الوقت- تظاهر الآلاف من الشعب العراقي في ميدان التحرير في بغداد يوم الخميس الماضي، لدعم مرجعيتهم الدينية وكذلك إدانة المؤامرات الأمريكية والسعودية والصهيونية.
المشارکون في هذه المظاهرة السلمية التي استمرت حتى مساء الخميس، وبينما کانوا يحملون الأعلام العراقية، أدانوا الأفعال التخريبية لمثيري الشغب. هذا في حين أنه في الأسابيع الأخيرة، قام بعض مثيري الشغب بتدمير المقار الحكومية والدبلوماسية من خلال الاندساس بين المحتجين العراقيين.
محاولات لحرف الاحتجاجات
على الرغم من استقالة عبد المهدي، تستمر الهجمات على المواقع الدينية والدبلوماسية. وفي اليومين الماضيين، تعرضت بعض مراكز الشرطة في بغداد والناصرية لهجمات أو حوصرت من قبل المتظاهرين. وفي النجف الأشرف، أشعل بعض المتظاهرين النار في أحد المواقع الدينية، وذكرت بعض وسائل الإعلام أنه کان مدخل ضريح "محمد باقر الحكيم".
"محمد الحسيني" أحد قادة تيار "الحكمة"، ورداً على هذا العمل قال: "إن الأحداث في محافظة النجف وحرق الضريح ومحاولة إخراجه، مسألة غريبة قام بها بعض المتسللين". وتابع محذراً: "هذه الأعمال قد تؤدي في المستقبل إلى تكرار سيناريو انفجار مرقد الإمامين العسکريين في عام 2006".
من ناحية أخرى، توفرت الأرضية لقيام داعش بدوره واستغلال الاحتجاجات العراقية. المتحدث باسم العمليات المشتركة للجيش العراقي اللواء "تحسين الخفاجي" قال في هذا الصدد: "خلال التحقيقات مع نائب زعيم تنظيم داعش الإرهابي، کشف أن التنظيم الإرهابي كان ولايزال يخطط للتسلل إلى المظاهرات السلمية للعراقيين في بغداد وتنفيذ عمليات إرهابية لإثارة الفوضى وانعدام الأمن".
يذکر أن نائب أبو بكر البغدادي رجل يدعى "حميد شاكر" ويطلق عليه "أبو خلدون" والذي تم اعتقاله في كركوك.
وبحسب تقرير لقناة المنار منذ ثلاثة أيام، فقد تم صد هجوم جديد لإرهابيي داعش التكفيريين علی جنوب الموصل للمرة الثانية في يوم واحد، من قبل اللواء 44 للحشد الشعبي.
إحدى الدول التي تسعی جاهدةً لحرف الاحتجاجات العراقية هي السعودية. بالأمس، أوردت قناة العربية تقريراً متحيزاً يفتقر إلی أي سند، رداً علی مظاهرات الشعب العراقي، اتهمت فيه المتظاهرين السلمييين بالاشتباك مع بقية المتظاهرين، وقالت: "لقد هاجمت عناصر تابعة للأحزاب المتظاهرين الذين تجمعوا في ميدان التحرير، وضربوهم بالسكاكين".
هذا في حين أن وكالة "فرانس برس" لم تؤكد وقوع أي اشتباكات، والعربية قد نقلت تقريرها من هذه الوكالة.
المطالب الحقيقية للشعب العراقي
خرج المتظاهرون العراقيون إلى الشوارع في أوائل أكتوبر لمطالب اقتصادية. ولكن بعد شهرين، تم حرف المظاهرات العراقية إلى حد كبير.
مهاجمة قنصليات البلدان الأخرى، إغلاق العديد من الفنادق، الأضرار التي لحقت بصناعة السياحة وتزايد مخاطر الاستثمار الأجنبي، هي ليست نتائج يريدها المحتجون الحقيقيون. لذلك، تحاول بعض الجماعات والشخصيات السياسية والدينية العراقية التي لها نهج شعبية، منع انزلاق العراق في هذا المسار الخطير، من خلال التنوير والتوعية.
مجموع هذه التطورات أدی في النهاية إلى إعلان عدد كبير من الناس دعمهم لمواقف المرجعية العراقية في مظاهرة يوم الخميس سلمية.
إحدى أهم رسائل المسيرة السلمية يوم الخميس الماضي، كانت العودة إلى المطالب الحقيقية للشعب العراقي، وفصلها عن مثيري الشغب والمخربين التابعين لأمريكا والکيان الإسرائيلي والسعودية.
بدأت المظاهرات في بغداد تحت شعار "طرد المخربين"، ثم ردد المتظاهرون شعارات "کلا کلا بعثية"، "کلا کلا أمريکا" و"کلا کلا آل سعود".
وفي يوم الجمعة 17 نوفمبر، قرأ "عبد المهدي الكربلائي" ممثل آية الله السيد علي السيستاني، بيان المرجعية العراقية الذي أكد أن :"الاحتجاجات العراقية الأخيرة هي فرصة جيدة للسياسيين في البلاد لتلبية مطالب المواطنين."
وفي نفس الليلة، أصدر الحشد الشعبي بيانًا دعم فيه موقف المرجعية في العراق، واصفاً إياه بالأبوي، وأعلن أن هذا الموقف بمثابة شعلة في الظلام، ويشير إلى كيفية التعامل مع أولئك الذين لديهم رغبة في الشر والفتنة.