الوقت-قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه في حال كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أو شخصيات مقربة منه، قد قاموا بالفعل باختراق هاتف مؤسس شركة أمازون ومالك "واشنطن بوست" جيف بيزوس، فإن ذلك "سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش محاولة ولي العهد تغيير صورة السعودية في العالم تحت قيادته".
وذكرت الصحيفة في تقرير كتبه ديفيد ويرينغ أن اختراق هاتف بيزوس يدمّر أسطورة "السعودية الجديدة"، معتبرةً أن ذلك "سيثير المزيد من الأسئلة الخطيرة حول العلاقة بين القوى الغربية والمملكة".
وتابعت: "بعد ما تم كشفه أخيراً يجب على الحكماء في واشنطن ولندن أن ييأسوا من التعامل مع هذه الشخصية الخطيرة والفاسدة ليس فقط للسنوات بل للعقود المقبلة".
وحول الأسباب التي تكون قد دفعت إبن سلمان أو الأشخاص المحيطين به إلى اختراق هاتف بيزوس، أشارت الصحيفة إلى أن إسكات الصحافي السعودي جمال خاشقجي يبدو "دافعاً واضحاً".
وأضافت "كان من الممكن استخدام ثمار القرصنة في محاولة أولية لابتزاز بيزوس في إطلاق النار على خاشقجي"، معتبرةً أنه "لم يتم قتل الصحافي إلا بعد فشل هذه المحاولات".
وفي هذا السياق، طرحت الصحيفة البريطانية أسئلة عدة: ما هي الشخصيات المهمة الأخرى التي يتوافق معها بن سلمان عبر تطبيق واتسآب WhatsApp؟ أي منهم تم استخراج البيانات الخاصة بهم، لاستخدامها ضدهم في وقت لاحق؟ هل يمكن أن يشمل ذلك شخصيات في السياسة والحكومة، وكذلك رجال الأعمال، بمن في ذلك شخصيات بارزة في واشنطن ولندن؟ هل سيكون ولي العهد متهوراً أو غبياً بما يكفي لاتخاذ مثل هذه الإجراءات ضد الدول التي اعتمد عليها نظامه لفترة طويلة لبقائه؟
وأوضحت الصحيفة أنه منذ تولّي إبن سلمان السلطة لأول مرة، دعمته الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل رئيسي. وقالت إن حملة الدعاية حول برنامجه "الإصلاحي" في عام 2018 تم تضخيمها من قبل واشنطن ولندن، حيث امتدح وزير الخارجية البريطاني آنذاك بوريس جونسون، ولي العهد كمصلح ليبرالي قبل زيارته بريطانيا في شباط/فبراير من العام ذاته.
وأوضحت الصحيفة أن المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان عارضت هذا الأمر بشكل مباشر، وتحدثت عن حملة شرسة ضد المعارضين في السعودية خلال تلك الفترة، من ضمنها الاعتقالات الجماعية لناشطات حقوق المرأة، الذين تعرض عدد منهن للاعتداء الجنسي والتعذيب، بما في ذلك الجلد والصدمات الكهربائية.
وتحدثت "الغارديان" عن الحرب على اليمن واصفة إياها بـ"الوحشية" التي أودت بحياة الآلاف وتجويع عشرات الآلاف، وأكدت أن إبن سلمان "لم يكن من الممكن أن يخوضها من دون الدعم الذي قدمته له واشنطن ولندن".
ورأت الصحيفة أن حكم إبن سلمان لم يكن لينجو أيضاً من تداعيات مقتل جمال خاشقجي في أواخر عام 2018، لو أن حلفاءه في لندن وواشنطن رفضوا التحقيق السعودي في عملية القتل باعتباره "يفتقر إلى المصداقية"، وأصروا بدلاً من ذلك على إجراء تحقيق جنائي دولي.
ولكن في ظل ما تم كشفه مؤخراً، فإنه يجب على المسؤولين في واشنطن ولندن أن يكونوا وفق الصحيفة، في "حالة يأس من احتمال التعامل مع هذا الشخصية الخطيرة (محمد بن سلمان) وغير المنتظمة لسنوات، وربما لعقود".