الوقت - نشرت صحيفة "العرب" اللندنية تصريحات نسبتها لمرشح تحالف "الفتح" رحيم الدراجي، يتحدث فيها عن علاقات اندماجية ما بين "الفتح" وإيران، وإذا ما تمكّن التحالف من نيل منصب رئاسة الوزراء فإنه سيربط العراق بإيران ضمن اتحاد فدرالي، وإن الحكومة القادمة ستضمّ مجاهدين قاتلوا مع إيران في حرب الثمانينيات بالضدّ من بلدهم "العراق"، حول هذه التصريحات وغيرها من الملفات التي أثيرت مؤخراً حاورنا السيد "رحيم الدراجي".
بداية أهلاً ومرحباً بك معنا سيد "رحيم الدراجي" .
نشرت صحيفة العرب اللندنية تصريحاً لكم، يقول "إذا ما تولى (العامري) رئاسة الوزراء سيرتبط العراق بإيران ضمن اتحاد فدرالي ". أرجو منك أن تفسر ما ذكرته.؟
بداية أرحب بكم، في الحقيقة أعتقد أن مثل هذا التصريح لا يمكن أن يتفوّه به إنسان "عاقل" فضلاً عن وجود تحالف "الفتح" كتحالف يهدف إلى المشاركة في العملية السياسية العراقية، وبلا شكّ أنا أكذّب كل ما نسب لي جملة وتفصيلاً في هذه الصحيفة، واسمح لي أن أروي لك ما حدث معي بالدقة.
اتصلت بي إحدى الوكالات الإخبارية.
وقال المتحدث "معك من وكالة العين"
قلت له: "تفضل"
قال: "إن الأستاذ هادي العامري مرشح لرئاسة الوزراء، كيف تسمح السعودية لشخص يتمتع بعلاقات مع إيران في أن يترشح لمثل هذا المنصب؟"
قلت له: "ومن لا يتمتع بعلاقات مع إيران؟ الجميع لديهم علاقات جيدة مع إيران، وإيران ليست خصماً، والأستاذ هادي العامري لديه طموح لتولي رئاسة الوزراء لأننا نعتقد أن المرحلة القادمة هي مرحلة الإنجاز وليست مرحلة توزيع مناصب.!"
بالمناسبة وقد قلت له بأن طريقة طرحك للسؤال تحمل منطقاً سعودياً، ولا تتمتع بمنطق مهني كما اعتدته من الصحفيين الذي يتصلون بي.
وللأسف الشديد فإن رقمه قد مسح من جوالي، وإلا لتقدمت بشكوى بالضدّ منه ومن يقف وراءه، في تزييف الحقائق وتشويه صورة الإعلام والمهنية في التعاطي مع التصريحات، ونقل الحقيقة كما هي.
-ما الأسباب وراء الضجة إزاء تحالف "الفتح" على أنه قريب من طهران ومدعوم منها، وتحديداً مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية؟
أولاً كل هذه الهجمة تعود خلفياتها لمكانة تحالف "الفتح" لدى الشارع العراقي وما يتمتع به من احترام في قلوب العراقيين، وهذه المكانة بالتالي تتزاحم مع موقعهم في السباق الانتخابي المرتقب كمنافس حقيقي وقوي، وهذا يشكّل لهم عائقاً في مسيرتهم الانتخابية، والمشكلة الأساس هي أن من يتصدّر المشهد الانتخابي القادم هو الأولى بقيادة التحالفات وله الأولوية في ذلك، ونحن نعتقد أن تحالف "الفتح" ستكون له الأولوية في تشكّل الأغلبية المريحة لتشكيل الحكومة القادمة، بالنتيجة هناك جهات لا ترغب بأن تكون الحكومة القادمة حكومة قوية وفاعلة ولديها القدرة على تحقيق المنجز، وأعتقد أن الحكومة القادمة أي حكومة كانت سواء من "الفتح" أم أي جهة أخرى تابعة لتحالف "الفتح" ستكون مسؤوليتها أكبر من أي حكومة أخرى، وذلك لأن الشارع وصل إلى مرحلة قد لا يطيق فيها أي حكومة بعيدة عن تحقيق الإنجاز الحقيقي والقريب من المواطن.
