الوقت- خلال الأيام الماضية قام السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) بزيارة الی السعودية أجری خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين علی رأسهم الملك سلمان ملك السعودية. الكثير من المتابعين رأی ان هذه الزيارة تعتبر تأيیدا من قبل حماس لما تقوم به السعودية من جرائم في الیمن ضد الأبرياء العزل في هذا البلد، والبعض الآخر إعتقد أن هذه الزيارة أتت لكسب الدعم المالي بسبب الأزمة المالیة التي تعاني منها حماس في غزة، كما تردد حديث آخر حول أن السعودية طلبت من خالد مشعل خلال هذه الزيارة ارسال 700 مقاتل ليقاتلوا الی جانب القوات السعودية في الیمن ضد حركة أنصارالله والجيش الیمني، دعما للرئيس منصور هادي الذي لا زال مختفيا في السعودية. ولمعرفة الأجوبة علی مثل هذه القضايا أجری مراسل الشؤون العربية في موقع «الوقت» حوارا هاتفيا مع السيد «إسماعيل الاشقر» النائب عن حماس في المجلس التشريعي ورئيس لجنة الداخلية والأمن الوطني في المجلس التشريعي الفلسطيني وإلیكم نص الحوار:
الوقت: ما هي أهداف زيارة خالد مشعل الأخيرة للسعودية وكيف تفسرون کلام البعض الذي وصف الزيارة بانها تاتي تأيیدا للحرب علی الیمن، بالأخص أن الكثير من الدول مثل إيران إعتبرت العدوان السعودي علی الیمن هو نفس العدوان الإسرائيلي علی الشعب الفلسطيني الذي جری علی شعب غزة العام الماضي؟
اسماعيل الاشقر: الكل يعرف أن حركة حماس هي حركة تحرر وطني وفلسطين مازالت تحت الإحتلال، نحن كـ حركة تحرر بحاجة الی دعم أمتنا العربية والإسلامية بل لدعم العالم الإنساني نظرا للظروف الصعبة والقاهرة التي تمر بها القضية الفلسطينية، دون خوضنا بسياساتهم التي تخصهم وبالتالي نحن بحاجة الی مساعدة الكل. فلا أحد يغفل ما قدمته إيران للقضية الفلسطينية وللمقاومة لكننا أيضا بحاجة الی الدعم العربي وبحاجة الی مساعدات عربية وبحاجة الی فتح معبر رفح والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني وبالتالي، نحن معنيون بــ علاقات حسنة وجيدة مع الكل العربي والكل الإنساني والإسلامي. لذا لم نكن في يوم من الأيام في حلف ضد حلف آخر بل نحن بحاجة الی الجميع ونتيجة لهذا، نحن بحاجة الی إيران وبحاجة الی السعودية والدول الخليجية ونحتاج الی جميع الدول التي تدعم القضية الفلسطينية. وإذا ظن البعض أن حركة حماس في يوم من الأيام في حلف ضد حلف آخر او في منطقة ضد منطقة اخری، هذا لم يكن بأي حال من الأحوال، حركة حماس هي كما قلت حركة تحرر وطني وسياستها الخارجية معروفة بأن لم نكن في يوم من الأيام نتدخل في شأن الدول سواء كانت الدول العربية او الدول الإسلامية او حتی في مشاكل هذه الدول الداخلیة، وأنتم تعرفون أننا لم نكن نتدخل في المشاكل التي حدثت في مصر وكذلك في سوريا وفي الیمن وفي ليبيا وفي غيرها من الدول. لذلك نؤكد مرة اخری أن القضية الفلسطینیة تحتاج الی دعم الجميع.
