الوقت- حزب تركستان الشرقي الإسلامي (ETIP) هو حركة تكفيرية مكونة من قوى الايغور المتطرفة في غرب الصين. معظم أعضاء الحركة ينتشرون في شينجيانغ الصينية، ولكن نطاق نشاط هذه المنظمة الإرهابية لا يقتصر على الصين فقط بل يشمل مناطق من أفغانستان وسوريا وروسيا ايضا. وقد قُتل وأُصيب الآلاف في الاشتباكات التي وقعت في السنوات الأخيرة في مقاطعة شينجيانغ بين مقاتلي الحزب التركستاني وقوات الأمن الصينية.
الحرب الأهلية السورية وهجرة الإرهابيين الإيغور
على الرغم من أن قادة المنظمة أعلنوا عن عزمهم إنشاء حكومة مستقلة في تركستان الشرقية في مقاطعة شينجيانغ في غرب الصين، إلا أن علاقات المنظمة بتنظيم القاعدة الذي لا يزال قائما منذ عام 2013 تقريبًا، وتصاعُد الصراع في سوريا، ادى الى اعادة نشاط ارهابيي هذا التنظيم في سوريا عن طريق الاراضي التركية وبدأت بنشاطها تحت مسمى حزب تركستان الاسلامي. كما يتمركز التواجد الرئيسي لقوات الحزب التركستاني في شمال محافظة اللاذقية وفي الأجزاء الغربية من محافظة إدلب. وتعمل هذه المنظمة بشكل مستقل ولكنها تعتبر نفسها فرعًا من جبهة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني. وتعتبر منطقة "كوباني" الاستراتيجية، جبهة القتال الرئيسية التي ينتشر فيها حاليًا عناصر المنظمة، والتي يحاول الجيش السوري منذ شهور للسيطرة عليها.
الإعلان الرسمي عن أنشطة الحزب الاسلامي التركستاني
أصدرت وزارة الدفاع الأفغانية هذا الأسبوع، بيانًا تؤكد للمرة الأولى الوجود العسكري لأعضاء الحزب التركستاني في شمال شرق أفغانستان. وقال نائب وزير الدفاع فؤاد أمان في بيان إن أعضاء المنطمة الإرهابية قد بدؤوا لتوهم النشاط في شمال شرق أفغانستان ولكن تم إضعافهم نتيجة لعمليات قوات الأمن الأفغانية. كما اتهم فؤاد أمان تنظيم طالبان بدعوة أعضاء ETIP للتواجد في البلاد، وهو ما تنفيه طالبان.
وأعربت الحكومة الصينية في السنوات الأخيرة دائمًا، عن قلقها بشأن تزايد قدرة الجماعات الإرهابية في شرق أفغانستان وقربها من الحدود، لأن إنشاء منطقة عسكرية ذاتية الحكم في شرق أفغانستان وإنشاء معسكرات تدريب لقوات الإيغور في البلاد، يعتبر تهديدا أمنيا كبيرا لمقاطعة شينجيانغ الصينية وكذلك بداية للهجمات الإرهابية في جميع أنحاء الصين. الهجمات التي تسببت في مئات الوفيات والإصابات في الصين منذ أوائل التسعينيات.
تاريخ العمليات الإرهابية للحزب التركستاني في الأراضي الصينية
لقد قام أعضاء هذه المنظمة الإرهابية بخمس هجمات إرهابية على الأراضي الصينية حتى الآن، وهي كما يلي:
في أبريل عام 1990، تم تنفيذ الهجوم الإرهابي الأول من قبل أعضاء حزب تركستان الشرقية الإسلامي. وهاجم نحو 200 من أعضاء المجموعة قرية بارنكسيانج في غرب الصين، ما أسفر عن مقتل 6 من رجال الشرطة الصينيين وإصابة 10 اخرين. وفي غضون أسبوعين من هذه العملية، تم القاء القبض وقتل جميع الإرهابيين المتورطين في الهجوم على أيدي قوات الأمن الصينية.
وفي 5 فبراير من عام 1997، ادت أعمال الشغب قوات الايغور في مقاطعة شينجيانغ الى مقتل 7 مدنيين واصابة 198 من السكان المحليين وجرح 30 عنصرا من رجال الشرطة. وفي 5 يوليو 2009، وقع أكبر وأخطر هجوم إرهابي لمنظمة ETIP في مدينة أورومتشي. وأسفرت الهجمات التي شملت إطلاق النار وتفجيرات وهجمات على الأماكن العامة عن مقتل 155 مواطنا صينيا وإصابة شرطي وجرح 1700 شخص اضافة الى تدمير 331 متجر و627 عربة. في حين تم قتل 30 إرهابيا على أيدي قوات الأمن في الهجوم.
اما في 1 مارس 2014، قام ثمانية عناصر من أعضاء الحركة بمهاجمة محطة قطار في مدينة كونمينغ، مما أدى إلى مقتل 29 وإصابة 143. والقت القوات الامنية على 4 عناصر بالاضافة الى قتل 4 اخرين منهم. وشهد يوم 28 يوليو من ذات العام، أحد أكبر الهجمات من حيث عدد العناصر الارهابية، على سوق مدينة "شذا" حيث أسفرت عن مقتل 37 مواطنا صينيا. وبعد تدخل الشرطة، قُتل 59 إرهابيا واعتُقل 213 عنصر. كما قتل خمسة من رجال الشرطة الصينيين اثناء العملية.
احتمال التدخل العسكري الصيني في أراضي أفغانستان أو سوريا
منذ عام 2014 تم إيقاف الهجمات الإرهابية من قبل حزب تركستان الشرقية الإسلامي على الأراضي الصينية، حيث كانت معظم أنشطة هذه المنظمة مرتبطة بالحرب السورية أو بوجودها في أفغانستان. لكن الحكومة الصينية لطالما اعتبرت المنظمة تهديدًا كبيرًا لأمنها القومي.
وانتشرت الشائعات في السنوات الأخيرة حول إمكانية وصول القوات الخاصة الصينية إلى شمال سوريا للقضاء على عناصر المنظمة على أراضيها، لكن هذه الشائعات لم تترجم الى الواقع حتى الان. كما في حال تدهور الوضع الأمني في أفغانستان وارتفاع امكانية اسقاط الحكومة الافغانية عن طريق تنظيم طالبان او غيره من المجاميع الارهابية التكفيرية، فقد تنشر القوات الصينية عمليات واسعة النطاق في هذه المنطقة لقواتها ومعداتها في أفغانستان بحجة تأمين حدودها الغربية مع أفغانستان. خاصة وقد شهدت الأشهر الأخيرة الماضية شائعات عن انسحاب محتمل لحلف الناتو من أفغانستان ونهاية وجودها العسكري، الأمر الذي يزيد من احتمال عودة نشاط حركة طالبان وتسهيل دخول الجيش الصيني مباشرة إلى البلاد.