الوقت- تشير التطورات الميدانية الأخيرة في الساحة اليمن، وخاصة عقب قيام أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية الموجعة ضد مواقع مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي إلى جانب تصريحات بعض المسؤولين السياسيين في دولة الإمارات عن أن الوقت قد حان لكي تُنهي "أبوظبي" دورها في عملية العدوان على اليمن.
وحول هذا السياق، قال الأكاديمي الإماراتي "عبد الخالق عبد الله"، مستشار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد: إن الحرب في اليمن انتهت إماراتياً ويبقى أن تتوقف رسمياً.
وأضاف بأن الإمارات ستضع من الآن فصاعداً كل ثقلها السياسي والدبلوماسي للدفع بالتسوية وتحقيق السلام للشعب لليمني.
وتأتي هذه التصريحات التي أطلقها مستشار ولي عهد أبوظبي والتي تطرّق فيها إلى انتهاء الحرب اليمنية، بالتزامن مع تصريحات وزير خارجية الإمارات، "أنور قرقاش"، والتي أشار فيها إلى اتفاق أبو ظبي والرياض على استراتيجية المرحلة القادمة في اليمن.
كما يأتي الحديث عن الانسحاب الإماراتي من اليمن، تزامناً أيضاً مع توقيع أبو ظبي وطهران مذكرة تفاهم لتعزيز الأمن الحدودي في 30 تموز الماضي.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع شنّ أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية الكثير من الغارات الجوية علي منشآت النفط السعودية، الأمر الذي يؤكد بأن السلطات الإماراتية خافت كثيراً من ضرب منشآتها الحيوية ولهذا فلقد أعلنت عن ضرورة انتهاء الحرب في اليمن.
وفي السياق ذاته، أعلنت وسائل الإعلام اليمنية بأن عشر طائرات مسيّرة تابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية هاجمت منشآت نفطية في منطقة "الشيبة" السعودية، بينما أعلنت السعودية أن الأضرار التي نجمت عن الهجوم كانت بسيطة. ونقلت قناة "المسيرة"، عن المتحدث باسم القوات اليمنية العميد "يحيى سريع" قوله إن سلاح الجو المسّير نفّذ أكبر عملية هجومية على العمق السعودي منذ بدء العدوان على اليمن.
وأضاف إن عشر طائرات مسيرة استهدفت مصفاة وحقل "الشيبة" التابعين لشركة أرامكو شرقي السعودية، لافتاً إلى أن مصفاة وحقل "الشيبة" يضمّان أكبر مخزون استراتيجي بالسعودية، ويتّسعان لأكثر من مليار برميل.
وتوعّد العميد "سريع" تحالف السعودية والإمارات بعمليات أكبر وأوسع إذا استمر العدوان، مجدداً دعوته لكل الشركات والمدنيين بالابتعاد الكامل عن كل المواقع والأهداف الحيوية بالسعودية، لأنها أصبحت أهدافاً مشروعة، ويمكن ضربها في أي وقت.
وقال "سريع" إن بنك أهداف الجماعة يتّسع يوماً بعد آخر، مشدداً على أنه لا خيار أمام قوى العدوان والنظام السعودي إلا وقف الحرب ورفع الحصار عن الشعب اليمني.
وفي سياق متصل، ذكرت العديد من المصادر الإخبارية بأن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية كثّفوا مؤخراً من هجماتهم بالطائرات المسيّرة على مواقع عسكرية ومدنية سعودية، حيث تحدّث العميد "سريع" عن وجود بنك يضمّ ثلاثمئة هدف داخل الأراضي السعودية.
ولفتت تلك المصادر إلى أنه في مايو الماضي أعلن سلاح الجو المسيّر التابع للقوات اليمنية شنّ هجوماً مماثلاً بسبع طائرات مسيرة، قال: إنه استهدف "أرامكو"، واعترف وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح" حينها بأن هجوماً بطائرات مسيرة مفخخة تعرّضت له محطتا ضخ لخط أنابيب ينقل النفط من حقول المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي.
وفي وقت سابق، أعلنت قناة "المسيرة" الإخبارية أن القوة الصاروخية التابعة للجيش اليمني واللجان الشعبية، ضربت بصاروخ باليستي بعيد المدى، وللمرة الأولى هدفاً عسكرياً في أقصى المنطقة الشرقية للسعودية.
