الوقت- هناك العديد من الأسئلة التي يجب طرحها حول الحرب في أفغانستان، أحد الأسئلة التي طُرحت على نطاق واسع هي ما إذا كانت ستصبح "فيتنام أوباما"؟ وهل هذه الحرب قابلة للربح أم إنها قد تكون مستنقعاً، مثل فيتنام؟
وفي هذا الصدد قال الكاتب الشهير "ديفيد راي غريفين" في مقال له في موقع غلوبال ريسيرش إنه على الرغم من وجود العديد من أوجه التشابه بين هاتين الحربين كثيراً ما يسأل الناس: هل تعلمنا من "دروس فيتنام"؟ وهنا يبدو أن حكومة أمريكا توصّلت إلى أن الحروب لا تحظى بشعبية لذلك ينبغي استئجار مرتزقة! وهناك العديد من الأسئلة الأخرى التي يجب أن تسأل عن هذه الحرب لكن في هذا المقال أركز على سؤال واحد فقط: هل تبرر هجمات 11 سبتمبر الحرب في أفغانستان؟
لقد تم اعتبار هذا السؤال حتى الآن محظوراً، أن نسأل ما إذا كانت الحرب خلال السنوات العديدة الماضية تبررها هجمات 11 سبتمبر؟.
ومع ذلك، ما يمكن تسميته "لحظة ماكريستال" - وهي الفترة الوجيزة التي قد تركز خلالها وسائل الإعلام مرة أخرى على الحرب في أفغانستان في أعقاب قصة رولينج ستون حول الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان ما أدّى إلى استقالته - يوفر أفضل فرصة لبعض الوقت لطرح الأسئلة الأساسية حول هذه الحرب، هذا السؤال له قسمان: أولاً، هل قدمت هذه الهجمات مبرراً قانونياً لغزو أفغانستان؟ ثانياً، إذا لم يكن الأمر كذلك، هل قدموا على الأقل مبرراً أخلاقياً؟
1- هل قدم 11 سبتمبر تبريراً قانونياً للحرب في أفغانستان؟
منذ تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945، تم تحديد القانون الدولي فيما يتعلّق بالحرب في ميثاق الأمم المتحدة، وبالقياس على هذا المعيار كانت الحرب التي قادتها أمريكا في أفغانستان غير قانونية منذ البداية.
أولاً، وفقاً للقانون الدولي وكما هو مقرر في ميثاق الأمم المتحدة يجب إحالة المنازعات إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي قد يسمح وحده باستخدام القوة من دون هذا التفويض فإن أي نشاط عسكري ضد دولة أخرى يعتبر غير قانوني.
ثانياً، هناك استثناءان: الأول، إذا تعرضت أمتك لهجوم مسلح من دولة أخرى فقد ترد عسكرياً دفاعاً عن النفس، هذا الشرط لم يتحقق من هجمات 11 سبتمبر لأنهم لم ينفذوا من قبل دولة أخرى: أفغانستان لم تهاجم أمريكا ففي الواقع كان الرجال التسعة عشر المتهمون بالجريمة ليسوا أفغاناً.
2- هل قدمت أحداث 11 سبتمبر مبررات أخلاقية للحرب في أفغانستان؟
العديد من الأمريكيين يميلون إلى القول إن الجهود العسكرية الأمريكية في أفغانستان حتى وإن كانت غير قانونية كانت مبررة من الناحية الأخلاقية، أو على الأقل في البداية من خلال هجمات 11 سبتمبر، للحصول على بيان موجز لهذه الحجة يمكننا أن نعود مرة أخرى إلى خطاب ويست بوينت للرئيس أوباما الذي استحوذ على حساب بوش - تشيني في 11 سبتمبر. وردّاً على سؤال "لماذا اضطرت أمريكا وحلفاؤها لخوض حرب في أفغانستان في المقام الأول"، قال أوباما:
لم نطلب هذه المعركة، في 11 سبتمبر 2001 قام تسعة عشر رجلاً باختطاف أربع طائرات واستخدموها لقتل ما يقرب من 3000 شخص. ضربوا مراكزنا العصبية العسكرية والاقتصادية، لقد حصدوا أرواح الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال دون النظر إلى عقيدتهم أو عرقهم أو محطتهم... وكما نعلم، فإن هؤلاء الرجال ينتمون إلى القاعدة - وهي مجموعة من المتطرفين الذين شوهوا الإسلام، ورفضت طالبان تسليم أسامة بن لادن - لقد أرسلنا قواتنا إلى أفغانستان.
يمكن تلخيص هذا في ثلاث نقاط:
1- الهجمات نفذها 19 مسلماً من أعضاء القاعدة.
2- أذن الهجوم من قبل مؤسس تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن ، الذي كان في أفغانستان.
3- كان الغزو الأمريكي لأفغانستان ضرورياً لأن طالبان التي كانت تسيطر على أفغانستان رفضت تسليم بن لادن إلى السلطات الأمريكية.
على أساس هذه النقاط الثلاث، زعم قادتنا السياسيون أن أمريكا لديها الحق الأخلاقي الناشئ عن الحق العالمي في الدفاع عن النفس، ومحاولة للقبض على بن لادن أو قتله وملاحقة شبكة القاعدة لمنعهم من شنّ هجوم آخر على بلدنا.
وفي الختام قال الموقع إنه على أي حال فإن المبرر الرسمي لوجودنا في أفغانستان هو كذب نحن هناك لأسباب أخرى، هذه الحرب مكروهة. بالإضافة إلى الآلاف من جنود أمريكا وحلف الناتو الآخرين الذين قُتلوا أو أصيبوا بالضعف مدى الحياة جسدياً "و/أو" عقلياً، كما أدّى "غزو/ احتلال" أفغانستان بقيادة أمريكا إلى عدد كبير من الضحايا الأفغان مع وجود تقديرات من عدة مئات الألوف إلى عدة ملايين ولكن مهما كان العدد الحقيقي، فإن الحقيقة هي أن أمريكا أنتجت قدراً كبيراً من الموت والبؤس - حتى أنها في بعض الأحيان قصفت الجنازات وحفلات الزفاف.