الوقت- انتشرت في الآونة الاخيرة انباء متواترة عن تعاون الكيان الاسرائيلي مع السعودية في العدوان على اليمن، فلم يمض وقت طويل على المشاركة الاسرائيلية في قصف حفل عرس في المخا اليمنية حتى انتشرت انباء اخرى عن التعاون الوثيق بين الرياض وتل ابيب في حرب اليمن حيث قالت قناة العالم الاخبارية ان طائرة اسرائيلية من طراز بوينغ 747 محملة بالاسلحة والصواريخ وباقي انواع العتاد العسكري قد حطت في قاعدة في "خميس مشيط" السعودية في منطقة عسير من اجل الاسهام في الحرب التي تشن على الشعب اليمني.
وقد ايدت المصادر اليمنية هبوط هذه الطائرة الاسرائيلية في السعودية واضافت ان الكيان الاسرائيلي قد أنشأ جسرا جويا مع قاعدة خالد بن عبدالعزيز الجوية في خميس مشيط لدعم السعودية وحلفائها العرب وتامين الاسلحة والذخائر والصواريخ التي يحتاجونها في هذا العدوان.
لماذا يهتم الكيان الاسرائيلي باليمن ويتعاون مع المعتدين عليه؟
يحظى اليمن بأهمية كبيرة فيما يخص الاسرائيليين لأن زعزعة الأمن في مضيق باب المندب تعتبر أزمة كبيرة بالنسبة للاسرائيليين، وقد اعلنت الجماعات الارهابية الموجودة في اليمن انها سيطرت بالكامل على باب المندب خلال الاسبوع الماضي بدعم من الكيان الاسرائيلي لكن حركة انصارالله فندت بسرعة هذه الانباء، وقد حصل هذا الهجوم بعد ان قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي اثناء زيارته لمؤسسة سياسات الشرق الادنى في واشنطن ان الكيان الاسرائيلي صوب عينه على باب المندب.
ويعتبر مضيق باب المندب الممر البحري الرئيسي للسفن التجارية الاسرائيلية وبوابة الدخول الى البحر الاحمر كما تعبر كافة السفن التي تريد التوجه من المحيط الهندي نحو ميناء ايلات في فلسطين المحتلة من باب المندب.
ان ممرات التجارة البحرية في المياه اليمنية ومضيق باب المندب اصبحت محفوفة بالمخاطر بعد اندلاع الثورة اليمنية وان السفن الاسرائيلية اصبحت مهددة في هذا المضيق الذي يبلغ عرضه 30 كيلومترا، وفي هذا الصدد يقول موقع الرأي اليوم الاخباري ان مسؤولا اسرائيليا رفض الكشف عن اسمه قال ان القوات البحرية الاسرائيلية قلقة من خطر وجود صواريخ بحرية بالستية في مياه هذه المنطقة، واضاف هذا المسؤول الاسرائيلي انه يمكن لحزب الله ان يستخدم مثل هذه الصواريخ لتعطيل خطوط الملاحة البحرية الاسرائيلية وهذا أمر خطير جدا لأن 99 بالمئة من واردات الكيان الاسرائيلي تجري عبر البحر.
ان أمن البحر الاحمر يحظى بأهمية فائقة لدى الاسرائيليين لأنه يعتبر إحدى الطرق الرئيسية لربط الكيان الاسرائيلي بالعالم الخارجي بعد البحر الابيض المتوسط ولابد للسفن الاسرائيلية ان تجتاز مضيق باب المندب اذا توجهت شرقا نحو منطقة غرب آسيا ولذلك يعتبر الكيان الاسرائيلي سيطرة الثوار اليمنيين على بلادهم وقطع يد السعودية عن هذا البلد خطرا أمنيا يهدده لأن سيطرة القوات المؤيدة للمقاومة وحزب الله على باب المندب يعتبر خطرا كبيرا يهدد التجارة البحرية للكيان الاسرائيلي.
ويعلم الكيان الاسرائيلي ان عدم مشاركته في العدوان على اليمن يمكن ان يؤدي الى عجز السعودية عن توجيه ضربات فاعلة ومؤثرة الى الثوار اليمنيين وحينئذ يصبح التهديد الذي يشعر به الاسرائيليون في مضيق باب المندب خطرا حقيقيا ولذلك نرى بان الاسرائيليين قرروا رفع مستوى مشاركتهم في حرب اليمن.
ان الاسرائيليين لايريدون الاعلان عن مشاركتهم في حرب اليمن بشكل صريح لأن السعودية تخشى من الرأي العام الاسلامي، فالرياض تعاني الان من ضغط الرأي العام الاسلامي بسبب عدوانها على بلد اسلامي واذا تم الاعلان عن مشاركة الاسرائيليين في هذا العدوان فإن الضغوط على السعودية ستتضاعف وهذا ليس في مصلحة السعوديين ولذلك يمكن القول ان مشاركة الكيان الاسرائيلي في الحرب على اليمن امر محسوم بسبب اهمية اليمن بالنسبة للاسرائيليين لكن الخوف من الراي العام يمنع الاعلان عن هذه المشاركة بوضوح.