الوقت- دخل الإتفاق النووي الذي أبرمته واشنطن والقوى الغربية مع إيران بشأن برنامجها النووي مرحلته التنفيذية في الداخل الأمريكي بعد الجلسة الدفاعية لوزير الخارجية جون كيري امام الكونغرس الذي سيناقشه خلال 60 يوماً.
حاول كيري الدفاع بضراوة عن الإتفاق مبلغاً أعضاء مجلس الشيوخ بأنه ليس هناك بدائل خيالية أو خرافية، كما أكّد أنه يمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، إلا أن رئيس اللجنة السناتور بوب كوركر، أجاب كيري "أعتقد أنهم ابتزوكم" في إشارة إلى الإيرانيين، وأضاف أنکم "في عملية الابتزاز حولتم إيران من كونها منبوذة، لتجعلوا الكونغرس هو المنبوذ ."
وشدد كيري على أن البدائل المتاحة للاتفاق الذي تم التوصل إليه، ليست كما نشاهدها في الدعاية التلفزيونية بأنها "مخادعة" فهي ليست "الصفقة الأفضل" أو نوع من الاستسلام التام من جانب إيران. كما كان أمن الكيان الإسرائيلي أحد محاور دفاع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عن الاتفاق، حيث أكد على أنه يعزز أمن هذا الكيان .
وقال جون كيري خلال شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ بأن أمريکا لا يمكن أن تتجاهل خروج إيران عن مسار الخطة، والتي تدعو إلى رقابة جديدة، وسيطرة على انتاج اليورانيوم، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، وأضاف "إنهم أناس لديهم بالفعل ما أرادوا، وقد حصلوا عليه قبل 10 سنوات أو أكثر.. وهذا هو السؤال حول منحهم ما يريدون، لكن السؤال الآن هو عن كيفية منعهم."
اذاً، خاطب كيري لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ الأمريكي التي استضافتهم، مساء الخميس، بلهجة حادّة ويمكن تلخيص أهم ما جاء في خطاب كيري بالتالي:
1- ايران كانت قادرة على صنع القنبلة منذ سنتين ولم تصنعها …
2- ايران عدوتنا ولكنها تفاوضنا وتسمعنا ونسمعها وهي افضل من حليف لا نسمعه ولا يسمعنا!
3- في ايران 35 مليون شاب وشابة وكلهم فرحون بالاتفاق ويقولون شكرا لظريف ….
4- وفي ايران مليون من حرس الثورة يهتفون كل جمعة بالموت لامريكا …وانتم الخيار لكم.. فهل تنظرون الى 35 مليون الفرحين ام تسمعون المليون الغاضبين!
5- بامكانكم ان ترفضوا الاتفاق فلن تخسر ايران شيئاً ولكن امريكا ستخسر مصداقيتها وستكسب تعاطف العالم وستثبتون لكل الايرانيين اننا فعلا شيطان اكبر كما يعلمونهم بالمدارس …
6- العرب خائفون من الاتفاق لانهم لا يعرفون ماذا يعني الاتفاق او التفاوض.
7- الکيان الاسرائيلي غاضب ليس لان الاتفاق سيء ولكن لانه يدرك ان خروج ايران من محور الشر الى المحور الدولي انتصار ايراني اكثر من الاتفاق نفسه ..
8- الايرانيون يعادون امريكا سياسيا ولكنهم لا يكفرونها دينيا.
دلالات وأهداف
بصرف النظر عن النتائج المرتقبة للإتفاق النووي، وهل سينجح الكونغرس الأمريكي في حصد نسبة الثلثين في شقيه (الشيوخ والنواب) لوقف الإتفاق عبر تعطيل قدرة الرئيس الأمريكي على إستخدام حق النقض الفيتو، يبدو أن خطاب كيري يرمي إلى جملة من الأهداف أبرزها:
أولاً: سعى وزير الخارجية الامريكي لإقناع اللجنة الخارجية للكونغرس بأن الإتفاق هو الحل الوحيد لمعالجة النووي الإيراني، حيث أعلن أن عدم الإتفاق يعني وصول طهران إلى السلاح النووي، حسب زعمه.
ثانياً: حاول كيري تقديم التطمينات للوبي الصهيوني في أمريكا، كونه يلعب دوراً فاعلاً في قرارات الكونغرس الامريكي، لذلك ركّز وزير الخارجية الأمريکي على أمن الكيان الإسرائيلي، معتبراً أن الإتفاق النووي سيعزّز أمن هذا الکيان لا العكس.
ثالثاً: تشير تصريحات كيري إلى سعي الإدارة الأمريكية لإيجاد تفرقة بين المسؤولين الإيرانيين تارةً، وبين المسؤولين والشعب أخرى، وذلك من خلال كلامه في الشق الإيراني الداخلي عندما قام بالتفرقة بين "الحرس الثوري" و"الشباب الإيراني".
ظريف يرد
لم ينتظر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف طويلاً حتّى يفنّد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول الملف النووي الإيراني، مشيراً إلى وجود "إشارات ناقصة إلى بعض النقاط المطروحة في المفاوضات ".
وقال ظريف ردا على تصريحات كيري "ان مقاومة الشعب الإيراني أمام الحظر والتمسك ببرنامجه النووي والانتخابات الرئاسية الإيرانية 2013 هي التي أجبرت أمريكا على التفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي "
وأضاف ظريف "ان كيري كرر التهديدات الأمريكية الخالية عبر التلويح بالخيار العسكري لذا عليه أن يعلم كما سمع خلال المفاوضات النووية ان لا فائدة من التهديد بالخيار العسكري ضد الشعب الإيراني فقد ولى زمن هذه التهديدات.. وان كيري وباقي المسؤولين الأمريكيين اعترفوا بهذا الأمر أكثر من مرة " .
وبين ظريف ان كيري خلط في تصريحاته بين الالتزام ببرنامج العمل المشترك وبين بنود القرار 2231 حيث جاء في نص البرنامج ان بنود القرار ليست بنود البرنامج موضحا انه ليست هناك أي موضوعية لبنود القرار في الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد وان بعض الحالات التي ذكرها كيري بشأن الإجراءات التي تتخذها إيران في دعم حلفائها الإقليميين الذين يحاربون تنظيم "داعش "الإرهابي والتطرف ليست لها علاقة بالاتفاق النووي .
وشدد ظريف على ان هناك سياسة واحدة لإيران إزاء المنطقة وأمريكا يعتمدها المسؤولون في إيران إلى جانب الجيش والحرس الثوري والقوات المسلحة في إطار توجيهات قائد الثورة الإسلامية ولا يوجد أي اختلاف بين العسكريين وغير العسكريين وان كل محاولة لإيجاد الفرقة بين المسؤولين والشعب الإيراني محكومة بالفشل وعلى المسؤولين الأمريكيين ألا يكرروا أخطاء الماضي .