الوقت- كتب الباحث في معهد "بروكينجز" للفكر "توماس رايت" عن شخصية ترامب واغتيال الفريق سليماني: "أحد الأسئلة الرئيسة حول الهجوم الأمريكي على قائد قوة القدس هو، لماذا قرر ترامب القيام بذلك؟ وماذا سيفعل في المستقبل؟ لقد بدأت إدارته سياسةً خاطئةً للغاية تجاه إيران، والتي تضمّنت الانسحاب من الصفقة النووية، ومنع الإيرانيين من السفر إلى أمريکا وفرض أقصى العقوبات".
وأضاف: "کان ترامب يعتقد دائمًا أن الأولوية القصوى لأمريكا يجب أن تكون النفط واحترام العالم لها. وکان مستاءً دائمًا من أن حلفاء أمريكا لا يحترمونها بما فيه الكفاية. وغضب کثيراً عندما لم يجتمع القادة الأجانب معه على متن الطائرة. على سبيل المثال، المرة الوحيدة التي شعر فيها بخيبة أمل تجاه فلاديمير بوتين، كانت عندما بدا أنه يقلل من شأن القوة العسكرية الأمريكية، أو عندما طاردت الطائرات الروسية السفن الأمريكية، أو عندما وضع الروس خطةً تضمنت أماكن تقع ضمن نطاق صواريخهم النووية."
وتابع رايت: "اغتيال الفريق سليماني خطأ استراتيجي. ربما يرضي اغتياله ترامب الآن، لكنه سيضر بالمصالح الأمريكية على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن العديد من المشكلات الجانبية هي لا شيء في وجهة نظر ترامب. فهو لا يهتم بأن العراق قد يطرد القوات الأمريكية، لأنه يعتقد أنه يتعين عليهم أولاً دفع تكاليف الوجود الأمريكي."
وأکد الکاتب بأن: "العودة المحتملة لداعش أمر من المحتمل أن ترامب لا يستطيع توقُّعه. ولا يستطيع أن يتجاهل حقيقة أن السعودية تريد تخفيف التوترات، ناهيك عن انتهاك القانون الدولي والممارسة غير الصحيحة المتمثلة في اغتيال المسؤولين الحكوميين."
واستطرد قائلاً: "بات ترامب في حالة يرثى لها منذ مقتل شخصية إيرانية مهمة، ويحاول منع إيران من الانتقام من خلال إطلاق التهديدات."
وأضاف: "ترامب لا يعالج المعلومات عادةً، ولديه أحد أضعف فرق الأمن القومي وأقلها خبرةً. لن يكون لديه العديد من الحلفاء لمحاربة إيران، حتى إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول أن يحافظ علی بُعده عن هذا الهجوم الأمريكي. وليس هناك شك في أنه لو كان واثقًا من كسب الحرب لما تردَّد في فعل ذلك."
في الوقت نفسه، يشير التقييم السنوي لمرکز أمني للکيان الصهيوني، إلى أن الخوف من الحرب مع إيران يتصدّر مخاوف هذا الکيان.
في هذا الصدد، أشارت صحيفة "تايمز إسرائيل" العبرية إلی نشر أجزاء من تقرير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن قلق الکيان الإسرائيلي الرئيسي في عام 2020، وكتبت: "في الأسبوع الماضي، حذر مركز أبحاث إسرائيلي قومي بارز من الخطر المتزايد لحرب واسعة النطاق على الحدود الشمالية لإسرائيل هذا العام، معتبراً أن "عزم" إيران المتنامي هو السبب الرئيس في ذلك."
معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، يعد سنوياً "تقييماً استراتيجياً" للتهديدات التي يواجهها الکيان الإسرائيلي. ويقدم هذا المركز البحثي، المؤلَّف من كبار المسؤولين السابقين في الشؤون الدفاعية والدبلوماسية، النتائج لرئيس الکيان الإسرائيلي.
"عاموس يادلين" رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (آمان) ومن رؤساء استخبارات الجيش السابقين، قدَّم تقييم المعهد لعام 2020 إلى رئيس الکيان الإسرائيلي "روبن ريفلين"، والذي تضمن تحذيرات حول الاحتمال المتزايد للحرب مع إيران وحزب الله، بسبب مختلف العوامل الأمنية والسياسية والدبلوماسية.
بعد تلقّي هذا التقييم، اشتکی ريفلين في کلمة له بأن "إسرائيل" تواجه مثل هذا الخطر في وقت لا توجد فيه حكومة منذ أكثر من عام، وقد سقطت في مستنقع "الشلل السياسي".
وتابع ريفلين: يحدث الشلل السياسي في "إسرائيل" في وقت حساس وخاص. وبدلاً من أن نضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض ونواجهة خطر إيران کتفاً بکتف، أصبحنا غارقين في مشكلات داخلية.
لقد خلص الباحثون في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إلى أنه، على الرغم من أن أعداء "إسرائيل" المختلفين لا يرغبون في الدخول في حرب شاملة مع الکيان الإسرائيلي في الوقت الحالي کما يبدو، إلا أن هناك عوامل يمكن أن تؤدي إلى نشوب صراع هذا العام.