الوقت- هز العاصمة التركية أنقرة یوم السبت 10 تشرين الأول الساعة العاشرة وأربع دقائق بالتوقيت المحلي انفجاران كبيران يعتقد بأن منفذي الهجوم هما انتحاريان كانا قد استهدفا ساحة قرب محطة للقطارات في العاصمة التركية أنقرة حيث راح ضحية الهجوم وحسب احصائيات المنسقية العامة لرئاسة الوزراء التركية 95 قتيلا بالإضافة الى 246 جريحا من بينهم 48 حالتهم خطيرة.
وقع التفجيران الإنتحاريان بالتزامن مع تجمع وفود من المنظمات والأحزاب المعارضة من بينها حزب "الشعوب الديمقراطي" والمؤيدين لهذه الأحزاب الذين جاؤوا من سائر أرجاء تركيا للمشاركة في مظاهرة سلمية بعنوان "رغم أنف الحرب، السلام الآن، السلام.. العمل.. الديموقراطية" حيث دعت إليها عدد من منظمات المجتمع المدني.
الحكومة التركية سارعت الى التحدث عن فرضية الإعتداء، ودان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجوم وندد به واصفاً إياه بـ" الهجوم المشين ضد وحدتنا وضد السلام في بلادنا" وأضاف بأن من يقف ورائه "هدفه بثّ الفرقة بين فئات المجتمع التركي" و أكد على أن "التصميم والتضامن الذي سنبديه بعد هذا الهجوم سيكون الردّ الأقوى والأهم على الإرهاب".
وفي تعلیق رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو على الهجوم قال بأن "الهجوم استهدف وطننا وشعبنا وديموقراطيتنا ولم يكن ضد جماعة بعينها أو أصحاب مواقف سياسية معينين، وإنما ضد بلدنا بأكمله".
وقال مسؤول حكومي، طلب عدم الكشف عن إسمه، إن التفجيرين ناجمان على الأرجح عن عمل "إرهابي". ورجّح مسؤولون أتراك أن يكون الهجوم إرهابياً، حیث نقلت رويترز عن مسؤول أمني تركي قوله إن التفجير هو عمل إنتحاري.
هذا وأشارت وكالة أنباء "الأناضول" إلى أن السلطات تشتبه في أن يكون تفجير أنقرة ناجماً عن هجوم انتحاري.
فيما وجه البعض أصابع الإتهام الى الحكومة التركية لتقصيرها بالقيام بواجباتها وحماية التظاهرات السلمية من أي إعتداء، فقد أكد وزير الداخلية التركي سلامي ألطن أوك "عدم وجود أي ثغرات أمنية، في ميدان صحية، الذي كان من المزمع أن يشهد تجمعًا بالأمس، ولا في محيط الميدان، الذي شهد تفجيرين صباح اليوم، أوديا بحياة العشرات". وأجاب وزير الداخلية سلامي ألتن أوك، في المؤتمر الصحافي عينه على سؤال عن الإجراءات الأمنية أثناء التجمع الحاشد حيث وقع الهجوم، قائلا إنه لم يكن هناك تقصير أمني.
وأشار حزب "الشعوب الديموقراطي" التركي المعارض، في بيان له، إلى أن التفجير استهدف، بشكل خاص، أعضاء منه كانوا يُشاركون في المسيرة السلمية.
وأوضح البيان: "بمجرد بدء المسيرة حوالي الساعة 10:04 صباحاً، وقع انفجاران وسط موكب أعضاء الحزب، ولهذا السبب نعتقد أن الهدف الرئيسي من الهجوم كان حزب الشعوب الديمقراطي التركي"، مضيفاً: "جروح الكثير من المصابين خطيرة، ونخشى أن يرتفع عدد القتلى".
وأعلنت الحكومة التركية الحداد في البلاد لثلاثة أيام كما جاء على لسان رئيس الحكومة التركية أحمد داوود أوغلو حيث أكد أحمد أوغلو بأن هناك أدلة قوية تشير الى هجوم أنقرة نفذ من قبل انتحاريين اثنين. وتوعد رئيس الوزراء منفذي الهجوم والجهات التي تقف خلفهم ومن ساعدهم متعهداً بتقديمهم الى العدالة لينالوا جزاءهم.
هذا واحتشد الآلاف من أنصار المعارضة التركية المؤيدة للأكراد في أنقرة الأحد 11 أكتوبر/تشرين الأول، حداداً على أرواح ضحايا التفجير الإرهابي المزدوج الذي هز وسط المدينة يوم أمس.
ولاقت عملية التفجيرين اللذين استهدفا تجمعاً لمنظمات وأحزاب سياسية معارضة في أنقرة، تعاطفاً داخلياً وتنديداً دولياً حيث جاء هذا الاستهداف قبل ثلاثة أسابيع من الموعد المقرر لإجراء إنتخابات برلمانية مبكرة.