الوقت – تواصل الرّياح اليمنيّة السير بما لا تشتهيه سفن آل سعود، ويوماً بعد آخر يكتشف السعوديون حجم الحماقة التي ارتكبوها في اليمن، حيث توقّع آل سعود وقبل ذلك العدوان أنّ الأمر سيكون خاطفاً وسريعاً، وأنّهم سيقضون على أنصار الله خلال بضعة أيام حسب تصوّرهم، غير أنّ سنيّ الحرب العجاف أتت بما لا يتوقّعه آل سعود، واليوم بدأت حركة أنصار الله بأخذ زمام المبادرة، وباتوا يفاجئون آل سعود في عقر دارهم مبدين تقدّماً نوعياً في الكم والنوع، على الرغم من أنّ الحركة وقبل عدوان آل سعود على اليمن لم تكن تفعل أو تُفكّر باستهداف أي مُنشآت في السعودية، لكن التعنّت الذي أبداه آل سعود، ورفضهم لأيِّ مبادرةٍ للحل خلال سني الحرب، أجبر أنصار الله على استهداف تلك المنشآت، وإلحاق الأذى البالغ بآل سعود، وهو ما أكّده وزير السياحة اليمني أحمد العلي من أنّ آل سعود يجب أن ينتظروا من المزيد من "المفاجآت" مُشيراً إلى أنّ اليمنيين لا يمكنهم الصمت في مواجهة جرائم آل سعود.
رسائل توازن الردع الرابعة
رسالة أنصار الله والجيش اليمني كانت واضحة جداً للسعوديين، ولن يصعب على أحد ترجمتها وفهمها، هناك خياران ليس لهما خيار ثالث، إما وقف العدوان أو تلقّي المزيد من الصواريخ، لا يوجد مكان آمن في جميع أنحاء الجغرافيا السعودية حتى الأكثر تحصيناً منها ويخضع للحماية الأمريكية المباشرة بات ضمن بنك الأهداف خاصتنا، ولن نتوانى عن ضربها إلا بوقف العدوان.
ومن جهةٍ أخرى؛ حملت عملية توازن الردع الرابعة الرسالة الأهم لآل سعود ورعاتهم، وهي أنّ أنصار الله باتوا يملكون من الدقّة والقدرة ما يستطيعون ضرب أهم المراكز الحيويّة والحكوميّة في مملكة آل سعود، كما باتت حركة أنصار الله تمتلك بنكاً من الأهداف على امتداد الأراضي السعودية مع اختيار أفضلها وأكثرها أهمية لآل سعود، وهو ما شهدناه خلال عملية توازن الردع الرابعة.
أكثر من ذلك؛ فإنّ هجمات أنصار الله بالأمس التي استخدمت فيها مجموعة متنوعة من الصواريخ والطائرات المسيرة وتمكّنت من استهداف الأهداف المحدّدة بدقة متناهية في عاصمة آل سعود، وهذا يعني أنّ مملكة آل سعود الوم لا حلّ لديها سوى بالسلام العادل، فهي غير قادرة على مواجهة أنصار الله أو تحمّل تكاليف هجماتهم على المنشآت السعودية.
أمّا الرسالة الأهم التي أوصلها أنصار الله لآل سعود فهي أنّ الطائرات من دون طيار التي باتت تُصنع داخل معامل الحركة، بالإضافة للصواريخ المجنّحة بعيدة المدى التي طوّرتها الحركة من شأنّها تغيير معادلات الحرب الهمجية التي يشنّها آل سعود على اليمنيين، وأنّ تطوّر الأحداث المُتسارع في هذه الحرب بات يُنذر بكارثة على آل سعود التي تجد نفسها اليوم وحيدة في هذه الحرب.
توازن الرعب
بعد الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تمّ تطويرها ومضاعفة سعتها بنسبة 400٪، تحوّل اليوم تركيز حركة أنصار الله والجيش اليمني إلى الصواريخ عالية الدقة والموجّهة بدقة، والتي أثبتت مرّة أخرى ما هو مؤكّد، وهو فشل الدرع الصاروخي الأمريكي في اعتراضها، وذلك على الرغم من إنفاق آل سعود مليارات الدولارات لاستيرادها.
كما أنّه وعلى عكس عمليات توازن الردع الثلاث السابقة والتي اقتصرت على ضرب أهداف اقتصادية ونفطيّة في شرق وغرب مملكة آل سعود، خرجت عملية الردع الرابعة من المواقع العاديّة واستهدفت مواقع عسكرية وسيادية محصّنة وبعيدة المدى في موقعها الجغرافي، في داخل العمق السعودي، وبعضها على بعد ألف كيلومتر من اليمن، حيث كشفت عملية توازن الردع الرابعة عن مدى تطوّر النظام الصاروخي اليمني رغم العدوان والحصار المفروض على اليمن منذ أكثر من 5 سنوات.
وفي النهاية.. إنّ آل سعود ومع إصرارهم على عدم الانصياع لعملة سلام عادلة للحرب اليمنيّة، ومع استمرارهم بشنّ الهجمات البربرية على الأراضي اليمنيّة والشعب اليمني، ناهيك عن ممارسة حصار همجي خلّف وكما تقول الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية، وعلى هذا الأساس فإنّ حركة أنصار الله باتت اليوم في حلٍّ من أيّ ارتباط، فمصلحة الشعب اليمني فوق أيّ مصلحة، ولهذا فإنّها ستُكثّف من استهدافها لمنشآت آل سعود، وكما أكّدت الحركة فإنّ بنك أهدافها بات يشمل القواعد العسكرية الحساسة والمراكز الحكومية السعودية الحيوية والمنشآت الاقتصادية.