الوقت- بيّنت صحيفة الغارديان أن اللقطات التي نُقلت إلى غرفة العمليات في أمريكا كانت فقط صور مراقبة وليس لها صوت.
وقالت الصحيفة البريطانية: قيل إن لقطات غارة القوات الخاصة الأمريكية على مقر أبي بكر البغدادي تتألف من لقطات مراقبة علوية ومن دون أي صوت، ما أثار تساؤلات حول مدى الترخيص الدرامي الذي حصل عليه دونالد ترامب لوصف اللحظات الأخيرة لأحد أكثر الأشخاص إرهاباً المطلوبين في العالم، وقد رفض المسؤولون الأمريكيون الذين شاهدوا اللقطات أيضاً سرد تفاصيل لرواية ترامب المرعبة عن مقتل زعيم "تنظيم داعش" يوم السبت، بما في ذلك أن البغدادي كان "يبكي ويبكي ويصرخ طوال الطريق".
وبيّنت الصحيفة أن ترامب قال في مؤتمره الصحفي صباح الأحد: إن هذا العمل كان من أهم إنجازات الأمن القومي فالبغدادي 48 عاماً، "قضى اللحظات الأخيرة في خوف شديد، وهو في حالة من الذعر والرهبة" بينما كان كلب عسكري أمريكي يلاحقه وثلاثة من أبنائه في نفق مسدود، قال ترامب: إن البغدادي قام بتفجير سترته الانتحارية وقتل نفسه وأطفاله وجرح الكلب "الجميل" والموهوب. وراقب البيت الأبيض العملية العسكرية من خلال مقاطع الفيديو التي قال ترامب إنها "كما لو كنت تشاهد فيلماً"، وقال مسؤولون في المخابرات والجيش لصحيفة نيويورك تايمز إن اللقطات التي تم نقلها إلى غرفة العمليات كانت تتألف من صور مراقبة علوية للمجمع المظلم مع علامات تفرّق بين المقاتلين الأمريكيين وغيرهم، ولم تكن تلك الكاميرات قادرة على النظر إلى النفق الذي مات فيه البغدادي، أو تقديم دليل صوتي على سلوكه خلال الدقائق الأخيرة من حياته.
وقالت صحيفة التايمز: إن الجنود الأمريكيين كانوا يرتدون كاميرات للجسم لكن هذه اللقطات لم تقدّم بعد للبيت الأبيض وقت انعقاد مؤتمر ترامب الصحفي، كما رفض وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبير، تأييد جوانب رواية ترامب السينمائية في مقابلة مع برنامج إيه بي سي هذا الأسبوع صباح يوم الأحد، حيث قال إسبير: "ليس لدي هذه التفاصيل" ، عندما تم الضغط عليه بالسؤال: كيف عرف ترامب أن البغدادي قد صرخ وبكى، أجاب إسبر: "ربما أتيحت للرئيس فرصة التحدث إلى القادة على الأرض". وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي "روبرت أوبراين" لـ "ميت ذا برس": إن بقايا البغدادي، التي قيل إنها شوّهت بسبب الانفجار، سيتم التخلص منها في البحر.
ولدى سؤاله عمّا إذا كان سيتم التعامل مع الجثة بنفس طريقة التعامل مع أسامة بن لادن، قال أوبراين: "أتوقع أن تكون هذه هي الحالة"، زعم المسؤولون الأكراد ليلة الأحد أن عملية أمريكية ثانية وقعت في سوريا بعد ساعات قليلة من مقتل البغدادي، استهدفت هذه المرة الناطق باسم الدولة الإسلامية المعروف باسم أبو حسن المهاجر: "تم استهداف المهاجر، وهو يمين البغدادي والمتحدث باسم داعش، في قرية عين البيضاء بالقرب من جرابلس، في عملية منسقة بين قوات الدفاع التركية والجيش الأمريكي"، وقائد القوات الديمقراطية السورية.
لم يؤكد المسؤولون الأمريكيون التقارير ولم يكن من الواضح ما إذا كانت العملية قد تم تخطيطها مسبقاً، وقال ترامب: إن المقاتلين الأمريكيين جمعوا مواد ومعلومات حساسة للغاية، بما في ذلك حول الخطط المستقبلية للتنظيم الإرهابي، قبل مغادرتهم مجمع بغداد.