الوقت- أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقريرها الذي صدر يوم الثلاثاء الماضي إنها بحاجة إلى ما يقرب من 89 مليون دولار لتقديم المساعدات الحيوية لأبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً، وذلك في أعقاب تردي الاوضاع الإنسانية في هذا البلد الفقير نتيجة لظهور فيروس "كورونا" في مدينة عدن الجنوبية ولفتت هذه المفوضية السامية الي أن نقص المعدات الطبية والعلاجات الكافية سوف يعرض الملايين من أبناء الشعب اليمني للإصابة بهذا الفيروس التاجي الخطير وعلى صعيد متصل، قالت الأمم المتحدة في تقريرها إن ما يقرب من مليون نازح يمني معرضون لخطر فقدان منازلهم بسبب النقص الحاد في المساعدات المالية. ووفقا للأمم المتحدة، فإن الحرب العبثية التي شنها تحالف العدوان السعودي الإماراتي على أبناء الشعب اليمني، أدت الي مقتل الآلاف من الاطفال والنساء في هذا البلد وأدت أيضا الي نزوح أكثر من 3.5 مليون يمني والان هم يعتمدون على المساعدات الإنسانية وفي سياق متصل، أعربت "شابيا مانتو" الناطقة باسم وكالة اللاجئين، إن "الوضع في اليمن يعتبر أكبر أزمة إنسانية في العالم".
الافتقار للعديد من المعدات والمرافق الطبية التي يحتاجها اليمن
ذكرت العديد من التقارير الاخبارية بأنه خلال الايام القليلة الماضية تم اكتشاف خمس حالات مصابة بفيروس "كورونا" في مدنية عدن الجنوبية ولفتت تلك التقارير أن ظهور هذه الازمة الجديدة تزامن مع هطول الكثير من الامطار الغزيرة في عدد من محافظات الجمهورية ووقوع العديد من الفيضانات التي أجبرت المئات من السكان على النزوح من منازلهم. ويشير الافتقار إلى مرافق لفحص الأشخاص والنظام الصحي المتردي في اليمن، التي تورطت في حرب عبثية استمرت لخمس سنوات وتفشي العديد من الامراض القاتلة، إلى أن العدد الفعلي للأشخاص المصابين بالفيروس التاجي أعلى من عدد الحالات التي تم اكتشافها.
وفي سياق متصل قالت "ليزا غراند"، منسقة حقوق الإنسان في اليمن، أنه "منذ الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في اليمن، حذرنا من أن هذا الفيروس كان موجود بالفعل في البلاد وقد ينتشر بسرعة". الجدير بالذكر، أنه بعد توقف المساعدات المالية الأمريكية الشهر الماضي على هذا البلد الفقير، وكذلك انخفاض المساعدات الغذائية التي قدمتها الأمم المتحدة في أبريل الماضي، وصلت أزمة المجاعة ونقص المساعدات الإنسانية في اليمن إلى أدنى مستوياتها. وفي الشهر الماضي، قطع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عشرات الملايين من الدولارات من المساعدات الإنسانية الأمريكية التي كانت حكومة بلاده تقدمها لليمن. وعلى صعيد متصل، أعلنت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي أنها ستقطع 73 مليون دولار من المساعدات للمناطق الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون، لكن منظمة "أوكسفام" ومنظمات إغاثية أخرى تقول إن الحد الأقصى للمساعدات التي تم قطعها على اليمن تصل تقريبا إلى 200 مليون دولار. الجدير بالذكر أن قطع هذه المساعدات تأتي في الوقت الذي تم الإبلاغ عن اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" في اليمن الشهر الماضي، وفي وقتنا الحالي يواجه ملايين الأشخاص المحرومين والجائعين والجوعى خطرًا كبيراً.
وحول هذا السياق، انتقد "سكوت بول"، مستشار السياسة الإنسانية في مكتب "أوكسفام" بالولايات المتحدة وقال: "من المدهش حقًا أن ترسل دول مثل الولايات المتحدة أسلحة للسعودية للاستمرار في حربها العبثية في اليمني، ثم تقوم بقطع مساعداتها الصحية عن هذا البلد الفقير". وأضاف: "لا يوجد مبرر لأي دولة، وذلك لأن بمساعدتها العسكرية التي قدمتها لدول تحالف العدوان، أضرمت النيران في اليمن وبعد ذلك قامت تلك الدول بقطع مساعدتها لإنقاذ أبناء الشعب اليمني في هذا الوقت الحرج". وقبل أسبوعين، أبلغ كبار مسؤولي الأمم المتحدة، مجلس الأمن أنه إذا فشلت الولايات المتحدة والدول المانحة الأخرى في الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه اليمن، فقد يتم إلغاء 31 من برامج الأمم المتحدة الـ 41 في اليمن في الأسابيع القليلة المقبلة وكان من المقرر أن يستخدم التمويل المالي لتوفير الغذاء وإطعام الأطفال والصرف الصحي والمياه والمأوى للكثير من أبناء الشعب اليمني. وقال الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وحالات الطوارئ "مارك لوفكوف"، لمجلس الأمن في تقرير أعده حول خطر تفشي فيروس "كورونا" في اليمن: إن "الوضع في اليمن ليس جيدا وإذا دخل فيروس كورونا إلى هذا البلد الفقير، فسوف ينتشر بسرعة كبيرة لدرجة أن هذا التفشي سيكون أعلى من أي دولة أخرى في العالم وسوف تقتل الآلاف من أبناء الشعب اليمني". وشدد على أن الوقت قصير وأنه يجب اتخاذ إجراءات في أقرب وقت ممكن. الجدير بالذكر، لقد أدى الحظر الجوي والبحري والبري الذي فرضه تحالف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن إلى نقص في الأدوية والمعدات الطبية وغيرها من الإمدادات الصحية.
