الوقت- شهدت إيران في مرحلة ما بعد الثورة الإسلامية قفزة سريعة نحو بلوغ المراكز العليا على صعيد التقدّم العلمي وتحقيق الإنجازات العلمية والتكنولوجية الكبرى، وقد خصص المسؤولون استثمارات أساسية وجادة على صعيد التقنيات الاستراتيجية بما فيها الخلايا الجذعية والطاقات الجديدة والتكنولوجيا الحيوية وتقنية الالكترونيات الدقيقة والجو فضاء، وتكنولوجيا النانو، والطب الإيراني والأعشاب الطبية، ما أدّى إلى نهضة علمية جبّارة اعتلت بمستوى إيران لتظهر اليوم على قائمة الدول المتفوقة عالمياً.
لقد بدأت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنذ بدء تنفيذ الخطة التنموية الثالثة في البلاد، مرحلة جديدة من التقدّم العلمي والتقني والحداثة، وبذلت جهوداً مستدامة لتطوير البنى التحتية ذات الصلة بما يشمل المدارس والجامعات والمختبرات وواحات العلوم والتكنولوجيا وغيرها من العناصر التنموية.
وبحسب التقارير المتوافرة فقد ارتفع عدد واحات العلوم والتكنولوجيا في إيران من واحة واحدة خلال العام 2002، إلى 39 واحة في العام 2016 داخل البلاد.
وعلى الصعيد نفسه، أفاد تقرير صدر في 24 يونيو 2018 عن مؤسسة "نيتشر ايندكس" أن معدل التقدم العلمي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية سجّل نمواً بنسبة 22 بالمئة خلال العقد الماضي، ومقارنة بباقي الدول فقد حققت إيران أكبر قفزة علمية وتقنية وهي تتربّع اليوم على المركز الأول عالمياً في المجالات العلمية والتقنية – الهندسية.
بدوره أعلن الدكتور فرهادي رئيس مركز الاستشهاد المرجعي لعلوم العالم الإسلامي (ISC)، أن الثورة الإسلامية تسببت في انطلاقة عظيمة داخل المجتمع الإيراني، واصفاً مسيرة إنتاج العلوم في إيران بأنها سريعة للغاية، وموضحاً أن عدد الوثائق العلمية الإيرانية المسجّلة عالمياً شهد نمواً كبيراً حيث ارتفع من 500 وثيقة في بداية الثورة الإسلامية إلى 47 ألف وثيقة خلال العام الماضي.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن حصة إيران من عملية إنتاج العلم في العالم بلغت في بداية الثورة 0.095 بالمئة، وقد أحرزت المركز الـ 43 مقارنة بسائر الدول، فيما نجحت اليوم في تحقيق زيادة بنسبة 1.9 لترتقي إلى المركز الـ 16 عالمياً في هذا المجال.
إلى ذلك، يؤكد الخبير الروسي في شؤون الشرق أوسطية "اندري فستراتوف"، أن الجمهورية الإسلامية تحتل المركز الأول من حيث تحقيق الإنجازات العلمية في العالم الإسلامي، منوهاً بمساهمة العلماء الإيرانيين في تنفيذ مشاريع نووية ضخمة خارج البلاد.
هذا الكمّ الهائل من التقدم والنمو العلمي في إيران، إن دلّ على شيء فهو يدل على مدى الطاقات الجبارة التي تحظى بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إطار التقدم العلمي والتقني.
يشار أيضاً إلى أنه يوجد في إيران اليوم نحو 100 مركز أبحاث في مجال إنتاج الخلايا الجذعية وخلايا الكبد والغضروف ومعالجة الأمراض المستعصية وأمراض العظام، وعلى سبيل المثال يمكن التنويه بمؤسسة رويان العلمية الشهيرة في العالم التي حققت إنجازات كبيرة في مجالات إنتاج العلم والتكنولوجيا المستخدمة في مجالات التخصيب والخلايا الجذعية الجنينية وترميم خلايا العين وإنتاج أنبوب القصبة الهوائية.
ولا يخفى أن الجمهورية الإسلامية بلغت مستويات رفيعة عالمياً في مجال زرع الأعضاء، وفي هذا السياق استطاع الأخصائيون الإيرانيون اليوم إجراء عمليات جراحية لزرع القلب والكلى والكبد والنخاع والقصبات الهوائية وغيرها من المجالات ذات الصلة.
هذا، وشهدت السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً في البلاد على صُعد مختلفة بما فيها الطاقة النووية والنانو تكنولوجيا وعلوم الجو - فضاء وإطلاق الأقمار الصناعية، حيث أحرزت إيران المركز التاسع عالمياً في مجال إطلاق الأقمار الاصطناعية.
وتفيد التقارير الصادرة عن مكتب تمثيل منظمة التنمية التجارية التابعة للأمم المتحدة في إيران، أن الجمهورية الإسلامية بذلت في العقود الأخيرة جهوداً ملحوظة في سياق النهوض بمستوى التعليم ولا سيما في المجالات العلمية البنيوية والتقنية والهندسية وغيرها من المجالات ذات العلاقة بها.
وعلى الصعيد نفسه، شهدت عملية إنتاج العلوم وتوثيق التحقيقات العلمية زيادة بنسبة 90 بالمئة، كما عززت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مشاركتها في الأوساط الدولية ذات الصلة بنسبة 20 ضعفاً مقارنة بالماضي.
وينبغي التنويه في هذا السياق، أن توجيهات سماحة قائد الثورة الإسلامية الحكيمة شكّلت قاعدة أساسية لمسيرة التنمية العلمية المستدامة والتي حوّلت الجمهورية الإسلامية إلى مرجع استشهاد علمي وتقني في العالم وأسهمت في تعزيز أسس الدبلوماسية العلمية وتعزيز حضور البلاد خلال المناسبات العلمية العالمية والنهوض بمستوى الاستثمارات المترتبة على الفرص العلمية المتوافرة دون التراجع عن القيم والمبادئ الإسلامية السامية.