الوقت- افتتحت منظمة الأفق الجديد مؤتمرها الدولي يوم الاثنين الماضي تحت عنوان " الوصول إلى الحقيقة والسلام، تحديات وفرص"، وذلك بمشاركة نخبة من الشخصيات الفكرية والأكاديمية والسياسية والإعلامية من أمريكا، روسيا، أوروبا والعالمين العربي والإسلامي، في قرية الساحة التراثية في بيروت.
وكان السيد "حسن علي العماد" الأمين العام لتنظيم مستقبل العدالة اليمني من أبرز الشخصيات التي حضرت هذا المؤتمر الدولي.
وفي كلمته التي ألقاها في هذا المؤتمر، قال السيد "حسن العماد": "قبل عدة سنوات لم أكن من الشيعة الاثني عشرية، ولم تكن لي القدرة على الدراسة في الحوزات العلمية، لكن والحمد لله أتى نور أهل البيت إلى قلبي والآن فإن الشيء الوحيد الذي أخشاه هو أن أفقد هذه البركة، لأن معرفة الأربعة عشر معصوم ومعرفة الإمام "الخميني" والإمام "خامنئي" هي نعمة عظيمة وهذه البركات هي التي تظهر فلسفة الوجود للإنسان، فما هو الأمل الذي يمكن للمرء الحصول عليه عندما لا يعرف الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف؟ ولهذا السبب فإن هناك الكثير من الشباب في العديد من الدول الغربية وحتى العربية، يقدمون على الانتحار بسبب هذا العالم الذي كثرت فيه الحروب والجرائم، ولهذا فإنه يمكن القول هنا بأن غياب الإمام المهدي يُعدّ حدثاً مهمّاً لإنقاذ هؤلاء الشباب الذين ملأ اليأس حياتهم.
حسن علي العماد إلى يسار أحد المتحدثين الرئيسين في اليوم الأول لمؤتمر الأفق الجديد في بيروت
الدعاية الأولية لمؤتمر الأفق الجديد (بالإنجليزية)
واعتبر السيد "العماد" أن أحد أهم ميزات هذا المؤتمر الدولي يتمثّل في التعّرف على أبرز المفكرين العالميين، حيث قال: "أنا طالب حوزة علمية، ونحن الطلاب ينبغي علينا أن نتعرف على هؤلاء المفكرين الدوليين الذين يسعون حقاً إلى نصرة المضطهدين في العالم ولا ينبغي علينا أن نبقى في الإطار الذي يريده العدو، فالعدو يريد منا أن نعتقد أننا فقط في العالم وأن بقية العالم هو عدونا، وبالتالي يريد منّا العدو ألّا نكون على اتصال مع أي شخص آخر. وأنا خلال هذه الفترة القصيرة من مؤتمر الأفق الجديد تعرّفت على وجوهٍ جديدة ومفكّرة، بغض النظر من أي بلد جاءت.
وأنا كشخص يدرس في حوزة "قم" المقدّسة، أقول إن طلابنا يرغبون في الجلوس مع هذه الشخصيات مرة واحدة على الأقل في السنة، وذلك لأن هناك الكثير من الأسئلة في أذهانهم، التي لم يجب عليها أحد تدور حول الإسلام وداعش والسعودية والإمارات".
السيد "حسن علي العماد" بجوار الأميرة "فيتوريا ألياتا"، المؤلفة والمتخصصة في الشؤون الإسلامية في الحديقة الإيرانية الواقعة على الحدود اللبنانية - الفلسطينية
"الحديقة الإيرانية" أو "المنتزة الإيراني" في منطقة "مارون الرأس" الواقعة في جنوب لبنان بالقرب من حدود فلسطين المحتلة
ضيوف مؤتمر الأفق الجديد يزورون حدود لبنان مع فلسطين المحتلة في منطقة "مارون الرأس"
كما عرّف السيد "حسن العماد" الإمام الخميني رحمة الله عليه بأنه كان أهم عامل في تحوّل الدولة الإسلامية، ولفت إلى أن الإمام "الخميني" رحمة الله عليه أنقذ المسلمين من الإحباط واليأس وقام بتشكيل قوة محورية من أبطال المقاومة لتهديد "إسرائيل".
وقال: "قبل 40 أو 50 سنة، لو قال أحدهم أنه بعد بضعة عقود، سيتم بناء حديقة تسمى حديقة إيران في منطقة مارون الرأس، فإنه لن يصدقه أحد حتى ولو كان من شباب حزب الله".
لكنه حدث، وأتمنى أن تترسخ مقولة الإمام الراحل "يمكننا أن نفعل" في عقول وقلوب جميع المضطهدين، لقد زرع الإمام الخميني رحمة الله عليه هذه الثقة في أنفس الكثير من المستضعفين في ذلك الوقت، واليوم نحن في اليمن نحصد ثمار تلك البذور ونعرف أننا نستطيع تحقيق المستحيل".
الهجوم المفاجئ لقوات المقاومة اليمنية "أنصار الله" على مصفاتي أرامكو السعودية مثال على تنامي قدرة المقاومة العسكرية اليمنية
السيد "حسن علي العماد" (يميناً)، جنباً إلى جنب مع الباحث والصحافي "مهدي نصري" أثناء زيارة المتحف الوطني جنوب لبنان
ضيوف مؤتمر الأفق الجديد يزورون موقع القصف الإسرائيلي على المدنيين في قرية "قانا" الواقعة جنوب لبنان
السيد "حسن علي العماد" الأمين العام لتنظيم مستقبل العدالة اليمنية بجانب الصحفي البرازيلي "بيبي إسكوبار" في حديقة إيران على الحدود اللبنانية - الفلسطينية
وفيما يتعلق بالأحداث في اليمن، تحدّث عالم الدين اليمني السيد حسن العماد، فأعرب عن اعتقاده أن شعوبنا لن تصل إلى الأفق الجديد الذي تطمح له في الحرية والاستقلال حتى تعرف الحواجز التي تصدّها عن الخروج من العشوائية إلى التنظيم، لافتاً إلى أن ما يجري على الساحة اليمنية يكشف من يمنع الوصول إلى العدالة، وعلى رأسهم أمريكا و"إسرائيل" والسعودية والإمارات.
وأكدّ "العماد" أن الشعب اليمني لا ينسى كل من نصره ووقف إلى جانبه من الإمام "علي الخامنئي" إلى السيد "حسن نصر الله" إلى كل إنسان سعى إلى إيصال مظلومية اليمن إلى العالم.
ورأى أن السعودية بعد ما تعرّضت له منشآتها النفطية مؤخراً بدأت تفهم أن لعدوانها على الشعب اليمني المظلوم أثماناً باهظة، وأن الإمارات سوف تفهم هذه الحقيقة عندما تصل الصواريخ إلى موانئها ومطاراتها.
وعرض "العماد" معاناة الشعب اليمني المحاصر من الجو والبر والبحر، خصوصاً في المجال الصحي، داعياً إلى رفع الصوت عالياً في كل المحافل الدولية والعالمية من أجل فتح المطار اليمني لإخراج المرضى والمصابين، معرباً عن أمله في أن يشكّل هذا المؤتمر صرخةً مدوية لإيصال صرخات الشعب اليمني إلى العالم.
وفي الجانب العسكري، أكد "العماد" أن الشعب اليمني له من الطاقة أن يحارب من الآن إلى يوم ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وإلى آخر يوم يستمر فيه العدوان.