وفي سياق متصل، حذرت منظمة "أوكسفام" يوم الثلاثاء الماضي، من احتمالية عودة انتشار وباء الكوليرا خلال موسم الصيف المقبل الذي يكثر فيه هطول الأمطار، ويُهدد بارتفاع عدد حالات الإصابة بوباء الكوليرا في اليمن. وقال مدير مكتب منظمة "أوكسفام" في اليمن، "محسن صديقي"، في بيان رسمي، إن "تفشي وباء الكوليرا خلال العام الماضي في اليمن كان يعد في المستوى الثاني على الإطلاق على الصعيد العالمي، ولا تزال الحالات في تزايد مستمر ومرشحة للمزيد". وأوضح أن اليمن يعاني حاليّاً من أزمة كوليرا وصفها بالأزمة المنسية، حيث إن عدد الأشخاص المصابين بالوباء قد يتصاعد مع اقتراب موسم هطول الأمطار في نيسان/أبريل المقبل دون توفر الإمكانيات او الاستعدادات الطبية لمكافحة هذا الوباء. وأضاف مدير منظمة "أوكسفام" أن أنظمة الرعاية الصحية على وشك الانهيار وأن المحافظات التي تقع شمال البلاد في خطر كبير بسبب شح المياه هناك. وأضاف قائلا، إن "التوقعات قاتمة بالنسبة للناس في اليمن، حيث ما زالت حالات الكوليرا بمستويات مماثلة للعام الماضي، كما أن موسم الأمطار من المُحتمل أن يتسبب في وقوع آلاف الإصابات المُحتملة". وحذّر مسؤول منظمة "أوكسفام" من مغبة الصمت العالمي جراء ما يجري في اليمن من تدهور للوضع الطبي، وقال: "نحن بحاجة ماسة إلى تحرك عاجل من قبل المجتمع الدولي لضمان الوصول الآمن الذي لا تشوبه أي عوائق للمساعدات الإنسانية، وكذلك لجمع كافة الأطراف معاً من أجل الاتفاق على وقفٍ لإطلاق النار على المستوى الوطني". وأشار إلى أن الجهود المبذولة للتغلب نهائياً على وباء الكوليرا قد تقوضت بشكل كبير بسبب موجات الحرب التي دمرت أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي، كما أن الإمدادات الطبية تُعاني من نقص حاد ومُزمن، بالإضافة إلى انهيار نحو نصف المرافق الصحية في اليمن بسبب الحرب الراهنة في البلاد.
الاوضاع تحت السيطرة في صنعاء؛ المملكة العربية السعودية تخطط لنشر فيروس كورونا في اليمن
نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة قولها إن شخصين على الأقل في صنعاء أصيبوا بفيروس "كورونا". وحول هذا السياق، كذّب "يوسف الحضري" المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية، خبر اصابة شخص بالعاصمة صنعاء بفيروس "كورونا"، وقال، "إذا تم اكتشاف أي حالة مصابة، فسيتم الإعلان عنها رسميًا". لكن حالة انتشار هذا الفيروس الخطير في جنوب اليمن مختلفة، فلقد تم تم اكتشاف قبل عدة أيام خمس حالات جديدة مصابة بفيروس "كورونا" في مدينة عدن الجنوبية، ولهذا فلقد أعلن المسؤولون في هذه المحافظة الجنوبية المنكوبة أنه اعتبارًا من منتصف لليلة يوم الأربعاء الماضي ولمدة ثلاثة أيام، سيتم تطبيق الحظر على المواطنين وسيتم منع التجوال على مدار 24 ساعة.
قال الدكتور "يوسف الحاضري"، الناطق الرسمي لوزارة الصحة في حكومة الإنقاذ بصنعاء، أن المحافظات الواقعة تحت نطاق إدارة المجلس السياسي الاعلى، ما زالت خالية تماما من أي أعراض لفيروس كورونا، ولم تسجل أي حالة اصابة، وأن الوزارة وطواقمها من المتطوعين والجهات الأمنية يعملون ليل نهار لمنع تسلل المرض إلى مناطقهم. كما أكد "الحاضري" على أن "الإجراءات الصحية قائمة ومستمرة في كل الجوانب الصحية وفقا لمعايير الصحة العالمية، ونعمل وفق خطة طوارئ". وأضاف قائلا: "هناك العديد من الادلة التي تؤكد أن الرياض تخطط لمؤامرة خبيثة لإدخال هذا الفيروس الخطير الي المحافظات الشمالية عبر عدد من المواطنيين الافارقة".