الوقت- تحدث مخرج الأفلام الوثائقية الإيراني مهدي لارويي، عن الفيلم الوثائقي الذي يحمل اسم "قائد الحشد" ومن إنتاج سيد هاشم موسوي، والذي يشارك في مهرجان عمار السينمائي الحادي عشر. وقال: ان هذا الفيلم الوثائقي يدور حول حياة الشهيد أبو مهدي المهندس منذ دخول تنظيم داعش الارهابي إلى العراق حتى استشهاده. وسُجلت سيرة حياته عن لسان قادة الحشد والأشخاص الذين عاشوا معه سنوات طويلة وكانوا إلى جانبه. وسجلنا ذكريات هؤلاء الأشخاص عن حياة أبو مهدي حتى استشهاده.
وأضاف: ذهبنا إلى العراق في شتاء عام 2019 ، وبقينا هناك نحو ثلاثة أو أربعة أيام ، وفجأة ظهر فيروس كورونا في إيران. ومع ذلك، مكثنا هناك لمدة 9 أيام وتمكنا من مقابلة بعض قادة الحشد الشعبي العراقي وسجلنا ذكرياتهم. كنا نريد انتاج فيلم وثائقي شامل عن أبو مهدي لأن السيد موسوي، منتج هذا العمل، سبق له و أن انتج فيلما وثائقيا بعنوان "سلفي مع أبو مهدي" عن هذا الشهيد العظيم، ولأنه يمتلك خلفية ذهنية ومعرفة كاملة بأبي مهدي.
وتابع لارويي: أردنا هذه المرة بعد استشهاده انتاج فيلم وثائقي كامل، لكن للأسف بسبب كورونا ألغيت الرحلات الجوية وواجهنا بعض المشاكل، وحتى في العودة واجهنا تحديات ايضاً. فمثلا اضطررنا للعودة الى ايران براً عبر معبر مهران لعدم وجود رحلات جوية ، وبشكل عام ان المشاكل التي تسبب بها كورونا أدت إلى عدم تمكننا من إجراء مقابلات مع الأشخاص الذين كنا قد حددناهم. لهذا السبب، لم يتم انتاج الفيلم الوثائقي الشامل والكامل الذي كنا نطمح إليه. وتمكنا فقط من الإشارة إلى الوقت الذي دخل فيه داعش إلى العراق حتى استشهاد أبو مهدي في العراق.
وقال هذا المخرج: كان أبو مهدي قائد الحشد الشعبي في العراق ، وهو ما ذكرناه في الفيلم الوثائقي. فعندما يدخل داعش العراق ، يتصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأبو مهدي ويطلب منه الاتصال بالقادة الإيرانيين وطلب المساعدة منهم، لأنهم إذا لم يساعدونا ، فسوف تسقط بغداد. لذلك اتصل أبو مهدي بالحاج قاسم سليماني وقاموا بتحديد موعد في منزل أبو مهدي في بغداد. وفي الوقت ذاته، يتصل بالقادة الذين قاتلوا سوية منذ فترة طويلة في الحرب العراقية الإيرانية ضد صدام وكانوا في فيلق بدر، وجميعهم اجتمعوا في منزل أبو مهدي وقرروا ادخال قوة شعبية الى الميدان. وبعد فتوى السيد السيستاني تتجه القوى الشعبية إلى محاور العمليات، وبطريقة ما يمكن القول أن الحشد الشعبي تشكل بحضور الحاج قاسم ومجموعة من قادة الحشد في منزل أبو مهدي.
وأوضح لارويي: ما يمكن أن نقوله عن أبو مهدي أنه كان قائداً عظيماً ومؤسس الحشد الشعبي بروح وعقل عظيمين، لكن في هذا الفيلم نرى أن شخصاً بهذه العظمة كان ينتبه أحياناً إلى تفاصيل صغيرة محيرة، على سبيل المثال، كان يولي اهتماما كبيرا بالمقاتلين، ما جعل شخصية أبو مهدي تحظى بشعبية كبيرة بينهم. وفي مثال آخر، في أحد محاور العمليات في موقع العملية ، تناول الطعام مع المقاتلين على سفرة واحدة، وكان يستمع إلى همومهم ومعاناتهم وإلى ما هنالك ، حيث قال أحد المقاتلين وسط تلك الحشود حتى والدي لم يعاملني في المنزل بهذه الطريقة التي عاملني بها أبو مهدي. فقال أبو مهدي أنا أيضا مثل والدك. لذلك عندما نبحث عن هذه التفاصيل الصغيرة في حياته، نفهم سبب شعبية أبو مهدي.
وفي الختام أشار المخرج الإيراني إلى أن كتابة هذا الفيلم استغرق وقتا طويلاً، قائلا: استغرقت هذه المرحلة 6 أشهر لأن حجم المقابلات والأرشيف كان كبيرا وكنت بحاجة لمشاهدتها مرة أخرى، وكانت هذه المقابلات باللغة العربية. وكان ينبغي ترجمتها لذلك ان هذه الأشياء تستغرق وقتا طويلة.