الوقت- اختفت فتاة أمريكية تدعى "هيلي برنز" وتبلغ من العمر 16 عاماً لمدة 12 شهراً، وتم العثور عليها في منزل رجل يبلغ من العمر 31 عاماً يدعى "مايكل" وحول هذا السياق، أفادت بعض التقارير الإخبارية الأمريكية بأن "برنز" غادرت منزل والديها في يونيو 2016 الواقع في ولاية "كارولينا" الأمريكية، ولم تعد بعد ذلك حتى تم العثور عليها في منزل رجل في العقد الثالث من العمر يعيش في ولاية "جورجيا".
ولفتت تلك التقارير إلى أن هذه الواقعة تعدّ واحدة من 465 ألف حالة تم الإبلاغ عنها إلى الشرطة الفيدرالية في عام 2016 تتعلق بالأطفال المفقودين والهاربين من منازل والديهم وتُظهر عمليات مراجعة وفحص ملفات الحالات لعام 2018 أن 92٪ من هؤلاء الأطفال قد غادروا ديارهم، بنيّة عدم العودة مرة أخرى إلى والديهم وفقط 5٪ من أولئك الأطفال تم اختطافهم ولذا يمكن التساؤل هنا لماذا يفضّل الكثير من الأطفال الهروب من منازل والديهم؟ والجواب على هذا السؤال هو بسبب وجود صديق على الشبكات الاجتماعية.
وحول هذا السياق، كتبت صحيفة "يو أس إي تودي" الأمريكية تقريراً نقلاً عن "نانسي ماك برايب"، مديرة مركز الأطفال المفقودين في ولاية فلوريدا الأمريكية، التي عملت على أكثر من 20 ألف حالة، سلّطت الضوء في التقرير على السمة المشتركة للأطفال الذين هربوا من منازل والديهم، والمتمثلة باستخدام التكنولوجيا الحديثة وبالأخص مواقع التواصل الاجتماعية ومن المثير للاهتمام أن والد ووالدة "هايلي بيرنز"، الفتاة التي هربت من المنزل في سن السادسة عشرة، قالا بأنهما لم يشتروا لها هاتفاً محمولاً، لكنهما كانا يشعران بأنها كانت على اتصال بطريقة ما مع الغرباء.
وفي سياق متصل، تقول "ماك برايب" : "إن التكنولوجيا الحديثة لها فوائدها الخاصة ولكنها قد تكون أيضاً محفوفة بالمخاطر ومن المهم أن يراقب الوالدين حياة أطفالهم بشكل مستمر في العالم الافتراضي ويجب عليهم تحذير أطفالهم من المخاطر التي قد تأتي من العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي، لأنه على أي حال لا يمكن حرمان الأطفال تماماً من وسائل الاتصال الحديثة، وفي بعض الأحيان يمكن أن يساعد التلفون المحمول الشرطة في تحديد مكان الطفل المفقود".
الطفلة "شيري" بنت الـ 8 سنوات، شوهدت آخر مرة عندما أرادت الذهاب إلى المدرسة في عام 1985، الآن إذا تم العثور عليها، فقد تبدو مثل الصورة على الجانب الأيمن.
من جهته أعرب "ديفيد فينكلر"، مدير مركز التحرّي حول الجرائم ضد الأطفال في "نيو هامبشاير"، قائلاً: "عندما يتم تقويض العلاقة بين الوالدين والأطفال، تبدأ المخاطر والمشكلات بالظهور".
وهنا تشير الإحصاءات الأمريكية الأخيرة إلى أن عدد التقارير المتعلقة بالأطفال الهاربين والمفقودين المقدمة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي يتناقص ببطء، حيث وصل عدد الأطفال الهاربين والمفقودين في عام 2017 إلى 464 ألف طفل وفي عام 2018 وصل العدد إلى 424 ألف طفل، وفي السياق ذاته، ادّعى مكتب التحقيقات الفيدرالي أن ما مجموعه 32112 أمريكياً دون سن 18 عاماً ما يزالون مفقودين أو هاربين.
لقد ساعد المركز الوطني الأمريكي للأطفال المفقودين (NCMEC)، وهو مركز مملوك للقطاع الخاص خلال الـ 34 عاماً الماضية على إعادة 290 ألف طفل إلى والديهم وقام هذا المركز الأمريكي بدراسة حالات اختطاف أطفال بلغ عددهم 16200 حالة وتمكن من توفير تقنية البث اللاسلكي لحالات الاختطاف العاجلة، ما أدّى إلى إنقاذ 897 طفلاً بين عامي 1997 و 2017.
وبالإضافة إلى الأطفال المفقودين، فإن إحصاءات الاعتداء الجنسي على الأطفال في أمريكا مثيرة للقلق أيضاً، ففي عام 2018، تم استلام 18.4 مليون تقرير يفيد بأن المجلس الوطني (NCMEC)، قد نجح فقط في تحديد 125 ألف معتدٍ جنسي وتمكّن من إنقاذ 16،700 طفلاً من بين أيدي أولئك الذئاب البشرية.
بعض حالات وملفات الاختطاف للأطفال التي استمرت لعدة سنوات والتي بعضها لا يزال مفتوحاً:
• "آيتان"، طفل يبلغ من العمر ست سنوات خطف من مدينة "نيويورك" في عام 1979، على يد رجل يدعى "هرنانديز" الذي حكم عليه في عام 2017 بالسجن لمدة 25 عاماً لقيامه بخطف ذلك الطفل وقتله.
• "آدم"، طفل من فلوريدا، اختطف من داخل متجر كبير في عام 1981، وبعد أسبوعين، تم العثور عليه مفصول الرأس بالقرب من قناة مائية يبلغ طولها 120 ميلاً وفي عام 2008 تمت إدانة رجل توفي في السجن في عام 1996 باعتباره قاتل الطفل "آدم" وبعد ذلك أغلقت القضية.
• اختطفت "شيري"، البالغة من العمر 8 سنوات في عام 1985، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم يتم الحصول على أي أدلة حول هذه القضية.
• "شون"، طفل يبلغ من العمر 11 عاماً، خُطف عام 2002، وبعد أن تم العثور عليه في عام 2007، تم الحُكم على خاطفه بالسجن مدى الحياة.
• اختُطفت "إليزابيث"، وهي فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً من منزلها عام 2002، وفي عام 2011، حُكم على شخص يدعى "برايان" بالسجن مدى الحياة بتهمة اختطاف الطفلة "إليزابيث".
• "ريليا"، طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات تم اختطافها في ولاية فلوريدا الأمريكية في عام 2002، وفي عام 2013 تم الحكم على شخص يدعى "غراهام" بالسجن لمدة 55 عاماً لقيامه بخطف تلك الفتاة والتحرش بها جنسياً وقتلها.
• اختُطفت "لارا" وأختها "كريستال" في عام 2005 في ولاية "إلينوي" الأمريكية، وبعد خمس سنوات حكمت المحكمة على رجل بالسجن مدى الحياة لقيامه باغتصابهما وقتلهما.