الوقت- يعتبر "القطار الخفيف" أحد المشاريع التهويدية في القدس المحتلة لأنه يربط المستوطنات فيها ويقتطع مساحات من الأراضي الفلسطينية، ويهدف الى تكثيف التواصل الاستيطاني فيها وزيادة عدد المستوطنين الذين يزورون القدس، وخاصة مركز المدينة، وقد أفادت مصادر داخل الكيان الاسرائيلي أن لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية القدس المحتلة، صادقت الأسبوع الماضي على مسار جديد لسكة القطار الخفيف، يشق شمال المدينة الى جنوبها ويربط بين مستوطنة جيلو جنوباً وبين منطقة جبل المشارف شمال القدس المحتلة، كما يمر بأحياء استيطانية في القدس المحتلة بطول 19.6 كلم، بالإضافة الى المصادقة على خط فرعي بطول 3 كم يصل الى المنطقة الصناعية في مستوطنة "تلبيوت"، مع وجود دراسة لإضافة تفرع آخر يصل الى مستوطنة المالحة في جنوب غرب القدس .
وبحسب المصادر ذاتها فإن المخطط تم تحويله الى لجنة معنية لأخذ المصادقات عليه، ومن المتوقع في حال عدم وجود إعاقات الانتهاء من المشروع في عام 2021، بحيث يمكن من خلاله نقل 145 مسافراً يومياً .
وأطلق على المسار الجديد اسم "المسار الأخضر"، ويبدأ من مساكن الطلبة في الجامعة العبرية – جبل المشارف، حيث يمر بمفرق جبل المشارف وأطراف حي الشيخ جراح، ثم في شارع بار ايلان مرورا بمدخل المدينة الغربي، الى منطقة الوزارات الحكومية ووسط المدينة، والجامعة العبرية – جبعات رام، كما يمر في بلدة بيت صفافا ثم يُضاف اليه خط فرعي يصل الى المنطقة الصناعية في مستوطنة "تلبيوت"، وينتهي المسار الجديد عند مستوطنة جيلو، جنوب مدينة القدس المحتلة .
وفي تصريحات صحفية أثنى كل من وزير المواصلات الإسرائيلي "يسرائيل كاتس"، ورئيس بلدية الاحتلال في القدس "نير برقات" على المشروع والمصادقة عليه، واعتبرا المشروع خطوة مهمة لسكان القدس ونقلة نوعية في شبكة المواصلات في مدينة القدس .
يذكر أن سكة القطار الخفيف افتتحت قبل أربع سنوات، بعد عمل دام أكثر من عشر سنوات، وهو المسار الذي يُطق عليه "المسار الأحمر" الذي يربط بين مستوطنات شمال القدس – مستوطنة نفي يعقوب وبسجات زئيف، وبين القدس المحتلة، ويمر بجانب السور التاريخي في القدس المحتلة، ويصل الى منطقة قرية عين كارم المهجرة عام 1948 .
وعلى العكس مما تدعيه سلطات الکيان الإسرائيلي فان مشروع القطار الخفيف في القدس لايهدف الى مساعدة الفلسطينيين في القدس الشرقية بل هو من اجل تهويد هذه المدينة بشكل اكبر لأن المشاريع التي ينفذها الکيان الإسرائيلي في اي بلد هي من اجل خدمة اهدافه وليس من اجل مصالح من احتلت بلادهم، وفيما يتعلق بمشروع القطار الخفيف هذا يمكن القول ان هذا المشروع هو سياسي بالدرجة الاولى وليس مشروعا مدنيا ويهدف الى الربط بين المستوطنات الإسرائيلية الموجودة في القدس المحتلة وحتى في القسم الشرقي منها ونقل المستوطنين بشكل اكبر نحو مركز هذه المدينة وكذلك الاستفادة السياحية.
وبالاضافة الى مشروع القطار الخفيف هناك مشاريع لعدد آخر من خطوط القطارات الخفيفة تنتظر المصادقة النهائية عليها كما ان هناك مشروعاً لتدشين خط لحافلات الركاب يعمل على مدار الساعة ويوصل بين جميع مناطق القدس المحتلة، ومع افتتاح الشارع رقم 20 على يد رئيس وزراء الکيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو الشارع الذي سمي بشارع بنتسيون (والد نتنياهو)، يسهل خط حافلات الركاب الجديد عملية دخول مستوطني شمال القدس والضفة الغربية الى المدينة المقدسة.
والى جانب هذه المشاريع هناك ايضا مشاريع لتعريض الشوارع وبناء طرق سريعة يتم خلالها مصادرة الاراضي الفلسطينية وطرد المسلمين من مناطقهم التي يسكنون فيها داخل القدس المحتلة ولذلك يمكن القول ان مشاريع الطرق والمواصلات التي ينفذها الکيان الإسرائيلي في مناطق مختلفة من القدس لايهدف الا الى فرض الامر الواقع الذي يريده الاسرائيليون وتوسيع الاحتلال.