الوقت- تساءلت مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية عن إمكانية استمرار ولي العهد السعودي في إدارة بلاده كحاكم واحد يفتقد لأدنى مقومات الشرعية، مؤكدة أن موقف ابن سلمان داخلياً يبقى ضعيفاً جداً رغم ادعائه القيام بخطوات إصلاحية كبيرة.
وأكدت المجلة أن السعودية تمرّ بأوقات عصيبة، ويسعى ابن سلمان لسلسلة من التغييرات، بما في ذلك إطلاق الحريات في بعض الجوانب، مثل السماح للنساء بقيادة السيارات، والتشديد في جوانب أخرى من خلال احتجاز الناشطين أو سجنهم.
وبحسب كاتب المقال ديفيد غريهام، فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعمل على تغيير العديد من الوجوه في مجتمع بلاده، مستدركاً بأن بعض الخبراء يتساءلون عمّا إذا كان بإمكانه السيطرة على السلطة، ويستدرك الكاتب بأن "سرعة التغيير والتغطية المعجبة لجزء من الإعلام الغربي ساعدتا على إخفاء سؤال مهم جداً: هل بإمكان ذلك أن يستمر؟ وقد يكون محمد بن سلمان (أم بي أس) اليوم نخب البلد، لكن قد ينقلب ذلك إلى العكس تماماً، ويحذر ثلاثة من المتابعين للشأن السعودي من أن التغييرات التي أحدثها يمكن عكسها بسهولة".
وتنقل المجلة عن الزميلة في معهد رادكليف للدراسات التابع لجامعة هارفارد هالة الدوسري، التي تعمل في مجال حقوق النساء، قولها: "لا أظن أن هذه الطريقة في فعل الأشياء يمكن أن تبقى"، وأضافت: "لقد استعدى كثيراً من الناس، وشرعيته حالياً خارجية أكثر من كونها داخلية.. فهو لا يحظى بدعم الناس".
ويقول الخبراء إن "موقف ولي العهد السعودي داخلياً يبقى ضعيفاً، وهو خطر يضخمه (أم بي أس) أحياناً عندما يبرر حملاته القمعية للأطراف الخارجية، ويحذر من ردة فعل المتدينين المحافظين، لكن هناك خطراً مصدره منافسوه في العائلة الحاكمة ذاتها"، وتتابع المجلة "ربما يكون الخطر الأكبر من ذلك هو الاقتصاد، فالسعودية تواجه تخمة في أعداد الشباب الذين يرون فرصاً محدودة، بالإضافة إلى أن أسعار النفط المتدنية في السنوات الأخيرة أضرت بخزينة الدولة، وإذا لم يستطع (أم بي أس) أن يحقق ما وعد به اقتصادياً، فإن ذلك سيهدد قبضته على السلطة، بحسب ما حذّر المشاركون في الندوة".
ويلفت غريهام إلى أن الناشطين اعتبروا تخفيف القيود عن النساء لحظة حلوة مرّة؛ لأن العديد ممن كنّ على رأس المطالبات بالسماح للمرأة بقيادة السيارة هن إما سجينات، أو أنهن في المنفى، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الدوسري أشارت إلى أنه في الوقت الذي كان بإمكان الحكومة فيه تغيير قوانين القيادة، فإن النساء لا يزلن حبيسات قوانين الولاية الصارمة، وهو ما يعني أن حقيقة الإصلاح بالنسبة لأي امرأة تعتمد على مدى موافقة الرجال في عائلتها.