الوقت- اصطبغ فوز منتخب قطر على السعودية 2- صفر، في الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الخامسة ببطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم بنكهة سياسية، بعدما ألقت الأزمة الخليجية بظلالها على المباراة في أرض الإمارات أحد قطبي الأزمة، والتي تستضيف البطولة على ملاعبها.
كان هذا اللقاء أول مواجهة بين المنتخبين القطري والسعودي، منذ إعلان الرياض وأبوظبي والقاهرة والبحرين في 5 يونيو 2017، قطع علاقاتهم مع الدوحة، وفرض "إجراءات عقابية" عليها.
وتمكّن المنتخب القطري من تحقيق أول انتصار له على السعودية في تاريخ المواجهات التي جمعت بينهما في أمم آسيا، حيث انتهت المباريات الثلاث السابقة بالتعادل.
تؤدي الرياضة، في هذه المعركة الجيو ـ سياسية، دوراً مهمّاً، فهي جزء من "القوة الناعمة" التي تستخدمها بلدان الخليج الفارسي.
تابع "الكيد السياسيّ" فصوله خلال المباراة، حين قام جمهور السعودية بالسخرية من النشيد الوطني لقطر في محاولة لإضعاف معنويات اللاعبين، وحاول أحد المهاجمين السعوديين مضايقة الفريق الخصم، وقام السعوديون بتوزيع حزم البطاقات مجاناً بشرط تشجيع السعودية وهو أمر استغلّه بعض العمانيين للدخول ثم الانقلاب على السعوديين.
الجمهور العُماني لفت الأنظار في الملعب لتشجيعه فريق قطر، وتداول النشطاء مقاطع فيديو للمباراة وللجمهور العماني الذي خطف الأضواء.
وحظي منتخب قطر بتشجيع من نوع خاص من طرف ماري لي القادمة من كوريا الجنوبية والمشجع الصيني جانكو يانغ الذي بدأ رحلة إعجاب بالمنتخب القطري منذ زيارة منتخب قطر لأقل من 23 عاماً بلدته شانغزهو خلال العام الماضي.
وعلى الرغم من غياب المشجعين القطريين عن المدرجات، بسبب الحظر الذي تفرضه الإمارات على بلادهم، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت فرحاً بهذا الفوز وخصوصيته، حيث اعتبره البعض، في تعليق ذا بعد سياسي، بمثابة "انتصار على الحصار".
معلوم أيضاً أن جزءاً كبيراً من الغضب الإماراتي والسعوديّ على قطر، وانعكاساته الكيديّة اللاحقة، كان بسبب تمكّن قطر من الحصول على حق استضافة بطولة كأس العالم لعام 2022، وقد عبّر الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي عن هذا الأمر بقوله: "إذا ذهب المونديال عن قطر فسترحل أزمة قطر"!
تكشف هذه التفاصيل تهافت مقولة "فصل الرياضة عن السياسة"، حيث استنكرت اللجنة الإعلامية المحلية لكأس آسيا لكرة القدم منع الإمارات وجود جماهير للمنتخب القطري، وهو ما اعتبرته اللجنة "إقحاماً للسياسة في الرياضة" حيث أكدت" وجود جماهير كل الدول المحبة للسلام والرياضة في المدرجات لمساندة بلادها".
وبغض النظر عن انتصار قطر على خصومها في معركة الرياضة فإن المباراة كانت مناسبة جديدة لإظهار التهافت السعودي ـ الإماراتي، والإساءات العديدة التي ترتكبها سلطات البلدين بحق الرياضة وبحق بلديهما أيضاً.