الوقت- أطلقت أمريكا أولى رصاصات المعركة التجارية ضد الصين، فقد أقدمت هاتان القوتان العالميتان يوم الجمعة على فرض مليارات الدولارات على التعريفات التجارية للسلع المستوردة لكلا البلدين في خطوة انتقامية من الطرفين، وتبلغ نسبة الرسوم 25 في المئة، وبدأ التنفيذ بعد منتصف الليل في أمريكا، وذلك حسب ما أوردته وكالة فرانس بريس.
وجاء الرد الصيني على ذلك بفرض نسبة مماثلة (25 في المئة) من الرسوم على 545 منتجاً أمريكياً، تبلغ قيمتها هي الأخرى 34 مليار دولار، وقد اتهمت بكين أمريكا ببدء "أكبر حرب تجارية في التاريخ الاقتصادي".
كما ردت وزارة التجارة الصينية بالقول: "تعهد الجانب الصيني بعدم إطلاق أول طلقة، ولكنه مجبر على الرد لحماية مصالح شعبه"، وتابعت: "هذه التعريفات تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية وتمثل سلوكاً تجارياً متسلطاً تقليدياً، ما يشكّل تهديداً خطيراً لأمن سلاسل الصناعة والقيمة العالمية، إضافة إلى أنها ستعرقل التعافي الاقتصادي العالمي، وستؤدي إلى اضطراب الأسواق العالمية في حين ستشكل ضربة للعديد من الشركات متعددة الجنسيات والمستهلكين العاديين، فبدلاً من خدمة مصالح الشركات الأمريكية والشعب الأمريكي ستثبت هذه الخطوة أنها ستكون ذات نتائج عكسية ومدمرة"، وفقاً لتقرير الوكالة.
وأما البيت الأبيض فقال إنه سيدرس فرض الرسوم على المنتجات الأخرى التي تبلغ قيمتها 16 مليار دولار، والتي اقترح ترامب أن يبدأ العمل بها في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث قال: "إن الرسوم تهدف إلى وقف نقل التكنولوجيا الأمريكية غير العادل، وحقوق الملكية الفكرية إلى الصين وحماية الوظائف."
وفي الوقت الذي نفى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التحذيرات من أن الخلافات التجارية مع شركاء أقوياء مثل الصين قد تكون على حساب أمريكا وتعود عليها بالضرر، نجد أن بكين لديها أسلحة أخرى يمكن أن تواجه بها الحرب التجارية الأمريكية.
يقول لويس كوفيزز، محلل الشؤون الآسيوية في معهد أكسفورد لبحوث الاقتصاد، إن أفلام توم كروز، وستاربكس أكبر سلسلة كوفي شوب في العالم، وآي فون X ، وشركة بويك الأمريكية لصناعة السيارات، لديها أفضل مبيعات في الصين، ولا يمكن للسلطات الصينية أن تمنعها بأي شكل من الأشكال.
وقال مارك ويليامز، الخبير الاقتصادي البارز في معهد ایکونومكس كابيتال، إن بكين قد تطلق "حملة إعلانية" تسمح للبلاد بالابتعاد عن عواقب تعطّل منتجاتها.
وأضاف إن هذه الجهود كانت فعّالة في الماضي، وأشار إلى أن حملات مماثلة ضد كوريا الجنوبية واليابان في وقت التوتر السياسي، أدّت إلى انخفاض مبيعات السيارات بنسبة 50٪ من قبل الشركات في هذه الدول خلال شهر واحد.
وتابع مارك ويليامز إنه مع وصول عدد الطلاب الصينيين في أمريكا العام الماضي إلى 350 ألفاً، أي ما يوازي ثلث الطلاب الأجانب، فإن "القيمة الإجمالية لنفقات الصينيين على التعليم والسياحة في أمريكا توازي قيمة الواردات الصينية من الصويا أو الطائرات الأمريكية".
واختتم الكاتب مقاله بالقول: إذا لم تكن الأسلحة الاقتصادية فعّالة، فقد تلجأ بكين إلى الأسلحة السياسية، ويحتاج ترامب بشدة إلى تعاون الصين من أجل "كبح الطموحات النووية" للزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ - اون"، خاصة في سياق العقوبات، وإذا اتسعت الحرب السياسية بين البلدين، فقد يشهد ترامب فجأة تراجع تعاون بكين في هذا المجال.