ونحن نعتقد أننا في تحالف "الفتح" قد طرحنا برنامجاً يتمتع بالكثير من الواقعية، يكون قريباً إلى تحقيق الإنجازات، إذا ما حقّقنا النجاح في الانتخابات القادمة وهذا إن شاء الله مؤكد.
-ألا تعتقد أن تحالف "الفتح" لا يتمتع بالاستقلال الكامل بسبب قربه من طهران .؟
بداية أنا لا أعتقد أن طهران لديها إملاءات أو قيود قيّدت بها الآخرين، علاقة طهران علاقة حرّة علاقة الأحرار، وأنا أستغرب هذه الحساسية من العلاقات مع إيران، وإيران التي لديها علاقات مع كل الأطراف من السنة والأكراد والايزديين والمسيحين ومع كل المكونات الموجودة داخل الشعب العراقي، وهذه الحساسية تجاه تحالف "الفتح" ليس لها أي مبرر عقلي أو منطقي.
-هل ستتمكنون من المحافظة على سجل إنجازاتكم الذي تحقق على الأرض، وأنتم في طريقكم إلى الطاولات السياسية وأنغام المساومات في عملية الشراكة الوطنية والتي قد لا تخلو من أطراف عليها ملفات فساد.؟
سأتكلم عن نفسي على أقل تقدير، إذا ما ذهب التحالف كما تقول إلى حكومة التوافق والتراضي والشراكة، سأخرج من تحالف "الفتح" وأذهب إلى المعارضة، من أجل إسقاط مثل هكذا حكومة، وذلك لأن هذه الحكومات أثبتت فشلها وأثبتت عدم قدرتها على إدارة العراق، وأثبتت قدرتها على الفساد ونهب المال العام، لذلك نحن تحالف "الفتح" نرفض أي حكومة شراكة وطنية، وأي حكومة تشابه الحكومات السابقة، لذا نحن ذاهبون إلى الأغلبية الوطنية، والتي تتشكل من بعض الشيعة وبعض السنة وبعض الكرد وبعض الأقليات، وقيادة هذه الأغلبية هو البرنامج وليس منصب رئيس الوزراء، والبرنامج هو مظلتنا وهو القائد، ولا شكّ في أن هذا البرنامج سيكون مضغوطاً تحت فترات زمنية، وهذه الفترات سيتعّهد بها من يراد ترشيحه إلى منصب رئاسة الوزراء، وإذا لم يكن قادراً على ذلك فهو للاستقالة أقرب من إدارة البلد.
-قد يتفق الجميع على أنكم حققتم إنجازات ملموسة في محاربة الإرهاب، في المقابل هل ستتمكنون من تطبيق رؤيتكم السياسية على واقع المشهد العراقي الراهن في المرحلة المقبلة، كما استطعتم من تحقيق رؤيتكم في الميدان؟
لا شكّ في أن هناك العديد من المطبّات في الطريق السياسي، لأن الانتصار السياسي اليوم بحاجة إلى إرادة سياسية قوية، وذلك لأن ما تحقق من إنجاز عسكري كبير جاء بفضل الدماء التي سالت والتي استطاعت أن تحرّر الأرض، وهذا لا بدّ أن نحافظ عليه سياسياً، ونأمل من خلال التعاون مع إخوتنا الذين يشعرون بعظمة الإنجاز العسكري الذي تحقق، أن نعمل سوياً لتحقيق المنجز السياسي والاقتصادي، وبخلافه سيتم تشويه صورة العملية الجهادية.
-هناك من يتهم تحالف "الفتح" على أنه يستغل عنوان "الحشد الشعبي" في حملاتكم الانتخابية؟ وهذا ما يتقاطع مع رؤية المرجعية؟
نحن لا نستغل دماء الشهداء ولا نستغل ما تحقق من معارك على الأرض سياسياً، ولكن من حقنا أن نفخر بهذه المنجزات، ومن حقنا أن نفخر بما تحقق في الميدان، وهذا ليس استغلالاً إنما واقعاً، بل على العكس نحن ذاهبون لحماية هذ الدماء ولحماية أبناء أصحاب هذه الدماء.
إعداد : ياسر مسعود