وما يقال حول الطلب من حماس 700 مقاتل لتقاتل الی جانب الحلف العربي ضد الحوثيين او النظام في الیمن هذا محض كذب وإفتراء، نحن نقدر حاجة الیمن للخروج من أزماته ونتمنی لشعب الیمن أن يكون سعيدا سالما معافا من كل المشاكل التي يعاني منها. نحن شعب مازلنا تحت الإحتلال منذ أكثر من 6 عقود وعانينا من الإحتلال. وبالتالی لم نكن في لحظة من اللحظات نقف بجانب طرف ضد طرف آخر وسياسات حركة حماس هي معروفة وبالتالي ليعذرنا البعض إذا ما زرنا فلاناً أو تكلمنا مع فلان أو ناقشنا اوضاعنا وسياستنا او حاولنا لملمة الإنقسام الداخلي، كل ذلك الهدف منه جمع الأمة العربية والإسلامية لتكون داعما أساسياً للقضية الفلسطينية.
الوقت: معقول ما تتفضل به أنكم بحاجة لدعم العالم الإسلامي كله وأن الشعب الفلسطيني يعاني الیوم من حصار ظالم وهو بحاجة لدعم الجميع لكن هنالك من يقول عندما تقوم السعودية الیوم بهذه المجازر بحق المدنيين في الیمن ستكون زيارة السيد خالد مشعل بمثابة إعطاء شرعیة لهذا العدوان وستستغلها السعودية من أجل تبرير عدوانها وستقول للعالم الإسلامي إن حماس المقاومة والتي تقاوم الكيان الإسرائيلي، تؤيد سياستي تجاه الیمن وخالد مشعل يصلي الی جانب الملك سلمان صلاة العيد، فما هو تفسيركم لمثل هذا التحليل؟
الاشقر: يعني أنا في إعتقادي هذه حساسية أن يظن البعض أن تكون نتائج هذه الزيارة كما أشرتم، وعندما ذهب السيد خالد مشعل لإيران قيل لنا مثل هذا الكلام، وكذلك عندما ذهبنا الی دولة اخری قيل لنا مثل هذا الكلام. نحن نلتقي بالكل ونقدر الكل ونحن بحاجة الی الكل. الحصار علی قطاع غزة منذ أكثر من تسع سنوات وهو حصار عربي واقليمي ويشارك فيه القريب والبعيد، شعبنا الفلسطيني يموت ليل نهار ولا أحد يبحث عنه وبالتالي نحن نريد إنهاء الحصار علی شعبنا ونستجلب كل المساعدات له وإن كانت من الدول الخلیجیة وعلی رأسها السعودية او قطر او الإمارات أو غيرها من الدول الإسلامية مثل إيران وتركيا. فمرة اخری أقول إنه يا اخوان اعذرونا فنحن بحاجة الی الدول العربية والإسلامية ونحن لم نكن في اي لحظة من اللحظات نتدخل في شؤون اي من التحالفات. نحن لا نخرج خارج أرضنا ومقدساتنا التي ندافع عنها وسيظل نضالنا ضد الإحتلال الإسرائيلي الذي يقتل الإنسان ويدمر المنشآت المدنية ولاحظتم خلال ثلاث حروب شنها الكيان الإسرائيلي كيف ارتكب جرائم حرب وحاول أن يبيد الشعب الفلسطيني وقتل الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني وبالتالی نحن نحتاج لبعد عربي وإسلامي لإستمرار نضالنا وأنتم بعدنا العربي والإسلامي وأنتم تعتبرون بعدنا الإستراتيجي للقضية الفلسطينية.
الوقت: هذا الکلام مفهوم أن تقولوا إنكم تبحثون عن الدعم للشعب الفلسطيني سواء كان من السعودية او من إيران أو من أية دولة اخری، لكن هل يمكن أن نسمع كلاماً صريحاً من قيادة حماس تدين فيه عدوان السعودية ضد الشعب الیمني وقتلها للأبرياء وهل تؤكدون علی أنه يجب أن تحل الأزمة في الیمن عبر الطرق السياسية وهل تؤكدون ضرورة وقف العدوان السعودي علی هذا البلد؟
الاشقر: نحن أكدنا مراراً وتكراراً علی أن الحروب سواء كانت داخلية او خارجية فانها لا تحل أي مشكلة، بل علی العكس فان الحوار السياسي والحوار الیمني الیمني بدعم عربي وإسلامي هذا مهم جدا سواء كان الأمر متعلقاً بالقضية الیمنية او العراق او في سوريا او في مصر او في ليبيا. الحروب لا تحل مشكلة نحن مع حرية الشعوب ومع الحوار والمفاوضات بين الشعوب والأطراف المتقاتلة وأن الحوار هو الحل الأمثل لجميع مشاكل المنطقة في الیمن وغيرها من الدول.
