الوقت - من مشهد اليمن إلى العراق وسوريا ففلسطين، الإجرام واحد والفكر واحد والمستفيد واحد ألا وهي الأنظمة الغربية الإستعمارية، أما الضحية فأمتنا العربية والإسلامية. هي الجماعات التكفيرية وأنظمة عربية وكيان اسرائيلي محتل للأراضي الفلسطينية زرعتها الأنظمة الإستعمارية في روح وجسد أمتنا لترتكب أبشع المجازر والجرائم في سبيل تحقيق أهدافها، ليدخل مشهد الإجرام الجديد سجل هذه الكيانات، فقد أضرم مستوطنون إسرائيليون وبتغطية من كيانهم النار في منزل فلسطيني راح ضحيته الطفل الرضيع علي سعد دوابشة والذي لم يبلغ السنتين من عمره بعد، المنزل والذي يقع في قرية الدوما جنوب نابلس في الضفة الغربية كان في داخله ايضا والدا الرضيع الشهيد وشقيقه البالغ من العمر أربعة اعوام وقد تعرضوا جميعا لحروق من الدرجة الثالثة حالة والد الرضيع الشهيد أخطرها.
تقرير للإعتداء الجديد وأوجه التشابه
هذه الجريمة كما كل الجرائم السابقة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي تظهر أوجه الشبه بينه وبين الجماعات صاحبة الفكر الإلغائي وبعض الأنظمة العربية كالعائلة الحاكمة في السعودية، فالجماعات صاحبة الفكر الإلغائي يحفل سجلها بالجرائم ضد الأطفال فضلا عن غيرهم وأشرطة الفيديو التي تبثها مواقع هذه الجماعات على صفحات الإنترنت والتي يظهر فيها أعمال الإعدام بحق الأطفال وآبائهم وأمهاتهم خير دليل وشاهد على الإرتباط الوثيق بين فكر هذه الجماعات والكيان الإسرائيلي الذي كان بداية نشوئه على شكل جماعات وعصابات شبيهة بأعمالها وتلك التي تقوم بها جماعات التكفير اليوم. وما الجرائم التي تنتج اليوم عن العدوان الذي تشنه العائلة الحاكمة في السعودية على الشعب اليمني إلا دليل واضح على الثلاثية بين هذه العائلة وعصاباتها مع الجماعات التكفيرية والكيان الإسرائيلي، ليخلص المشاهد إلى أن المغذي والداعم لهذه الثلاثية ما هو إلى الفكر الغربي الإستعماري الذي يريد القضاء على فكر أمتنا وجهودها في سبيل تحقيق مطامعه واهدافها السلطوية الإستغلالية في هذه المنطقة.
إدانات ودعوات للتحرك بفعالية أكبر
في المقابل أدانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذه الجريمة بشدة، وقد جاءت الإدانة على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية السيدة مرضية أفخم اليوم الجمعة، وفي بيانها طالبت السيدة أفخم الضمائر الحية في العالم أن تتحرك نحو جهود حقيقية لوقف هذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ودعت إلى يقظة الشعوب أمام هذا الفكر الذي يحمله الكيان الإسرائيلي للإتجاه نحو مبادرات جادة لوضع حد له، كما وأشارت أفخم إلى أن هذا الحادث يشير بدلالته بوضوح إلى الهوية الحقيقية للكيان الإسرائيلي والمبني على أسس الإحتلال والإرهاب والعنف، هذه الهوية والمتجذرة في فكر الكيان ومجتمعه وسياسته تظهر مجددا في هذه الجريمة كما كل الجرائم السابقة. كما وقد أدانت حركات المقاومة والممانعة والتحرر في كل من لبنان وفلسطين والعراق واليمن هذه الجريمة البشعة بشدة، وأشاروا في بياناتهم إلى ضرورة توحيد الصفوف والجهود، وبذل الغالي والنفيس في سبيل التصدي لفكر هذا الكيان ومواجهته بقوة وحزم حتى القضاء عليه.
كما أدانت الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي ودول ومنظمات أخرى الجمعة حادثة قتل الرضيع الفلسطيني، وقد اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان عن إدانته الشديدة لهذه الجريمة، ودعا إلى ضرورة مثول مرتكبي هذا العمل الإرهابي أمام العدالة. من جهته طالب الإتحاد الأوروبي عدم التسامح مع أعمال الإجرام التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي، ودعت المتحدثة باسم الممثلية العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد إلى محاسبة الجناة، وتطبيق القوانين. كما استنكر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية وكذلك الخارجية الإيطالية هذا العمل الإجرامي.
وفي القاهرة أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الجريمة الوحشية التي ارتكبها الإسرائيليون، واعتبر أن هذه الجريمة البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية تعد جريمة حرب، وسط عجز وصمت من المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم. كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي في بيان الجريمة البشعة التي أدت إلى استشهاد الطفل الفلسطيني.
الرد قادم...
هذه الجريمة كما كل الجرائم لن تبقى دون رد، فبيانات حركات المقاومة وخاصة في فلسطين أشارت بوضوح إلى أن هذه الجريمة البشعة التي تقشعر روح الإنسانية لها أمام فظاعتها ستلقى رداً مناسباً وفي الوقت المناسب. وتجدر الإشارة إلى أن الكيان الاسرائيلي ومن خلال احتلاله للأراضي الفلسطينية يشكل وبشكل مستمر ويومي اعتداءا على هذه الأراضي وشعبها، ولهذا لن يكون وضع الحد لهذا الكيان بشكل كامل ونهائي إلا بتحرير كل الأراضي الفلسطينية وإعادة الأرض إلى شعبها الفلسطيني الذي ومن خلال مقاومته وتضامن كل أحرار العالم والدول التي تقف إلى جانبه وتدعمه سيحرر الأرض وسيعيد الكرامة إلى فلسطين مهما كبرت وعظمت التضحيات.
