الوقت- شنّت قوات الجيش السوري عملية عسكرية في شمال شرق محافظة اللاذقية منذ أسبوعين لاستعادة مرتفعات "كوباني" الاستراتيجية، ولا تزال الاشتباكات مع الجماعات الإرهابية مستمرة في ذلك المحور حتى هذه اللحظة.
يذكر أن الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا ومن بعض الأنظمة الإقليمية تدافع بقوة عن المواقع التي تسيطر عليها في شمال شرق مدينة اللاذقية، ولا سيما مرتفعات "كوباني" الاستراتيجية، كما أن تلك الجماعات الإرهابية تبذل الكثير من الجهود لإحباط الجهود العسكرية التي تقوم بها القوات السورية في هذا المحور، وذلك لأن تلك الجماعات الإرهابية تدرك جيداً أنها إذا فقدت مرتفعات "كوباني" الاستراتيجية الواقعة في الشمال الشرقي لمدينة اللاذقية، فإنها سوف تخسر أيضاً سهل "الغاب" الواقع في الشمال الغربي لمحافظة حماة السورية، ما يؤدي إلى فتح الطريق أمام تقدم الجيش السوري والانتقال إلى مدينة "جسر الشغور" الاستراتيجية التي تعدّ واحدة من أهم القواعد التي تتحصن فيها الجماعات الإرهابية في محافظة إدلب.
الجدير بالذكر أن منطقة شمال شرق سوريا تُشكّل أكثر من ربع مساحة سوريا بأكملها، وهي أكبر منطقة كانت خاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" أو ما يعرف اختصاراً بـ "قسد"، حتى شنَّت تركيا هجومها الأخير، ويعتبر هذا التنظيم الكردي، تحالف قوات متعددة الأعراق يُشكّل الأكراد قوته الأساسية، والأكراد هم مجموعة عرقية يبلغ عددها حوالي 30 مليون شخص ينتشرون في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
يذكر أن "قوات سوريا الديمقراطية" فقدت الكثير من الأراضي الخاضعة لسلطتها منذ التوغل التركي، ويبدو أنها تفقد سيطرتها على مدن رئيسة مثل "تل أبيض" و"رأس العين".
يذكر أن هذه القوات الكردية وافقت في 13 أكتوبر على السماح لوحدات من جيش الحكومة السورية بدخول مدينتي "منبج" و"كوباني" لحمايتهم من تركيا وحلفائها وبهذا الاتفاق، يكون التنظيم الكردي قد سلَّم السيطرة على مساحات شاسعة من المنطقة إلى دمشق.
وفي سياق متصل، ذكر مصدر ميداني بأن بعض العناصر الإرهابية انتقلت يوم الجمعة الماضي من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم وقامت بشن العديد من الهجمات المضادة على المحور الشمالي الغربي والغربي لمنطقة "كوباني" في شمال شرق محافظة اللاذقية وذلك من أجل تقليل الضغط الناجم عن الهجمات المتزايدة التي تقوم بها قوات الجيش السوري على تلك المناطق وتشتيت تركيزها.
كما تحدث هذا المصدر الميداني عن الدعم الواسع الذي تقدّمه أنقرة للجماعات الإرهابية في شمال شرق محافظة اللاذقية، حيث قال: "إن العناصر الإرهابية (جبهة النصرة والحزب الإسلامي التركي وأنصار الإسلام وأحرار الشام و ...) شنّت العديد من الهجمات من المحور الجنوبي لمناطق ( التفاحية، والدويرنة، ورويسة الجوز و ... ) ضد القوات السورية".
وأضاف إن القوات التركية قامت بإنشاء غرفة عمليات لها في محور "كوباني" وذلك لكي تراقب عن كثب العمليات العسكرية التي تنفذها تلك الجماعات الإرهابية في تلك المناطق، مشيراً إلى أن الإرهابيين تمكنوا من احتلال عدة مناطق بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش السوري، وفي السياق نفسه، أعرب هذا المصدر الميداني بأن مرتفعات "الرشو، والقرميل، والبلوط، وأبو أسد، ورشا، والنمر، وعكو، ومالك، والملاحم، ..." إلى جانب عدة قرى أخرى، كانت من بين المناطق التي كانت خارجة عن سيطرة قوات الجيش السوري.
وفيما يتعلق بانسحاب القوات السورية المؤقت من تلك المناطق لتقليل الخسائر، قال هذا المصدر الميداني: "تمكّنت قوات الجيش السوري أخيراً بعد اشتباكات عنيفة وقف تقدّم العناصر الإرهابية في تلك المناطق"، مضيفاً: " لقد تمكّنت القوات السورية من القيام بعمليات عكسية لاستعادة المناطق التي احتلتها العناصر الإرهابية مؤخراً، وبعد عدة ساعات من القتال العنيف، تمكّنت من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من تلك المناطق".
وأشار هذا المصدر الميداني إلى أن الدعم المكثف من وحدة الصواريخ والوحدات الجوية كان له دور مهم في إعادة السيطرة على تلك الأراضي التي كانت تقبع تحت سيطرة العناصر الإرهابية وقال: "لقد قُتل وجُرح عدد من عناصر تلك الجماعات الإرهابية خلال الاشتباكات".
ووفقاً لأحدث المعلومات التي تم الحصول عليها، تجري في وقتنا الحالي العديد من الاشتباكات بين قوات الجيش السوري والعناصر التابعة للجماعات الإرهابية والتي تدعمها أنقرة في الضواحي الشمالية الغربية والمناطق الغربية لمنطقة "كوباني" الواقعة شمال شرق محافظة اللاذقية، وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن الوحدات الجوية ووحدة الصواريخ التابعة للجيش السوري قامت على مدار الأيام الخمسة عشر الماضية باستهداف وتدمير القواعد والمقرات التابعة للعناصر الإرهابية في تلك المناطق وخاصة في مرتفعات "كوباني" شمال شرق اللاذقية.
كما نفّذت القوات البرية التابعة للجيش السوري هجمات على أطراف مدينة "عكو" وجبل "زويدان" وتقدّمت نحو مرتفعات "كوباني" والمرتفعات الجنوبية، بما في ذلك جبل "الزويقات" ولكن تلك القوات السورية لم تتمكن من التقدم نحو بعض المناطق التي تسيطر عليها بعض العناصر الإرهابية وذلك لأن هذه العناصر تسيطر على العديد من التباب والمرتفعات المطلة على هذه المناطق وكذلك الدعم الواسع الذي تقدّمه تركيا لتلك العناصر الإرهابية والذي ساعدها على الصمود لفترة أطول أمام تقدم قوات الجيش السوري.