الوقت-أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة اتخاذ إجراءات فعّالة لتحييد الخطر الإرهابي في سوريا. بيان الكرملين أشار إلى أن اتصالاً هاتفياً جمع بوتين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، شدد خلاله على سيادة سوريا ووحدة أراضيها. أما ميركل وماكرون فأبديا استعدادهما للقاء الرئيسين الروسي والتركي من أجل إيجاد حلّ سياسي للأزمة في سوريا.
إلى ذلك قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن الولايات المتحدة قد ترسل إلى تركيا "منظومة باتريوت" الدفاعية لاستخدامها في إدلب، وأن أنقرة ستقوم بتفعيل منظومة "أس 400" الروسية.
ونقلت قناة "سي أن أن" تورك عن أكار قوله إن الجانبين التركي والروسي يجريان نقاشات بشأن استخدام المجال الجوي السوري في إدلب، معتبراً أن المشكلة يمكن حلّها إذا تنحّت روسيا جانباً، وأكّد أكار رفض أنقرة أيّ مقترحات لنقل مواقع المراقبة الخاصة بها في المنطقة. وكانت الدفاع التركية أعلنت مقتل 2 من جنودها وإصابة 5 آخرين في غارة جوية، من دون ذكر أيّ تفاصيل إضافية.
وزارة الدفاع الروسية أعلنت من جانبها أن مقاتلات "سوخوي 24" قصفت الإرهابيين المتسللين في محور النيرب، ما سمح للجيش السوري بصدّ جميع الهجمات بنجاح، ولفتت إلى أن القصف توقف بعد رصد القوات الروسية للمدفعية التركية وإبلاغها الجانب التركي بذلك.
الدفاع الروسية أشارت الى أن روسيا دعت تركيا إلى التوقف عن دعم الإرهابيين وتزويدهم بالأسلحة، مضيفة أن القصف التركي أدى إلى إصابة 4 جنود سوريين.
وكانت مصادر ميدانية نفت الأنباء المتداولة عن تقدّم للمجموعات المسلحة والقوات التركية في ريف إدلب، المصادر قالت إن الهجوم التركي في محور النيرب لم يسفر عن أيّ تغيير في الخارطة الميدانية التي كرستها عملية الجيش السوري، مضيفة أن الجيش لن يسمح بأيّ شكل من الأشكال بتدمير ما حققه من إنجازات أخيرة في إدلب.
الأرتال العسكرية التركية لم تتوقف عن عبور الحدود، ولم تتوقف التصريحات عن التهديد بعملية عسكرية تجبر الجيش السوري على التراجع عن النقاط التي استعادها خلال عمليته العسكرية في أرياف إدلب وحلب، أنقرة تنشئ نقاط مراقبة أو- يمكن القول نقاطاً عسكرية على كامل الريف المتبقي غرب إدلب وصولاً إلى الحدود، لترفع منسوب التصعيد مع الروس ولنسف ما تبقى من تفاهمات سوتشي. ولم يخرج الكثير من الاجتماع التركي الروسي الأخير، ولا تفاصيل واضحة عن نقاط الخلاف.
التقدم السريع والمضبوط للجيش السوري في أرياف إدلب وحلب، عزز حاجزاً منيعاً بوجه إمكانية إحداث خرق ولاسيما بعد فشل المجموعات المسلّحة بالإمساك بمواقعها وخسارتها كل خطوط إسنادها أو دفاعها، إلا إذا أرادت أنقرة الانزلاق في مواجهة مع موسكو في سوريا من دون تقدير مخاطرها وتبعاتها.
التخبط أمام عملية الجيش السوري زاد من انهيارات المجموعات المسلّحة التي تراهن على أن التوغل العسكري التركي هو لدعمها في عملية عسكرية ضدّ الجيش، بالرغم من أنها لا تبدو حتى هذه اللحظة إلا لمنع تسرب المسلّحين إلى إراضيها بحسب ما تتناقله تنسيقيات المسلحين التي تتهم أنقرة بالتخلي عنها وإغلاق حدودها في وجهها.