الوقت- لازالت فصول العدوان السعودي الامريكي على اليمن تتوالى، مستهدفا وبشكل ممنهج مقومات اليمن من بنى تحتية ومنشآت حيوية. واضعا اهدافا كبيرة تتلخص باعادة الحكومة الفارة الى الداخل واسقاط الثورة التي تسعى الى تأسيس يمن جديد خارج الفلك السعودي الامريكي. فبعد فشل ذريع في تحقيق أبسط اهداف العدوان، طالعتنا أخبار المجزرة الاخيرة في مدينة المخا الجنوبية والتي سقط ضحيتها ما لا يقل عن 156 شهيدا جلهم من الاطفال والنساء، بالاضافة الى اعداد کبيرة من الجرحى. تُعيد هذه المجزرة الى الاذهان مجزرتي قانا الاولى والثانية. فكانت قانا الاولى في نيسان - ابريل 1996 والتي راح ضحيتها 106 شهداء من الاطفال والنساء اللبنانيات دون أن يشفع لهم لجوؤهم الى مركز تابع لقوات الامم المتحدة. وقانا الثانية والتي تصادف هذه الايام ذكراها السنوية التاسعة، والتي ارتكبها العدوان الاسرائيلي في تموز – آب 2006 على لبنان والتي راح ضحيتها حوالي 55 شهيدا جلهم من الاطفال والنساء.
قانا لبنان وقانا اليمن... المعتدي نفسه والضحية نفسها
ما بين قانا جنوب لبنان والمخا الجنوب اليمني الكثير الكثير ليقال، فالعدو نفسه والضحية نفسها. ففي قانا لبنان الاولى والثانية استهداف للآمنين ولعوائل لجأوا في المرة الاولى لمركز الامم المتحدة حماية لاطفالهم والمرة الثانية اجتمعوا في منطقة سكنية هربا ايضا من عدوان يصب جام غضبه انتقاما من مقاومة مرغت انفه بالتراب.
اما مجزرة المخا (قانا اليمن) فاستهداف لمدنيين ابرياء لجأوا الى مجمع سكني هربا من القصف السعودي الذي لا يميز بين منطقة عسكرية واخرى سكنية هربا وحماية لاطفالهم وتتحدث مشاهدات سبقت المجزرة عن أن القصف بدأ باستهداف اطفال كانوا يلعبون بمحيط المجمع السكني لعمال ومهندسي محطة توليد الكهرباء في المخا.
المعتدي واحد رغم اختلاف الاوجه...
عدوان نيسان 1996 وتموز 2006 على لبنان كان عدوانا اسرائيليا – امريكيا بدعم وتغطية من السعودية والتي شبهت عملية أسر جنود اسرائيليين من قبل حزب الله بالمغامرة. والهدف القضاء على المقاومة. وكانت المعلومات تؤكد في ذلك الوقت على أن الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية هي من تكفل بدفع فاتورة العدوان وفقط من اجل اخضاع اللبنانيين والجنوبيين وكبح جماح حزب الله المعادي للکيان الاسرائيلي وامريكا. وقد سعت السعودية في المجتمع الدولي انذاك الى الدفع باتجاه تمديد العدوان لاكثر من مرة عسى أن يؤتي أُكُله في تدمير حزب الله. وكل ذلك وسط صمت وغطاء دوليين للکيان الاسرائيلي المعتدي وتنديد وشجب لعملية اسر هدفها تحرير اسرى لبنانيين في السجون الاسرائيلية.
اما العدوان الاسرائيلي - الامريكي الجديد على اليمن والمستمر منذ ما يزيد عن اربعة اشهر. نعم الاسرائيلي ورغم الوجه السعودي له وكيف لا يكون اسرائيليا وهدفه اخضاع اليمنيين جنوبيين وشماليين وكبح جماح انصار الله والشرفاء في اليمن وفقط لانهم ارادوا حرية قرارهم ووضعوا نصب اعينهم الکيان الاسرائيلي وامريكا اعداء لهم. ولا تزال السعودية تمعن بعدوانها وكل ذلك ايضا وسط صمت وغطاء دوليين للسعودية المعتدية وتنديد ووعيد لشعب اليمن ومكوناته السياسية وعلى رأسهم انصار الله لقيامهم على الحكومة الشرعية كما يدعون. حكومة هاربة لم يعد لها موطئ قدم على الاراضي اليمنية.
موعد مع النصر الحتمي...
ورغم المجازر والدمار وما يزيد عن 1200 شهيد انتصرت ارادة وصمود الشعب والمقاومة في لبنان وحققوا انتصارا على عدو الامة الاساسي الکيان الاسرائيلي ممرغين أنفه بتراب الجنوب اللبناني الابي، كما أذاقوا مرارة الهزيمة لمن وقف الى جانب هذا الکيان من قوى كبرى واخرى تابعة وعلى رأسهم امريكا والسعودية وآخرين.
وفي اليمن ورغم المجازر والدمار وما يزيد عن الاف الشهداء فلا بد أن ارادة الشعب اليمني بمختلف قواه واحزابه ستنتصر. وقد بدأت السعودية بالغرق في مستنقعات لا تملك لها حيلة. كيف لا؟ واليمن ليس أضعف من لبنان والسعودية ليست أقوى من كبارها الذين علموها السحر (امريكا والکيان الاسرائيلي). وما استهداف المدنيين وما المجزرة الوحشية في المخا الا دليل على خلو وفاض السعودية من اي اهداف حقيقية ساعية من خلال المجازر الى ترهيب واخضاع اليمنيين بكافة مكوناتهم. ولكن هيهات أن يسقط شعب رفع شعار الموت لاسرائيل ولامريكا امام نظام لا يملك من القوة سوى حفنة من الدولارات وبعض المرتزقة الذين باعوا انفسهم ببضع من الدراهم.