الوقت- قال "مايكل مالوف"، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في حديث له مع صحيفة "روسيا اليوم"، بأن الصور التي نشرتها القوات الإيرانية والتي سلّطت الضوء فيها على عدد من عمليات اختراق طائرات أمريكية من دون طيار في العراق وسوريا، صور حقيقة وليست مفبركة ولفت "مالوف" إلى أن تلك الصور أظهرت جزءاً بسيطاً من التفوق التقني والإلكتروني لإيران.
وفي بداية هذا اللقاء الصحفي، أشار مراسل صحيفة "روسيا اليوم"، إلى أن أمير علي حاجي زادة قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، قال بأن خبراء الجو الإيرانيين تمكنوا من رصد واختراق عدد من الطائرات الأمريكية من دون طيار كانت في حالة تحليق مستمر في سوريا والعراق، وتمكنوا من اختراق مراكز القيادة التابعة للجيش الأمريكي والحصول على معلومات سرية تتعلق بتلك الطائرات.
ولفت المراسل الصحفي إلى أن السؤال الأهم هنا، ما هي الأشياء التي تمكّن الإيرانيين من اختراقها؟ وماذا كانت تعمل هذه الطائرات الأمريكية من دون طيار في تلك المناطق؟ وهل جميع الأخبار التي نشرتها معظم وسائل الإعلام الإيرانية نقلاً عن قائد القوات الجوية الإيرانية، صحيحة أم إنها مفبركة خاصةً وأنه لا توجد لدينا أي أدلة تؤكد صحة تلك الأخبار الإيرانية؟
مراسل "روسيا اليوم": هناك الكثير من الأسئلة التي يجب طرحها هنا ولكنني أعتقد بأن أول شيء يجب أن نتطرق إليه الآن هو أن الإيرانيين لم يشوشوا على رادارات تلك الطائرات، بل إنهم تمكنوا من السيطرة عليها وأجبروها على الهبوط، هل هذا ممكن؟ هل تعتقد أنهم تمكنوا من القيام بذلك؟.
"مالوف": نعم، بالطبع.
ربما لم يفعلوا ذلك فقط، ولكنهم أيضاً تمكنوا من الحصول على معلومات سرية وهذا الأمر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الإيرانيين يمتلكون في وقتنا الحالي مستوى عالياً من التقنية المتطورة وهذا التقدم والتطور التكنولوجي الإيراني يرجع إلى عام 2011، عندما تمكنوا من السيطرة على الطائرة الأمريكية من دون طيار "RK 170"، وهي طائرة من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كانت تحلق في سماء أفغانستان، وتمكنوا من الحصول على معلومات سرية تتعلق بالمعدات الإلكترونية لتلك الطائرة.
لقد بذل الإيرانيون الكثير من الجهد للدخول في عالم الحرب الإلكترونية خلال السنوات القليلة الماضية والآن يمتلكون القدرة والتقنية اللازمة لقرصنة واختراق الطائرات من دون طيار والسيطرة على مراكز القيادة الخاصة بتلك الطائرات.
مراسل "روسيا اليوم": أعرف أن الكثير من الناس حالياً يوجهون أنظارهم نحو برنامجنا ويسألون أنفسهم لماذا قمنا بتفجير طائراتنا من دون طيار؟ هل كان هذا شيئاً جيداً في موقف كهذا؟
"مالوف": نظراً لأننا لم نتمكن من الوصول إلى تلك الطائرة وكان هناك تقنيات حساسة للغاية على متن تلك الطائرات، فهنا أقول نعم، بالتأكيد كانت هذه خطوة جيدة.
مراسل "روسيا اليوم": السؤال الثاني الذي أود أن تجيب عليه كثيراً لأنك كنت في الماضي تعمل في البنتاغون، هو ما الذي يفكر فيه المسؤولون في البنتاغون الآن وهم يشاهدون مقابلتنا التلفزيونية هذه؟ هل ستتم إقالة عدد من الأشخاص من مراكزهم بسبب هذه الحادثة؟ هل هم قلقون؟ على أي حال، إن هذا الحدث يعدّ نوعاً من سوء الإدارة وسوء الأداء.
"مالوف": اعتقد بأنهم قلقون كثيراً، لقد كنت مندهشاً بعض الشيء لأن الإيرانيين كشفوا عن هذا التقدم التقني والتكنولوجي الذي يملكونه، ربما كان لنا علم بهذا التقدم الذي حققوه في هذا المجال، لكنهم أعلنوا ذلك بشكل واضح وصريح.
ربما لم نقم بتشفير نظام طائراتنا من دون طيار بشكل كافٍ بحيث تمكنوا من اختراق النظام الإلكتروني لتلك الطائرات، في الواقع، لقد تمكّنوا من السيطرة والتحكم بالقمر الصناعي الذي يتحكم بالطائرات من دون طيار وهذا الأمر ساعدهم على اختراق أنظمة باقي طائراتنا من دون طيار التي كانت تقوم بمهام عسكرية في العراق وسوريا.
مراسل "روسيا اليوم": إذا كان الإيرانيون قادرين على القيام بذلك، وكان لديهم كل هذه المعلومات، فهل من المحتمل بأن الروس والصينيين وغيرهم هم الذين قدموا لهم تلك المعلومات؟
"مالوف": من الممكن أن يكون هذا الأمر صحيحاً وأنا أعتقد أن الإيرانيين قد تعلموا أشياء كثيرة من الخبراء الروس والصينيين، ومن المحتمل أيضاً بأنه تم إعطاؤهم الكثير من المعلومات التقنية والتكنولوجية الخاصة بتلك الطائرات.
مراسل "روسيا اليوم": لقد قام أعضاء من قوات الجيش الإيراني بنشر هذا الفيديو الذي يثبت بأنهم استطاعوا اختراق وقرصنة طائرات أمريكية من دون طيار في العراق وسوريا وقامت أيضاً وكالة فارس للأنباء بنشر هذا الفيديو وقام بعض الأشخاص بنشر هذا الفيديو على نطاق واسع في الإنترنت، إذن لماذا كل هذا النشر لهذا الفيديو هل يريدون أن يوجهوا أنظار العالم إليهم أم ماذا؟ ما هو رأيك؟.
"مالوف": أعتقد أنهم لو لم يكونوا قادرين على فعل ذلك، لما قاموا بنشر مثل هذه الصور وهذا الفيديو أبداً، أعتقد أنهم يريدون إخبارنا بشيء ما.
مراسل "روسيا اليوم": هل هناك سبب آخر لنشر هذه الصور؟.
"مالوف": لا، لأنه لو لم تكن تلك الصور حقيقية، لما قاموا بنشرها. أنا أعتقد أن هذه الصور حقيقية.
مراسل "روسيا اليوم": هل تعتقد أنه إذا اكتشفت أمريكا أن هذه الصور لم تكن حقيقية، فهل ستقوم على الفور بنفي تلك الحادثة؟ لأنهم إلى الآن لم ينفوا هذا التقرير.
"مالوف": نعم بالطبع كانوا سينفون ذلك التقرير لو كانت تلك الصور مفبركة ولكنني أكرر هنا بأن تلك الصور حقيقية.
