الوقت- في الساعات الأخيرة من ولايته كرئيس لأمريكا قام دونالد ترامب بمنح الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة وسام الاستحقاق حيث قال ترامب إن هذا الوسام هو تكريم لجهود ملك البحرين في تحقيق السلام في المنطقة.
نفذت البحرين ما هو مطلوب منها خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فالبحرين هي مقر الأسطول الخامس للجيش الأمريكي وغرفة العمليات والمراقبة التي تغطي مناطق الخليج الفارسي وخليج عمان وخليج عدن والبحر الأحمر وأجزاء واسعة من المحيط الهندي. وقامت البحرين والإمارات في أكتوبر من العام الماضي بتوقيع اتفاقية تطبيع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي برعاية أمريكية.
الهدف من منح الوسام في آخر أيام ولاية ترامب
يحاول دونالد ترامب أن يسلط الضوء على إنجازات سياسته الخارجية بعد فشله على الصعيد الداخلي الأمريكي حيث يرى ترامب أن موافقة الدول العربية على التطبيع مع الكيان الاسرائيلي هو إنجاز رئيس لسياستة الخارجية ويحاول من خلال منحه هذا الوسام للملك البحريني وقبله لملك المغرب الحفاظ على اتفاقية التطبيع وتسليط الضوء عليها. ترامب غض النظر عن القضايا الحقوقية والانتقادات الكثيرة للسلطات في البحرين وخاصة في قضية تعاملها مع الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد في عام 2011 وكانت النتيجة إرغام هذه الدول على توقيع اتفاقية التطبيع.
وسام العار الأمريكي
من الواضح للجميع أن هذا الوسام الذي كان يتم منحه في الماضي لتكريم قادة الحلفاء لأمريكا خلال الحرب العالمية الثانية بات في عهد ترامب وساماً لقادة الأنظمة التي تخضع لسياسات امريكا وتنفذ رغباتها.
التاريخ و الشعوب لن تنسى هذه الحكومات المنبطحة فكيف لهذه الحكومات أن تتغنى بوسام تم منحه من شخص يتهم في بلاده بالإرهاب والجنون وتلقى هزيمة قل نظيرها في التاريخ الأمريكي!
في العادة يمكن أن نتغنى بوسام من شخص عظيم أو قائد منتصر وناصر للحق ولكن أن نفرح بوسام يتم منحه في آخر يوم من ولاية شخص منهزم وداعم للإرهاب فهذا هو العار وهذا يمكن أن نسميه بوسام العار لقادة هذه الحكومات المنبطحة.
تاريخ أسود لملك البحرين
منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في البحرين عام 2011 عمل النظام البحريني بدعم السعودية وأمريكا على قمع هذه الاحتجاجات بوحشية قل نظيرها وتم حظر الأحزاب المعارضة وتنفيذ حكم الاعدام بالعديد من الناشطين وسجن العشرات من المعارضين في السجون.
أمريكا غطت هذه الجرائم ومنعت إصدار أي حكم يدين السلطات البحرينية بجرائم ضد الإنسانية وها هي اليوم تمنح الملك البحريني وسام العار مكافأة له على تنفيذ سياساتها وتوقيع التطبيع مع الكيان الاسرائيلي.