الوقت- تعرض مطار "تي فور" الاستراتيجي الواقع في محافظة "حمص" مساء يوم الثلاثاء الماضي في تمام الساعة 22:10 مساءً بتوقيت العاصمة السورية دمشق، لعدد من الهجمات الصاروخية الغادرة وحول هذا السياق، ذكر مصدر ميداني سوري أن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شنت، مساء يوم، الثلاثاء الماضي، هجومًا على مطار الـ"تي فور" في ريف حمص الشرقي، وأشار ذلك المصدر إلى أن الدفاعات الجوية التابعة لقوات الجيش السوري تصدت لذلك العدوان، في حين تمكنت أربعة صواريخ إسرائيلية فقط من الوصول إلى أهدافها المستهدفة وتسببت في حدوث أضرار مادية فقط.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة الانباء السورية "سانا" أن الدفاعات الجوية السورية "تصدت لعدوان جوي نفذته طائرات إسرائيلية على مطار الـ"تي فور" بريف حمص الشرقي، من اتجاه منطقة "التنف" على الحدود السورية العراقية وأسقطت عددًا من الصواريخ". وأوضحت تلك الوكالة أنه "حوالي الساعة العاشرة وعشر دقائق من مساء يوم الثلاثاء الماضي قام الطيران الإسرائيلي بعدوان جوي جديد على مطار الـ"تي فور" من اتجاه منطقة التنف"، وأضافت تلك الوكالة، أن وسائط الدفاع الجوي التابعة للنظام السوري تصدت على الفور للصواريخ المعادية، وأسقطت عددًا منها.
ووفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، كان الهدف الأول لمقاتلات الجو الإسرائيلية هو شن هجمات صاروخية على الجزء الجنوبي من مطار "تي فور" العسكري والاستراتيجي وذلك لأن ذلك الجزء من المطار كان يُستخدم لتخزين الكثير من المعدات العسكرية وذلك فلقد ردت الانظمة الدفاعية الجوية التابعة للجيش السوري على الفور على تلك الهجمات الغادرة. ولفتت تلك المعلومات إلى أن تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي خلصت إلى أن اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، الشهيد البطل "قاسم سليماني"، سيؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة لصالح محور الشر في المنطقة وفي هذا السياق، ذكر مسؤول أمني إسرائيلي، قوله إن "غياب سليماني سوف يفتح نافذة أمام إسرائيل، وبإمكاننا ويتحتم علينا استغلالها من أجل وضع حد للمجهود الإيراني لإقامة وتأسيس جبهة ضد إسرائيل في سورية والعراق، وكذلك من أجل إنهاء رغبة أمين عام حزب الله بالتعامل معنا".
يذكر أن هذا القصف الاسرائيلي الغادر جاء في خضم توترات متصاعدة في منطقة الشرق الأوسط بين أمريكا وإيران، بعد أسبوع من قيام أيادي الغدر والخيانة الامريكية بإعتداء غاشم وخبيث على سيارة قائد قوة القدس الشهيد "أبو مهدي المهندس" والشهيد اللواء "قاسم سليماني" وعدداً من رجال محور المقاومة في العاصمة العراقية بغداد وهذه الجريمة البشعة التي استهدفت عدداً من رموز محور المقاومة أثارت سخط الملايين من أبناء الامة الاسلامية والعربية وذلك لأن هؤلاء الشهداء كان لهم الدور الابرز في مقارعة ومحاربة الكثير من العناصر الارهابية التي كانت منتشرة في سوريا والعراق.
ويقع مطار "تي فور" العسكري على بعد 85 كيلومتر من مدينة حمص وعلى بعد 25 كيلومتر من مدينة "تدمر" الاستراتيجية وآبار "الشاعر" الغازية، ويعد هذا المطار العسكري أكبر قاعدة جوية تابعة للجيش السوري وتمتلك أربع حظائر خرسانية للطائرات الحربية والمقاتلات الجوية ويبلغ طول المدرج الرئيسي لمطار "تي فور" العسكري حوالي 3.2 كيلو متر ويمتلك أيضًا العديد من المدارج الرئيسية والثانوية ويمكن للعديد من المقاتلات الحربية الهبوط أو الطيران في نفس الوقت.
يذكر أنه خلال السنوات الماضية، عندما بلغت المواجهات العسكرية مع الجماعات الإرهابية في أجزاء مختلفة من سوريا ذروتها، كان مطار "تي فور" الاستراتيجي يعتبر أحد أقوى أذرع الجيش السوري، ولقد لعبت المقاتلات الحربية التي كانت تنطلق من هذا المطار دوراً مهماً وخاصاً في تدمير العديد من أوكار تلك الجماعات الارهابية، وخاصتاً في محافظات الرقة، ودير الزور وحلب. وفي سياق متصل، كشفت بعض التقارير الاخبارية عن وجود عشرات الدبابات الروسية الصنع في مطار "تي فور" العسكري؛ ولفتت تلك التقارير إلى وجود أيضا عشرات المستشارين العسكريين من عدة دول، بما في ذلك إيران وروسيا و ... في هذا المطار الاستراتيجي والمهم.
ووفقًا لبعض المصادر ميدانية، فإن الهدف الرئيس الذي سعت "تل أبيب" لتحقيقه من هذه الغارات الجوية على مطار "تي فور" العسكري، يتمثل في استمرار مشروع تحالف الشر الغربي - العبري - العربي المشترك ضد جبهة المقاومة التي بذلت خلال السنوات الماضية الغالي والنفيس من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية المدعومة من قبل أمريكا وبعض دول المنطقة.
وفي الأيام الأخيرة، أعلن القادة الصهاينة أنهم سيشنون هجمات عسكرية وصاروخية أوسع على أجزاء متفرقة من سوريا كجزء من عملياتهم المناهضة والمعادية لجبهة المقاومة، وحول هذا السياق، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي "نفتالي بنيت" أن القادة في "تل أبيب" يعملون خلال هذه الفترة على وضع خطط لشن ضربات قوية على المناطق التي تتمركز فيها قوات محور المقاومة في سوريا وأضاف وزير الحرب الصهيوني، إن هيئة الأركان المشتركة التابعة للجيش الإسرائيلي وافقت على تكثيف الهجمات ضد جبهة المقاومة في سوريا، مدعية أن هذه الهجمات سوف تحقق الكثير من الانتصارات وذلك لأن الاوضاع في العراق ولبنان مضطربة.
وفي الختام يمكن القول بأنه على الرغم من أن الوضع في العراق ولبنان غير مستقر، يبدو أن التحالف "العبري - الغربي – العربي" قد أخطأ في تقديراته مع تصاعد التوترات في المنطقة، وبلا شك سوف تكون أمريكا وإسرائيل وبعض قادة الدول العربية الموالية لواشنطن من أكبر الخاسرين الرئيسيين في المنطقة، لأن جبهة المقاومة لا تزال تملك الكثير من البطاقات التي لم تقم حتى الان باستخدامها.