الوقت- منذ خمسة أشهر ولا تزال المظاهرات في منطقة "هونغ كونغ" ذاتية الحكم مستمرة.
يذكر أن عشرات آلاف المواطنين في "هونغ كونغ" خرجوا في بداية الأمر في مظاهرة ضخمة دعت إليها حركة "جبهة حقوق الإنسان المدنية" احتجاجاً على اعتزام الحكومة إقرار مشروع قانون يسمح لسلطات الإقليم بتسليم المشتبه بهم والمطلوبين إلى الصين لمحاكمتهم هناك.
وأكدت بعض الأطراف الحقوقية أنها لا تثق في السلطات القضائية الصينية على خلفية احتمال تلفيق تهم للمطلوبين، وبعد ذلك تحوّلت تلك الاحتجاجات السلمية الحاشدة في "هونغ كونغ" ضد مشروع قانون مقترح سيسمح بإرسال المشتبه بهم إلى الصين لمحاكمتهم إلى أعمال عنف عندما اشتبك مئات المحتجين مع عدد مماثل من أفراد الشرطة خارج البرلمان وحاول المحتجون شق طريقهم إلى مبنى المجلس التشريعي ما دفع الشرطة لاستخدام رذاذ الفلفل بعد تحذير المحتجين.
احتجاجات "هونغ كونغ" والدعم الخارجي في المجال التكنولوجي "تلغرام"
بالإضافة إلى بعض الخبراء الدوليين، يعتقد مسؤولو الحكومة الصينية أيضاً أن الاحتجاجات في "هونغ كونغ" أصبحت ذات طبيعة انفصالية وأصبحت ثورة ذات لون انقلابي تدعمها بعض الدول الأجنبية، بما في ذلك أمريكا وبريطانيا.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن وزارة الخارجية الصينية حثّت القنصلية الأمريكية على قطع كل علاقاتها مع مثيري الشغب المناهضين للصين، وإلى وقف كل تدخّل في شؤون "هونغ كونغ" على الفور.
كما حضّت الصين بريطانيا على وقف تدخلاتها في "هونغ كونغ"، بعدما أجرى وزير الخارجية البريطاني "دومينيك راب" اتصالاً هاتفياً برئيسة السلطة التنفيذية في "هونغ كونغ" "كاري لام"، للتعبير عن قلقه إزاء التظاهرات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "هوا شونيينغ": إن "الصين تطلب رسمياً من بريطانيا أن توقف على الفور أي خطوة تدخّل في شؤون هونغ كونغ والشؤون الداخلية للصين". ووصفت في بيان نُشر على الإنترنت قرار "راب" الاتصال "بلام" بأنه خاطئ، ودعت لندن إلى وقف التسبّب بمشكلات في مستعمرتها السابقة.
وفي سياق متصل، ذكرت بعض المصادر الإخبارية، أن شبّاناً في "هونغ كونغ" يديرون التظاهرات الحالية في المقاطعة عبر استخدام تطبيقات إلكترونية مثل "تلغرام" لتغذية الاحتجاجات الدائرة اعتراضاً على قانون التسليم الذي صدر مؤخراً.
وأشار المنظمون والمتطوعون الذين يديرون المظاهرات، إلى أن المئات من المجموعات على "تلغرام" تعمل على تنظيم التظاهرات ونقل الأخبار، زاعمين أن أكثر من 2 مليون شخص خرجوا إلى الشوارع الأسابيع الأخيرة.
وكشفت تلك المصادر الإخبارية، بأنه يوجد في بعض المجموعات ما يصل إلى 70.000 مشترك نشط، يمثلون حوالي 1% من إجمالي سكان "هونغ كونغ"، إذ يقدم البعض منهم تحديثات وتقارير مباشرة تتعلق بالاحتجاجات، ويقوم آخرون بدور الشرطة في مراقبة جماعية، بينما تعمل مجموعات صغيرة تتكون من محامين ومسعفين، على تقديم المشورة القانونية والإمدادات على الخطوط الأمامية للمحتجين.