وقال الناطق باسم القوات المسلحة العميد "يحيى سريع": "بفضل الله وتوفيقه القوة الصاروخية أطلقت صاروخاً باليستياً متطوّراً بعيد المدى باتجاه هدف عسكري مهم في العمق السعودي بالدمام في تجربة جديدة وعملية للقوة الصاروخية اليمنية".
وشدد العميد يحيى سريع، أن "هذا الاستهداف يأتي ردّاً على جرائم العدوان وحصاره وتماديه في عدوانه وسفكه للدم اليمني".
وتجدر الاشارة هنا بأن السعودية لم يكن أمامها إلا الاعتراف بهذه العمليات الصاروخية وتلك التي نفذتها الطائرات من دون طيار التابعة لسلاح الجو المسيّر اليمني، وبضعف قدراتها العسكرية التي لم تتمكن من التصدي لتلك الهجمات، خاصة بعدما تمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تسديد ضربات عسكرية وصاروخية موجعة على مطار "أبها" وقاعدة "الملك خالد" الجوية ومطار "نجران" وإلى كل هذا، يجب أن نضيف أيضاً أن الإمارات تخطط لسحب قواتها من اليمن.
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة "أسوشيتيد برس" للأنباء عن مصادر مقرّها الإمارات، قولها: إن أبو ظبي سحبت ما بين أكثر من 75 في المئة من قواتها التي كانت متمركزة في اليمن.
وفيما يتعلق بالأحداث الأخيرة التي وقعت في مدينة عدن الجنوبية، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن قوات المجلس الانتقالي والحزام الأمني تمكّنت من السيطرة على قصر معاشيق الرئاسي في مدينة "عدن"، وطرد حكومة الرئيس المستقيل "عبد ربة منصور هادي" من المدينة.
وذكرت تلك المصادر الإخبارية بأن سيطرة القوات المدعومة إماراتياً على عدن تأتي بعد أيام من إعلان أبو ظبي انسحاب قواتها من اليمن، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة من الإمارات لإخلاء مسؤوليتها عن تحرك مرتقب ومخطط له ضد حكومة الرئيس المستقيل "منصور هادي".
وحول هذا السياق، اتهم وزير الداخلية في حكومة الفنادق "أحمد الميسري" مؤسسة الرئاسة اليمنية القابعة في فنادق الرياض والسعودية بالصمت إزاء سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً على مدينة "عدن"، وأضاف "المسيري" أن 400 عربة إماراتية يقودها مأجورون نزلت شوارع عدن، وشاركت في المواجهات.
وأقرّ وزير داخلية حكومة الفنادق بالهزيمة، قائلاً: "نبارك للإمارات بالانتصار المبيّن علينا، لكنها لن تكون المعركة الأخيرة".
ودعا "الميسري" أبناء مدينة عدن إلى الإبقاء على جذور الحرية في صدورهم، وعدم الانبطاح لأصحاب المشروع الهدام، والتمسّك بقيم الحق والعدالة والعيش المشترك.
يذكر أن الإمارات والسعودية، تبذلان الكثير من الجهود لإيهام العالم والمنطقة بأنه ليس هناك خلاف بينهما حول القضية اليمنية، ولكن التطورات الميدانية الأخيرة في الساحة اليمنية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن هناك الكثير من الخلافات وصراعات داخلية بينهما، وهذا ما تؤكده الزيارة الأخيرة التي مُنيت بالفشل والتي قام بها ولي عهد أبو ظبي إلى السعودية قبل عدة أيام.
عند النظر إلى التطورات الميدانية الأخيرة في الساحة اليمنية وتسليط الضوء أكثر على القرارات الأخيرة التي اتخذتها دولة الإمارات بشأن القضية اليمنية وتصريحات مسؤوليها على ضرورة إنهاء دور الإمارات في حرب اليمن من جهة وتوسع العمليات العسكرية التي يقوم بها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية لتشمل مناطق بالقرب وداخل دولة الإمارات، يدلّ دلالة واضحة بأن الخوف بدأ يسري بين القادة الإماراتيين ولهذا فلقد أعلنوا بأنه حان الوقت لدولة الإمارات لإعادة النظر في سياساتها وحساباتها في اليمن وإنهاء دورها في المشاركة في تحالف العدوان السعودي ضد اليمن قبل فوات الأوان.