الوقت-أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن اليوم الذي تتحرر فيه القدس آت لا محالة، مشدداً على ان القضية الفلسطينية هي قضية حق لا لبس فيها، منوهاً الى أن هذه القضية هي قضية الأمة الاسلامية جمعاء بمختلف طوائفها ومذاهبها.
وأضاف سماحته، خلال كلمته في مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في بيروت والذي حمل عنوان "متحدون من اجل فلسطين - اسرائيل الى زوال"، أنه لايوجد في كل الارض قضية لها الشرعية والأحقية كقضية فلسطين والقدس ومواجهة العدو الصهيوني، وهي معركة لا غبار عليها، واليوم توجد الكثير من المواجهات والصراعات والمشاريع المتضاربة ونختلف أين الحق وأين الباطل وقد يختلط الحق والباطل لكن هنا نحن أمام حق كامل " .
واعتبر السيد نصر الله أنه " بالرغم من كل المآسي الحاصلة ستتمكن الأمة من الخروج من المحنة أصلب عودا وسيكون الحساب مع اسرائيل عسيرا، واليوم الذي سنصلي فيه بالقدس آت لا محالة، وكل المؤامرات والمصائب تجوهر ويريد الله ان تكون الأمة جديرة بالنصر الآتي وان تكون جديرة بحفظ هذا النصر " ، لافتا الى ان "المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع هي مواجهة الكيان الاسرائيلي واحتلاله لفلسطين ".
وأشار سماحته الى انه "في مقدمات الانجازات التي حققتها المقاومة للاحتلال الاسرائيلي على امتداد ساحات المواجهة، هي اسقاط المشروع الصهيوني على مستوى لبنان بتجلياته المختلفة باحتلال مباشر وقوى عميلة ومشروع سياسي للهيمنة على البلد"، لافتا الى "الانجازات المتراكمة لحركات المقاومة الفلسطينية والانتفاضات الشعبية بتحرير قطاع غزة من الاحتلال، وصمود المقاومة في لبنان وغزة في وجه اسرائيل في حرب تموز وحرب غزة الاولى وحرب ال51 يوما ".
وأكد السيد نصر الله أن الأمة العربية والاسلامية تواجه مشروع صهيوني يعمل على امتداد العالم، واصبح له في العام 1948 كيان اسمه اسرائيل قائم على ارض فلسطين، والمشروع الصهيوني اوسع من احتلال فلسطين، والواجب الملقى على عاتق الجميع هو مواجهة المشروع الصهيوني بكل امتداداته، مؤكدة على ضرورة مواجهة المشروع الصهيوني لاسقاطه وانهائه، وابعاده عن المنطقة، قائلاً"نحن امام مشروعين، الصهيوني الغازي والمحتل وبين مشروع المقاومة والمواجهة لهذا المشروع والذي يستند الى الحق ".
وحول الاوضاع الراهنة في المنطقة وتأثيرها على القضية الفلسطينية، أكد السيد حسن نصر الله ان السنوات الاخيرة لحقت اضرار حقيقية بمشروع المقاومة جراء احداث المنطقة، وعاد المشروع الصهيوني يحقق انجازات بعد مرحلة تراجع وهزائم، منوهاً الى أن الامة الاسلامية والعربية الآن هي أحوج ما يكون "ان يجلس اهل هذه القضية ويتم احصاء الخسائر والاضرار جراء تطورات المنطقة، وثانيا إقامة دراسة لمعرفة انجازات الاسرائيلي او ما تحقق له من انجازات دون عناء منه ".
وشدد سماحته الى ان المعركة مع العدو الاسرائيلي هي معركة عقائدية بامتياز مضيفاً أن القضية ما فوق السياسي والوطني والمذاهب والعرقيات، وهذه القضية من الثوابت الكبرى للامة، متابعاً "وتبقى قضية فلسطين مركز الجميع المتين الذي يجمعنا، وبالرغم من كل المصائب خرجت الكثير من المظاهرات في يوم القدس العالمي الذي دعا له الإمام الخميني، وقد خرج التظاهرات نظرا للارتباط العقائدي بالقدس."
وأكد السيد نصر الله على أن اسرائيل هي العدو الأكبر للأمة جمعاء على اختلاف مذاهبها وطوائفها، مشيراً الى ان الطائفية الاسلامية الشعية لن تتخلى عن فلسطين ولا عن المقدسات، معرباً عن تأثره بشكل كبير باحياء يوم القدس في في بلدتي النبل والزهراء السوريتين المحاصرتين منذ سنوات شمال مدينة حلب، ومؤكداً في الوقت ذاته أن اهل السنة هم الاغلبية القصوى في هذه الامة وهم المعنيون ان يتحملوا اكثر وهم معنيون ان يطمئنوا اتباع المذاهب الاسلامية.
وأشار سماحته في ختام كلمته الى دور الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة وبرئاسة الشيخ ماهر حمود واخوانه العلماء الافاضل، كإطار علمائي واسع يستطيع ان يفّعل ويصوب ليتقدم مشروع المقاومة نحو النصر الآتي، معيداً التذكير أن المقاومة الاسلامية على يقين ان اسرائيل الى زوال وان ارض فلسطين عائدة الى اهلها.