جولي آيديا (الثانية من اليمين) القنصل الأمريكي العام في هونغ كونغ وهي تجتمع مع قادة الاحتجاجات، بمن فيهم "جوشوا وانج" (الثاني من اليسار) في بهو الفندق
"جسر واي فاي" يساعد على إرسال الرسائل عن طريق البلوتوث
أصبح من الممكن اليوم ربط الأشياء التي تقع على مسافة كبيرة في شبكة واحدة باستخدام قنوات الاتصال اللاسلكية، على سبيل المثال، يمكنك ربط منزل ومكتب ووحدات مخصصة ومخزن والتي تقع في أجزاء مختلفة من المدينة، لهذا يتم استخدام المعدات، والتي تسمى ببساطة "جسر واي فاي" وينظّم هذا الجهاز صلة اتصال لاسلكية بين نقطتين، تقعان على بعد مسافة من بعضها البعض، ومعدل النقل الذي يمكن أن يوفره "جسر وای فای" يعتمد على نوع وقوة الأجهزة المستخدمة، والمسافة بين نقاط الوصول، وحضور وشدة التداخل وعوامل أخرى.
على سبيل المثال، يمكن أن تقلل إلى حد كبير من مستوى إشارة بين الغابة، والهياكل المعدنية، فضلا ًعن الظروف الجوية، وفي ظروف الرطوبة المرتفعة (أثناء المطر أو الضباب)، تصبح سرعة اتصال "وای فای" أقل بكثير، وصولاً إلى الانخفاضات في الشبكة.
كما أن نطاق وموثوقية الاتصال بشكل كبير تعتمد على الهوائي، والاختيار الصحيح للموقع والإعدادات ولذا يجب وضعه على أكبر ارتفاع متاح.
كما تعتمد قوة الإشارة (ومن ثم السرعة) على معلمات الكبل، الموجود بين الهوائي وجهاز الإرسال المستقبِل.
بدلاً من توصيل جهازين عبر الإنترنت، يقوم تطبيق "جسر واي فاي" بتوصيل مصدر ووجهة الرسالة (الأزرق) عبر الأجهزة المحيطة (الصفراء) عن طريق البلوتوث
استخدام برنامج "جسر واي فاي" في احتجاجات هونغ كونغ
لم يجد متظاهرو "هونغ كونغ" وسيلة للتواصل بعد حجب جميع تطبيقات المراسلة، إلا عن طريق البلوتوث وكان المتظاهرون قد استخدموا تطبيق "Bridgefy" (جسر واي فاي) الذي يعتمد على خاصية البلوتوث للتراسل، والذي طوّر في الأصل بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الامريكية.
ويمكّن التطبيق المستخدمين من التواصل ببعضهم في محيط يصل لبضع مئات من الأمتار أو 330 قدماً على وجه الدقة، اعتماداً على البلوتوث من دون الحاجة إلى شبكات عامة.
وقد وصلت نسبة تحميل التطبيق خلال الـ 60 يوماً الأخيرة بحسب تقرير فوربس إلى أكثر من 4000 بالمئة.
لماذا استخدم سكان "هونغ كونغ" برنامج "جسر واي فاي"
استخدم المتظاهرون في "هونغ كونغ" تطبيق "جسر واي فاي" الذي يعتمد على خاصية البلوتوث للتراسل ويعتبر التطبيق مثالياً للمتظاهرين، خاصة وأنه لا يمكّن المستخدم من التواصل مع قائمة معارفه فقط، بل يتواصل مع أي شخص في محيط الهاتف.
وفي هذا السياق، أعرب العديد من الخبراء التكنولوجيا، أن سبب ارتفاع استخدام التطبيق في الأيام الأخيرة، هو الإجراءات التي اتخذتها السلطات هناك.
وأضاف أولئك الخبراء إلى أن الولوج إلى شبكة الإنترنت تم تقييده من قبل سلطات "هونغ كونغ"، كما أن تطبيق "جسر واي فاي"، يعتبر وسيلة آمنة للتواصل.
وأشار خبراء التكنولوجيا إنه خلال الأيام الأخيرة حمل التطبيق أكثر من 60 ألف مستخدم، معظمهم من "هونغ كونغ"، حيث يستخدمه الناس في تنظيم أنفسهم والبقاء في أمان.