الوقت- أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً تصريحاً مثيراً للجدل بشأن حرائق كاليفورنيا.
وفي حسابه على تويتر، انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أداء حاكم ولاية كاليفورنيا بشأن كيفية مكافحة الحريق الهائل في هذه الولاية.
حيث كتب ترامب في حسابه على تويتر: "كان أداء حاكم ولاية كاليفورنيا "غافين نيوسام" فظيعاً، أخبرته منذ أول يوم التقينا فيه أنه يجب عليه تنظيف أراضي الغابات بغض النظر عما يطلبه رؤساؤه وأنصار حماية البيئة".
وتابع ترامب: "الآن جاء الحاكم إلى الحكومة الفيدرالية طلباً للمساعدة، لا مزيد من المساعدة، حسِّن أدائك أيها الحاكم، لا نرى مثل هذه الحرائق في ولايات أخرى، لكن فرقنا تعمل بشكل جيد لإخماد هذا الحريق الضخم، إنهم رجال إطفاء ممتازون!".
ما هي قصة حرائق كاليفورنيا؟
شهدت ولاية كاليفورنيا الأمريكية حرائق هائلة في السنوات الأخيرة، وكانت حرائق "کمب فاير" التي بدأت في 8 نوفمبر 2018، أكبر حريق مدمّر في تاريخ كاليفورنيا، حيث دمّر الحريق بلدة "باراديس" الشمالية بسرعة 32 هكتاراً في الدقيقة، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، انتشر الحريق في مناطق مختلفة وأخلي العديد من المناطق السكنية.
في الوقت الحاضر أيضاً، تسبب الحريق الذي اندلع مؤخراً في هذه الولاية الغربية من أمريكا بأضرار جسيمة.
العلماء المرتبطون بحرائق كاليفورنيا يشيرون إلى عدة عوامل، ويعتقدون أن السبب الأول لهذه الحرائق هو تغير المناخ في كاليفورنيا.
كاليفورنيا، مثلها مثل معظم ولايات غرب أمريكا، تكسب معظم رطوبتها خلال فصلي الخريف والشتاء، وبعد ذلك، بسبب قلة الأمطار والحرارة، تجف النباتات في المنطقة تدريجياً خلال فصل الصيف، وفي مثل هذه الحالة، يعمل هذا الغطاء النباتي كحطب للحريق.
وعلى الرغم من أن مناخ كاليفورنيا يجعل هذه المنطقة عرضةً للحرائق، إلا أن الصلة بين تغير المناخ وحرائق كاليفورنيا الضخمة لا يمكن إنكارها.
لقد ارتفعت درجة حرارة الهواء في ولاية كاليفورنيا بمقدار درجتين إلى ثلاث درجات فهرنهايت، وهذه الحرارة تزيد من احتمالية نشوب حريق عن طريق زيادة جفاف الغطاء النباتي.
أول حريق سجل في ولاية كاليفورنيا يعود إلى عام 1932، ومن بين الحرائق العشر الكبرى التي حدثت بعد ذلك، وقعت تسع حالات منذ عام 2000 فصاعداً، وخمس حالات منذ عام 2010 فصاعداً، وحالتان في هذا العام، ويشمل ذلك أكبر حريق في تاريخ كاليفورنيا أيضاً.
كذلك، في كاليفورنيا هنالك عدد كبير من السكان ولها موسم جفاف طويل حقاً، والناس دائماً يتسبّبون في خلق شرارات الحرائق.
ومع تقدّم موسم الجفاف، تصبح الأرض أكثر جفافاً وتزيد معها إمكانية أن يخطئ شخص ما في إحداث شرارة وبدء حريق.
كما يشارك الناس في نشوب الحريق من طريق آخر أيضاً، وهو عبر اختيار مكان المعيشة، فالناس ينتقلون إلى المناطق القريبة من الغابات، وهي أكثر عرضةً للحرائق.
من ناحية أخرى، في كل خريف، فإن الرياح القوية المعروفة باسم رياح "سانتا آنا" تنقل الهواء الجاف من منطقة "الحوض العظيم" إلى جنوب كاليفورنيا، وتلعب هذه الرياح دوراً مهماً في نشر الحرائق.
اصطياد ترامب في المياه العكرة لحرائق كاليفورنيا
لكن الأمر المهم هو أن ترامب يستخدم حريق كاليفورنيا كفرصة لنفي المسؤولية عن نفسه وإلقاء اللوم على منافسيه الديمقراطيين.
لقد أظهر ترامب من قبل أنه يستغل كل الفرص لتحقيق مكاسب شخصية، وفي الآونة الأخيرة أيضاً، في حادثة اغتيال أبي بكر البغدادي المزعوم، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أثار استغراب الجميع عن طريق مزاعم حول مقتله، إلى درجة شككت مصادر أمريكية في تصريحات ترامب حول كيفية اغتيال أبي بكر البغدادي.
لذا، فليس من المستغرب أن تكون حادثة حريق كاليفورنيا فرصةً لترامب للاستغلال الدعائي، لأن سلوكه السابق أيضاً يُظهر إساءة استخدام الأحداث من قبل هذا الرئيس الأمريكي التاجر.
شجار ترامب مع حكام أمريكا
منذ بداية رئاسته، كان ترامب على خلاف لفظي مع "نيوسام" حاكم كاليفورنيا، وهو عضو في الحزب الديمقراطي المنافس له، وفي العام الماضي، دخل ترامب ونيوسام في جدال علی تويتر حول مشروع قطار فائق السرعة في كاليفورنيا.
كما اتهم نيوسام ترامب بالترويج لـ "ثقافة العنف بالسلاح" وقال: "لقد أنجزت كاليفورنيا واجبها، لكن الموجودين في البيت الأبيض يدعمون السياسات التي تقوِّض كل ما فعلناه، وسوف يتكرر ذلك عدة مرات، تباً لكم".
لكن خلاف ترامب ليس مع حاكم كاليفورنيا فحسب، بل لديه اختلافات كبيرة مع حكام أمريكا أيضاً.
على سبيل المثال، قبل بضعة أشهر، انتقد حاكم ولاية ماساتشوستس "تشارلي بيكر" بشدة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد النساء الديمقراطيات في الكونغرس، واصفاً إياها بالعنصرية.
وفي هذا الصدد، قال حاكم ولاية ماساتشوستس: "إن تغريدات الرئيس الأمريكي محرجة وعنصرية، هذه التغريدات تسبّب الكثير من الحالات الشاذة في الحياة العامة، وأنا أدينها".
بالإضافة إلى ذلك، خلال أوامر ترامب لمكافحة الهجرة أيضاً، عارضت بعض الولايات الأمريكية بما فيها "كولورادو"، قوانين الهجرة الخاصة بترامب، وطالبت باتخاذ إجراءات قانونية وقضائية ضد أوامر الهجرة الخاصة بترامب.
كذلك، يعتبر حاكم ولاية "كونيتيكت" الديمقراطي "نيد لامونت" من معارضي ترامب الألداء، والذي انتقد مراراً سياسات الحكومة الفيدرالية في واشنطن خلال عهد ترامب.
من ناحية أخرى، يوجد الآن عدد كبير من الولايات الأمريكية يحكمها حكام ديموقراطيون، على جدال غير قليل مع ترامب.