ان هناك فرص يمكن استغلالها في ايران مع وجود حكومة الرئيس روحاني ولذلك يجب احداث تغيير في ايران ببطئ ومن بوابة الاقتصاد.
اما الفئة الامريكية الثانية فهي لاتحبذ وجود اشخاص مثل الوزير محمد جواد ظريف في ايران بل تحب رؤية اشخاص متشددين في ايران لكي تندلع حرب بين البلدين، وتقوم هذه الفئة بتأليب الاجواء ضد ايران قبل موعد تنفيذ بنود الاتفاق النووي وكيل الاتهامات لايران حول دعم الارهاب والحريات وما شابه ذلك لكي توقف عملية تنفيذ الاتفاق النووي المبرم مع ايران.
وتبقى هناك الفئتان الامريكيتان الأخريان اللتان لا تؤثران في الاحداث وفي دائرة السلطة ولذلك لاتمتلكان استراتيجية خاصة تجاه ايران.
