الوقت- في أعقاب سجن الشيخ إبراهيم زكزاكي زعيم الحركة الاسلامية النيجيرية وزوجته السيدة زينة ابراهيم غير القانوني مجدداً، تشير تقارير مختلفة إلى تدهور حالتهما الصحية وفشل موظفي السجن في تلبية احتياجاتهم الطبية.
وفي هذا الصدد، ذكرت ابنة زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا الشيخ زكزاكي في تغريدة لها على موقع تويتر في 4 يناير: " ان صحتهما متدهورة وظروفهما في السجن سيئة للغاية. ولا يتم تلبية احتياجاتهما الأساسية بما في ذلك الدواء والرعاية الصحية".
عاد الشيخ زكزاكي وزوجته إلى نيجيريا في الـ 25 من أغسطس بعد تلقيهما دورة علاجية قصيرة في الهند ولكن بمجرد وصولهما إلى مطار أبوجا ، قام رجال أمن نظام بوهاري باعتقاله هو وزوجته ونقلوهما مباشرة إلى السجن.
وفي نوفمبر الماضي تم نقل الشيخ زكزاكي وزوجته إلى سجن ولاية كادونا في نيجيريا. حيث يعد سجن كادونا في الواقع أحد أخطر السجون وأكثرها رعباً، ليس فقط في نيجيريا بل في إفريقيا أيضًا.
أصدرت الحكومة النيجيرية منذ حوالي 5 أشهر (أغسطس 2019) أمراً قضائياً تحت ضغط من منظمات حقوق الإنسان والرأي العام لمنح الإفراج عن الشيخ إبراهيم زكزاكي زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا وزوجته. ونتيجة لذلك نُقل الشيخ زكزاكي وزوجته، اللذين كانا مصابين بأمراض شديدة إلى الهند ضمن ترتيبات أمنية مشددة بهدف تلقي العلاج الصحي. ومع ذلك ، سرعان ما أصبح من الواضح أنه تحت الضغط الخارجي وخاصة من السعوديين على الحكومة الهندية ، لم يتغير وضع معاملة الشيخ بشكل كبير وكانت قيود الحكومة الهندية أوسع من ضغوط الحكومة النيجيرية. لذلك ، وبسبب عدم الرضا عن عملية العلاج والقيود الأمنية ونقص الأطباء الموثوق بهم عاد زكزاكي وزوجته إلى نيجيريا بعد المكوث يومين في الهند فقط.
ومنذ نقل الشيخ زكزكي إلى سجن كادونا تم قطع جميع اتصالاته مع العالم الخارجي ولم يتم توفير أخبار صحيحة عن حالته إلى وسائل الإعلام.
زعمت وكالة الاستخبارات النيجيرية مؤخرًا عقب موجة الاحتجاجات والتظاهرات من محبي الشيخ زكزاكي أن العلامة إبراهيم زكزاكي نفسه يريد ان يبقى محتجزاً لدى الوكالة وليس لديه رغبة في إطلاق سراحه. وهذا في وقت لم يسمح مسؤولو الوكالة له بمقابلة المراسلين ليعلن عن رغباته بنفسه للشعب.
قُبض على الشيخ زكزاكي وزوجته في 13 ديسمبر عام 2015 في هجوم عسكري للقوات النيجيرية على الحسينية في مدينة زاريا، مما أسفر عن استشهاد المئات، بمن فيهم ثلاثة من أطفال الشيخ زكزاكي. وأصيب الشيخ زكزاكي أيضًا بجروح خطيرة في هذا الهجوم، في حين فقدت إحدى عينيه تمامًا وأصبحت القدرة البصرية للعين الآخرى 30٪. كما أحرق الجيش النيجيري في الهجوم المركز الإسلامي ومقر الشيخ زكزاكي في زاريا ، وأحرق الناس وهم أحياء وقتل الرضع ودفن جثثهم في مقابر جماعية.
حُكم على الشيخ زكزاكي عدة مرات بالسجن بتهم لا أساس لها من الصحة، بما في ذلك تعكير صفو النظام العام، في جميع الحكومات النيجيرية ابتداءً من أوباسناجو وشاجاري وبوهاري وصولاً إلى بابانغيدا وأباشا. وفي المحصلة لقد قضى أكثر من عشر سنوات من عمره في سجون نيجيريا المروعة، بما في ذلك سجن إينوجو (1981-1984) وسجن بورت هاركورت وسجن كادونا.
دعا النيجيريون مرارًا من خلال تنظيم المظاهرات في العاصمة أبوجا إلى إطلاق سراح الشيخ زكزاكي، الذي ظل محتجزًا على الرغم من صدور الحكم بالإفراج عنه سنة 2015.
يتمتع الشيخ زكزاكي بشعبية كبيرة بين الشعب النيجيري ، بما في ذلك الشيعة والنيجرون السنة وحتى المسيحيين ، بسبب كفاحه المستمر ضد الديكتاتورية والهيمنة الأجنبية وكذلك تشجيع التسامح بين الأديان المختلفة لأكثر من أربعة عقود من الزمن. اعتنق الشيخ زكزاكي المذهب الشيعي بعد أن تأثر بالثورة الإسلامية في إيران عام 1978 والامام الخميني, ومع تأسيس الحركة الإسلامية في نيجيريا ، أسس ثلاثمائة مدرسة إسلامية في نيجيريا والدول المجاورة لها. كما أنشأ جمعيات خيرية لتقديم الخدمات المالية والطبية والتعليمية للشيعة.
ولقد أحيا يوم القدس في نيجيريا ، وأدت هذه السياسة إلى استشهاد أبنائه الثلاثة من قبل الشرطة النيجيرية خلال مسيرة يوم القدس. ومنذ ان بدأ الشيخ زكزاكي نشاطاته في عام 1980 أصبح هناك 12 مليون شخصاً يعتنقون المذهب الشيعي في نيجيريا. الموضوع الذي جعل الأعداء الأجانب يروجون لآرائه، بأنها تتأثر بخطاب الثورة الإسلامية وأفكار الإمام الخميني الامر الذي رأوا فيه تهديدًا لمصالحهم في منطقة شمال إفريقيا وحاولوا في شتى الطرق إقناع وترغيب الحكومة النيجيرية لقمعه هو وأنصاره.
الآن وبعد أن تدهورت صحة الشيخ زكزاكي وزوجته يومًا بعد يوم ، يحافظ المدافعون المزيفون عن حقوق الإنسان والمنظمات الدولية ، الذين يستمرون بقمع جميع الحكومات التي تقف في وجه السياسات الغربية من خلال تلفيق حقوق بشرية على مزاجهم, على صمتهم ازاء هذه الحملة الواضحة وغير القانونية. فهم لا يمارسون أي ضغط على الحكومة النيجيرية لكف الظلم عن زعيم ديني وسياسي بارز.