الوقت: هناك حديث آخر يجري حول أن حماس تنوي إبرام هدنة طويلة الأمد مع الکیان الإسرائيلي هل تؤيدون مثل هذا الحديث ام لا؟، ثانيا، إذا كان هذا الحديث صحيحاً، ألا تعتقدون أن الهدنة مع الإحتلال ستكون كمفاوضات السلطة الفلسطينية التي جرت في أوسلو حیث أنه منذ انطلاقها ولحد الیوم، فان الشعب الفلسطيني لم يحصل علی أي من حقوقه بل أدت هذه المفاوضات الی المزيد من ضياع الأراضي في القدس والضفة الغربیة، ألا تخشون أن تكون هذه الهدنة خطة أمريكية إسرائيلية لإضعاف المقاومة والتمهيد لتمدد الإحتلال الإسرائيلي أکثر فاکثر؟
الاشقر: نحن حركة تحرر فلسطيني ولكن نحتاج الی إستراحة مقاتل، شعبنا الفلسطيني خاصة في غزة تحمل الکثیر من المعاناة وتمت محاصرته لاكثر من ثماني سنوات وشنت علیه ثلاث حروب ونحن نتحدث عن وقف إطلاق النار لا نتحدث عن تهدئة هم يسمونها تهدئة وليسموها كيف ما يشاؤون، نحن نتحدث عن تثبيت وقف إطلاق النار الذي حدث بين المقاومة وبين الإحتلال الإسرائيلي، فنحن بحاجة الی إستراحة مقاتل. ونحن نقول وبشكل واضح وصريح وبشكل قطعي ومن خلال تجربتنا إن الإحتلال لم يلتزم بالتهدئة ولا بالهدنة وعدوانه وقتله مستمر ضد شعبنا الفلسطيني ولاحظنا منذ 2009 اول حرب وثم بعد ذلك حرب 2014 وبالتالي هذا العدو لا يلتزم بوقف إطلاق النار. نحن نحاول من خلال وقف اطلاق النار ان یستعید شعبنا الفلسطيني ما هدمه الإحتلال وأن يرمم البنية التحتیة وأن ترمم المقاومة سلاحها وأن تعد نفسها لجولة قادمة من القتال ان فرضت علینا.
الوقت: اخيرا كيف تصف لنا قدرات المقاومة في حال شن الكيان الإسرائيلي الیوم عدوانا علی الشعب الفلسطيني، هل يوجد إستعداد تام للمقاومة وأجنحتها العسكرية التابعة لحماس وسائر فصائل المقاومة للرد علی هذا العدوان المحتمل؟
الاشقر: ان فضل الله سبحانه وتعالی علینا فهو عظيم، والدعم المعروف من قبل الجهات الداعمة للمقاومة الفلسطينية فهو مستمر وقدرات المقاومة هي الآن أكثر من خمسة أضعاف عما كانت علیه مقارنة بحرب عام 2014 وبالتالي نحن مستعدون لأي جولة مع الإحتلال وسندافع عن شعبنا الفلسطيني بكل ما لدينا من قوة، والمقاومة جاهزة ولكن رغم ذلك فنحن لا نتمنی الحرب لأن فيها ويلات كثيرة ومع كل هذا فان أراد الإحتلال فرض اجندته علینا فان المقاومة علی أتم إستعداد لترد علیه الصاع صاعين.
