الوقت – بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء الباكستاني المنتخب حديثاً "عمران خان" إلى الرياض، أعلن وزير الإعلام في حكومة إسلام أباد "فؤاد حسين تشودري" عن استثمار مرتقب للسعودية إلى جانب الصين في مشروع بناء مصفاة لتكرير النفط بميناء "غوادر" الباكستاني في خطوة وصفها خبراء صينيون بأنها تتعارض وأهداف بكين إزاء إكمال هذا المشروع.
وأردف الوزير الباكستاني قائلاً: إن إسلام أباد وجّهت دعوة إلى الرياض للاستثمار في مشروع ممر "سي بك" الاقتصادي المشترك بين الصين وباكستان على أن تدخل السعودية كبلد ثالث في هذا المشروع الاقتصادي الكبير.
وبحسب التقارير ذات صلة، فقد أبدت السعودية رغبتها أن تباشر في إطار هذا المشروع بعقد استثمارات داخل الأراضي الباكستانية وإنشاء خزّان احتياطي كبير للوقود في ميناء غوادر الذي يمرّ بمرحلة الإنشاء حالياً ويقع جنوبي ولاية بلوجستان الباكستانية.
خبراء صينيون، فضلوا عدم الإفصاح عن أسمائهم، أكدوا بأن انضمام السعودية إلى ممر "سي بك" الاقتصادي المشترك بين الصين وباكستان من شأنه أن يتعارض ومصالح الصين في إكمال هذا المشروع، وبناء على هذه المستجدات، فإن الصين ورغم موقفها الرسمي المتمثل في الترحيب بالتحاق السعودية إلى هذا المشروع، لكنها قلقة بشأن موقف باكستان المباغت، الأمر الذي ينبئ بنتائج سيئة للغاية على مستقبل الممر الاقتصادي المشترك (سي بك).
في الواقع، موضوع انتفاع إسلام أباد من مشروع "سي بك" الاقتصادي المشترك مرهون بتطابقه مع المعايير الاقتصادية والتجارة العالمية وأن يتم اتخاذ خطوات في سياق إضفاء الشفافية على طبيعة الاستثمارات فيه، وعليه فإن الحكومة الباكستانية الجديدة هي في أمسّ الحاجة اليوم للحصول على دعم مالي (إن كان سعودياً أم من جانب أي بلد آخر) للدفع بعجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز البنى التحتية في هذا البلد إلى الأمام.
بكين تصف مشروعها الاقتصادي المشترك هذا مع إسلام أباد، بأنه جزء أساسي من مشروع "طريق الحرير" الحديث والذي بدأت في مراحل إنجازه منذ العام 2013، وهي تسعى من خلال استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في مشروع طريق الحرير للربط بين ميناء غوادر مع منطقة "سين كيانغ" لديها.
لكن الصين في الوقت نفسه، متخوّفة وتعيش هاجساً كبيراً عقب المفاجئة التي تلقّتها من شريكتها باكستان والمتمثلة بدعوة السعودية للانضمام إلى ممر "سي بك"، ويؤكد الخبراء أن أكثر ما يقلق الصين في هذا الخصوص هو احتمال نفوذ منافستها الاقتصادية أمريكا من خلال السعودية في هذا المشروع وافتعال تحديات جديدة على مصالح الصين الكامنة فيه.
من جانب آخر، ادّعت وسائل إعلام باكستانية أن "مساهمة السعودية في مشروع "سي بك" لقيت اعتراضاً من جانب إيران"، الأمر الذي نفاه السفير الإيراني في اسلام اباد "مهدی هنردوست" خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس (4/اكتوبر 2018) في ولاية بلوجستان الباکستانية.
وأكد السفير الإيراني أن طهران لا تعارض انضمام أي دولة إلى الممر الاقتصادي المشترك بين الصين وباكستان، واصفاً مشروع "سي بك" بأنه قادر علي تغيير معادلات المنطقة.
كما أكد هنردوست أن طهران ترغب في تعزيز التعاون الثنائي مع اسلام أباد ولا سيما في عهد الحكومة الجديدة، لافتاً إلى أن البلدين كلاهما تعرّضا لظاهرة الإرهاب المشؤومة وتضررا منها كثيراً.
ولا يخفى في هذا المجال أن الصين أبدت رغبتها لانضمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى ممر "سي بك" المشترك مع باكستان، وهو ما صرّح به السفير الصيني في إسلام أباد "يوجينغ" لمراسل وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا)، إذ أكد أنه في ضوء موقع إيران الجيوسياسي والجغرافي في المنطقة فهي قادرة على تأدية دور فاعل في تحقيق أهداف هذا المشروع المشترك.