الوقت-نظم مئات من اللبنانيين مظاهرات واسعة على طريق مطار بيروت، رفضا لما تردد عن امكانية إدخال جثة العميل الاسرائيلي السابق، أنطوان لحد، لدفنها في بلدته بالشوف وسط لبنان.
وطالب المتظاهرون الذي نظموا ما اسموه "الحملة الوطنية لمنع دفن أنطوان لحد في لبنان"، بدفن جثة لحد خارج لبنان، معتبرين أن الخيانة ليست فعلا عرضيا ولا جريمة تسقط مع مرور الزمن، موضحين أن "قائد مليشيا جيش لبنان الجنوبي" لم يكن عميلا عاديا، بل احترف الإجرام ونافس الصهاينة في إجرامهم .
ورفضت الحملة أي قانون عفو عن العملاء الفارين إلى إسرائيل، مؤكدة أن الاعتصام تحذيري وأولي. وقالت: "نحن مستعدون للتصعيد بحال ثبوت خبر عودة جثمان لحد إلى لبنان " ، متهمة لحد بأنه كان يعطي أوامر الاعتقال والتعذيب والإبعاد القسري والاغتصاب، حتى أنه منع دفن العديد من الشهداء في قرى جنوب لبنان التي كانت محتلة آنذاك .
وكان العميل الاسرائيلي انطوان لحد، الذي توفي عن عمر يناهز الـ 88 سنة في باريس يوم الخميس الماضي، ضابطاً في الجيش اللبناني، انشق عنه وانضم لمليشيا "سعد حداد" ليتولى قيادة ميليشة تابعة للاحتلال الاسرئيلي اطلق عليها اسم "جيش لبنان الجنوبي". وقد تعرض في الثمانينيات من القرن الماضي لمحاولة اغتيال على يد سهى بشارة التي حاولت تصفيته، فأصابته بطلقين ناريين في صدره وذراعه غير أنه نجا منها .
وبعد تحرير جنوب لبنان عام 2000هرب أغلب أعضاء ميلشيات "جيش لبنان الجنوبي" إلى إسرائيل، فيما عاش لحد آخر أيامه متنقلاً بين إسرائيل وفرنسا، حيث مات دون أن يتلو حتى فعل الندامة على خيانته، ومتفاخراً بجرائمه.