الوقت- ضجت المواقع الإخباريّة بخبر تلقي لجنة جائزة "نوبل للسلام" خطاباً لترشيح مستشار وصهر الرئيس الأمريكيّ السابق دونالد ترامب، جاريد كوشنر، ومساعده آفي بركويتز للجائزة، بسبب دورهما في "اتفاقات الخيانة" التي أسفرت عن إدخال 4 دول عربيّة (الإمارات، والبحرين، والسودان، والمغرب) إلى حظيرة التطبيع الأمريكيّة مع العدو الصهيونيّ المجرم، بموجب ما سميت "اتفاقيات أبراهام أو ابراهيم".
لو أنّ الجائزة التي تأسست بناء على وصية العالم السويدي ألفريد نوبل، الذي اخترع الديناميت، سُميت جائزة "الديناميت" بدلاً من السلام لكان صهر ترامب جاريد كوشنر، وبركويتز الذي كان مبعوثا للشرق الأوسط، بالفعل يستحقان الجائزة لدورهما التخريبيّ في المنطقة وتأثيرهما الخطير في بث الفرقة والنزاعات في العالم العربيّ، وخاصة أنّهما من اليهود الأمريكيين.
وجاء كوشنر وبركويتز من قبل المحامي الأمريكيّ اليهوديّ، آلان درشويتز، الذي يحق له ذلك بصفته أستاذا فخرياً في كلية القانون بجامعة هارفارد الأمريكيّة، والمعروف بدعمه للصهاينة المحتلين للأراضي العربيّة وفلسطين، والمدافع عن الرئيس الأمريكيّ السابق في محاكمته البرلمانيّة الأولى التي عقدت العام المنصرم، وقد قال في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال بتاريخ 20 كانون الثاني من العام الجاري، أنّه ينبغي على مجلس الشيوخ أن يرفض الاتهام الموجه لترامب في محاكمته الثانيّة التي تتعلق باقتحام مبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني، لأنّه لم يعد رئيساً بحسب زعمه.
ومن الجدير بالذكر أنّ المحامي الأمريكيّ اليهوديّ، أشار في رسالته للجنة نوبل لترشيح كوشنر ونائبه، إلى دور السفير السابق لدى كيان الاحتلال الصهيونيّ الغاشم، ديفيد فريدمان، والسفير الصهيونيّ السابق لدى الولايات المتحدة، رون ديرمر، في اتفاقيات التطبيع التي كان العدو الإرهابيّ المستفيد الوحيد منها، والتي انعكست سلباً على الفلسطينيين وزادت عنجهيّة المحتل وجبروته وعدوانه.
وعلى ما يبدو فإنّ ألفريد نوبل مقترح الجائزة لم يدرك أنّ جائزته ستسلم "لتجار الموت"، وهو العنوان الأقرب إلى العنوان الذي نشرته الصحف الفرنسيّة بالخطأ لنبأ وفاته وهو "وفاة تاجر الموت"، لكن ألفريد نوبل عندما قرأ هذا النعي الخاطئ الذي كان يفترض أن يُخصص لأخيه الأصغر إميل الذي توفي جراء انفجار في إحدى التجارب، خشي أن يكون الموت بالفعل هو إرثه المستقبليّ، فأوصى بأن تُستثمر ثروته وتخصص أرباحها لجوائز تفيد الإنسانيّة لكي تذكره الأجيال بما هو أفضل من الموت، وكما هو واضح فإنّ الأجيال القادمة ستذكر حقيقة أنّ "جائزة نوبل" سُلمت للمجرمين ولم تقدم لأصحاب السلام الحقيقيين، حيث قال كوشنر في بيان أنّه تشرف بترشيحه للجائزة التي سيعلن اسم الفائز بها في تشرين الأول المقبل.
ومنذ تأسيس ما تعرف بـ "جائزة نوبل للسلام" عام 1901 وحتى اليوم ، فقد مُنحت الجائزة لأكثر من 800 شخص، على الأقل 20% منهم كانوا يهوداً، رغم أنّ عدد اليهود لا يزيد على 0.2% من سكان العالم، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول الجائزة وأهدافها، وخاصة أنّ جاريد كوشنر، هو عراب "صفعة القرن"، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية،وهو من وقف وراء نقل السفارة الأمريكيّة الى القدس واعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيونيّ المتوحش، وهو المسؤول عن اعتراف واشنطن بأغلب مساحة أراضي الضفة الغربيّة المحتلة والجولان السوري المغتصب للكيان المعتدي، ناهيك عن أنّ كوشنر هو من قطع المساعدات الأمريكية عن منظمة "الأونروا" الإغاثيّة، وهو من أخرج الولايات المتحدة من كل المحافل الدوليّة التي كانت تتجرأ على توجيه النقد لتل أبيب وعنصريتها، وهو الذي أدخل ملوك وأمراء ومشايخ بعض الأنظمة العربيّة في حظيرة التطبيع.
ومن الجدير بالذكر، أنّ ولاية دونالد ترامب الرئاسيّة انتهت في 20 كانون الثاني، وسط أجواء سياسيّة عاصفة، وهو ما قد يؤثر على حظوظ كوشنر وبركويتز في الفوز بجائزة نوبل، وفق وكالة رويترز البريطانيّة، فيما أشارت إدارة الرئيس الأمريكيّ الجديد، جو بايدن، إلى أنّها ستراجع كل الاتفاقات ذات الصلة بالأمن القوميّ، والتي أبرمت في عهد ترامب، بما في ذلك التزاماتها في إطار اتفاقيات التطبيع وصفقات الأسلحة مع الإمارات والسعودية.
خلاصة القول، لم يعد اسم جائزة نوبل للسلام يليق بها، ومن الأفضل أن تتحول إلى "جائزة الديناميت"، بعد أن تم تسييسها وترشيح المجرمين والقتلة إليها، فأيّ سلام جلبه كوشنر للمنطقة، وقد أيّد علانيّة الجرائم الصهيونيّة التي يندى لها الجبين، ومن ينسى أنّ الرئيس الأمريكيّ الأسبق، باراك أوباما، بعد تسعة أشهر من توليه منصب الرئاسة، فوجئ بحصوله على جائزة نوبل للسلام عام 2009، وأعرب بنفسه عن دهشته، كما فوجئ الكثيرون بهذا القرار على اعتبار أن أوباما لم يحقق أيّ شيء يذكر لتحقيق السلام وهو لم يكمل بعد عامه الأول في البيت الأبيض.