الوقت- في السنوات الخمس الماضية، أصبحت محافظة "مأرب" الواقعة شمال شرق العاصمة صنعاء واحدة من أهم القواعد الرئيسة لقيادة تحالف العدوان الغربي العربي الصهيوني، وخلال تلك السنوات بذل النظامي السعودي والإماراتي الكثير من الجهود لتحقيق الاستقرار في هذه المحافظة الغنية بالموارد النفطية. يذكر أنه بعد أن قرر النظام الإماراتي سحب قواته من محافظة "مأرب"، واصل النظام السعودي تجهيز الثكنات العسكرية التي يتمركز فيها مرتزقته بأسلحة عسكرية حديثة وقام بتقديم الكثير من الدعم المالي للقيادات العسكرية التابعة لحكومة الرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" القابعة في فنادق الرياض الموالية لحزب الإصلاح "فرع الإخوان المسلمين في اليمن" ولقد جاء هذا الدعم السعودي بسبب أن هذه المحافظة ذات أهمية استراتيجية للرياض.
لقد بذل النظام السعودي قصارى جهده في محافظة مأرب لأنه كان يحلم باحتلال مدينة صنعاء في القريب العاجل وعلم أنه من أجل الوصول إلى العاصمة اليمنية، كان عليه أن يعزز مواقعه في محافظة "مأرب". وبينما كان السعوديون يخططون للاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء، غيرت وحدة الصواريخ التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية ميزان القوى على أرض المعركة وقامت خلال الفترة الماضية بتنفيذ العديد من العمليات الصاروخية والعسكرية، ما أجبر النظام السعودي على نشر نظام دفاع "باتريوت" في قاعدة "صحن الجن" العسكرية الواقعة في شمال شرق محافظة "مأرب".
وعلى صعيد متصل، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" تمكنوا مع بداية العام الميلادي الجديد من التقدم وتحرير الكثير من الأراضي والمناطق التي كانت قابعة تحت سيطرة مرتزقة تحالف العدوان السعودي الإماراتي في محافظتي الجوف ومأرب الغنيتين بالكثير من الموارد النفطية ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أنه بعد الانتصارات العظيمة التي حققتها تلك القوات اليمنية في منطقة وادي "نهم "الواقع شمال شرق محافظة صنعاء وتحريرها مدينة "الحزم"، عاصمة محافظة الجوف، استهدف أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الايام القليلة الماضية عدداً من المناطق التابعة لمحافظة مأرب لأول مرة منذ بدء الحرب العبثية التي شنتها قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي على هذا البلد الفقير.
وفي السياق نفسه، اعلن المتحدث باسم قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية العميد "يحيي سريع"، أن ابطال الجيش تمكنوا قبل عدة أيام من السيطرة على معسكر "كوفل" في مديرية صرواح بمحافظة مأرب ولفت "سريع" إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية نفذوا هجوماً شرساً على معسكر "كوفل"، وسيطروا عليه بالكامل . مضيفاً بأن قائد اللواء 143 مشاة في جيش الرئيس المستقيل "منصور هادي" أصيب في المواجهة .
وكانت مصادر إعلامية قد نقلت عن مصدر عسكري قوله أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية سيطروا قبل عدة أيام على أجزاء من معسكر كوفل في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب بعد مقاومة شرسة من قبل جيش مرتزقة تحالف العدوان السعودي وأضاف المصدر أن العميد "ذياب القبلي" قائد اللواء 143 مشاة أصيب في جبهة صرواح في مواجهات شرسة بين جيش المرتزقة وأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، بالإضافة إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين خلال هذه المعركة، مشيراً إلى أن المعارك مازالت على أشدها حتى يومنا هذا.
يذكر أن هذه العمليات التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في جبهة "صرواح" كان لها أثر بالغ على معنويات مرتزقة تحالف العدوان الذين فضلوا الفرار من تلك المناطق والانتقال إلى بعض المعسكرات الواقعة في داخل محافظة مأرب وبالتحديد في منطقة "صحن الجن" ولقد أثبتت هذه العمليات العسكرية العظيمة فشل فشلت قوات "منصور هادي" في تحقيق انتصارات على ساحة المعركة وأثبتت أيضا فشل القوات الجوية السعودية في التركيز على أهدافها.
الجدير بالذكر أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" تمكنوا أيضا خلال الايام القليلة الماضية من تطهير وتحرير العديد من المرتفعات الواقعة بين مدينة مأرب ومنطقة "صرواح" وعدد من المديريات ولا سيما منطقة "بدبدة" و"حريب القراميش"، وتمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا من إحداث أضرار جسيمة بالمعدات العسكرية التابعة لمرتزقة العدوان السعودي. وإذا ما تمكنت هذه القوات من السيطرة على جميع المرتفعات الواقعة بين هاتين المنطقتين، فإن هذا يعني أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية أصبحت تسيطر نارياً وعسكريًا على هذه المحافظة الاستراتيجية والغنية بالموارد النفطية.
وهنا تجدر الاشارة إلى أنه اذا تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من السيطرة على مركز محافظة مأرب، فإن ذلك يمكن أن يشكل نقطة تحول في الحرب اليمنية ويمكن اعتباره بمثابة نهاية غير رسمية لحكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته "عبد ربه منصور هادي" القابعة في فنادق الرياض. يذكر أنه على مدار الأربع السنوات الماضية، كانت مدينة مأرب المقر الرئيسي لقوات "منصور هادي" ومقر تحالف العدوان السعودي في المناطق الشمالية اليمنية وتقع محافظة مأرب شرق العاصمة اليمنية صنعاء وتبعد عن العاصمة 170 كيلومتراً، ويبلغ عدد سكانها 238 ألف نسمة، وهي من أغنى محافظات اليمن، إذ تنتج نصف صادرات اليمن من النفط الخام وتنتج الغاز اليمني كاملاً، وتأتي في المركز الثاني من حيث تلبية احتياجات اليمن من المنتجات الزراعية.
وتعدّ حقول نفط "صافر" و"الرجا" و"النصر" من أكبر وأهم حقول النفط في محافظة "مأرب"، وتقع مصفاة التكرير الاستراتيجية المهمة"صافر" في الضواحي الشرقية لمحافظة "مأرب"، وهذه المصفاة تعتبر واحدة من أكبر ثلاثة مصافي نفطية في اليمن. بشكل عام، يمكن القول هنا أن معظم المناطق الغنية بالنفط والغاز الواقعة في المناطق الوسطى والجنوبية من اليمن لا تزال خارج سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية ولا تزال قوات تحالف العدوان الغربي العربي الصهيوني تحتل تلك المناطق. ويمكن القول أيضا، إن أحد العوامل التي ستسهل وتزيد من تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في محافظة "مأرب" في الايام القادمة هو الاتفاق مع القبائل. يذكر أن هناك الكثير من قبائل محافظة "مأرب" ليست حليفة مع تحالف العدوان السعودي وبعضها موالية لحكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء وأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.