الوقت-اعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن خيبة أمله العميقة في عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية، مؤكدا أن سوريا باتت أكبر أزمة إنسانية في العالم بعد مقتل أكثر من ربع مليون خلال الاربع سنوات الماضية.
وأشار بان كي مون خلال جلسة مجلس الأمن المغلقة الى أن 250 ألف شخص علي الأقل لقوا مصرعهم في سوريا، وأن ما يقرب من نصف سكان البلاد ، أي 12 مليون، أجبروا على الفرار من ديارهم، في هجرة جماعية عبر الحدود مع تركيا ولبنان والأردن والعراق.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة الى عدة نقاط اساسية فيما يتعلق بالأزمة السورية وتشمل عملية سياسية ذات مصداقية، "حيث لا يوجد أحد مستعد للمخاطرة بفوضى انتقال غير منضبط في دمشق، ولقد حذر دي ميستورا من دخول البلاد في دورة من التشرذم والتطرف وعندئذ سيكون من الصعب الخروج منها"، منوهاً في الوقت ذاته الى طموحات السوريين الذين يريدون حماية سيادة البلاد وسلامة أراضيها واستقلالها، وتحديد مستقبلهم بعيدا عن التدخل الخارجي، ويرفضون التطرف العنيف والإرهاب، ويتوقون لبناء دولة سورية ديمقراطية حقيقية تقوم على حقوق الإنسان وسيادة القانون، بالاضافة الى تشكيل مجلس أنتقالي (وفقا لبيان جينيف الصادر عام 2012) ومنحه صلاحيات تنفيذية كاملة، ويمثل المجلس أولوية قصوى بالنسبة للمعارضة، في حين أخبرتنا الحكومة السورية أن تشكيل مثل هذه المؤسسة سيكون غير دستوريا، حسب وصفه.
وأشار كي مون ان الأمم المتحدة على استعداد كامل لعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى لتأييد أي توصيات أو اتفاق قد تصل هذه العملية السياسية بقيادة سورية، مؤكداُ في الوقت ذاته أن الوضع الراهن في سوريا غير مقبول.
وطالب الأمين العام من مجلس الأمن الموافقة علي توصيات دي مستورا والعمل مع الأطراف السورية لإقناعهم بالمشاركة البناءة في هذه العملية المقترحة، مضيفاً "يتعين علينا أن نضمن أن أن تكون هذه المفاوضات التحضيرية ذات مغزى ولا يتم استغلالها كرخصة لمواصلة القتل"
وطالب بان كي مون جيران سوريا والجهات الراعية الإقليمية لوقف كافة تدفقات الأسلحة والمقاتلين الأجانب على البلاد، مشيراً وعلى الرغم من أن إنهاء سفك الدماء يقع في المقام الأول على عاتق الأطراف السورية إلا أن هناك الكثير من الأطراف في المنطقة والمجتمع الدولي الذين بإمكانهم منع صب الزيت على النار.