الوقت-تستمر الجمهورية الإسلامية الإيرانية في استقبال الاف الطلاب من جميع بقاع الأرض وتقديم المنح الدراسية الشاملة لهم، حيث يتوافد طلاب العلم من شتى أنحاء العالم في كل عام ويلتقي الجميع على مقاعد الدراسة، لتبدأ رحلتهم الدراسية في المحطة الأولى، محطة دراسة اللغة الفارسية في مدينة "قزوين".
يتوافد الالاف من الطلاب الأجانب(الغير إيرانيين) سنويا الى الجمهورية الاسلامية الايرانية طلبا للعلم في الجامعات الإيرانية، وهناك يبدأ الملتقى، ملتقى جميع الجنسيات، الأوروبية الاسيوية الأفريقية وحتى الأمريكية، حيث يتوحد الجميع تحت راية العلم..وهنا تبدأ الرحلة الدراسية في المحطة الأولى لدراسة اللغة الفارسية في مدينة قزوين لتكون جسر عبور الى الجامعات الإيرانية التي ستضئ درب الطالب.
المحطة الأولى:قزوين
يبدأ الطلاب رحلتهم الدراسية بدراسة اللغة الفارسية، في مركز اللغة الفارسية في مدينة قزوين حيث يتوجب على الطلاب اجتياز دورتين بنجاح، تسمى الدورة الأولى "پایه" والدورة الثانية "پیشرفته" ويتم الفرز الى الجامعات بحسب المعدل المقر من قبل وزراتي العلوم والصحة؛ كل حسب اختصاصه. إضافة إلى ذلك تشمل المنحة الدراسية رسوم الجامعة والسكن مع توفير أفضل الأجواء الدراسية المناسبة للطالب.
وفي سياق متصل تتضمن المرحلة الأولى من الدورة أربع مواد تنقسم على الشكل التالي:القراءة(خواندن)،الكتابة (نگارش)، السمع(شنيدن)، المحادثة(بيان شفهى)، يجب على الطالب اجتيازها لينتقل الى المرحلة الثانية وهي "پیشرفته"، وفي هذه الدورة وبحسب معدله يتم فرزه الى الجامعة.
وفي ذات السياق يندمج الجميع في بيئة واحدة لينخرطوا في المجتمع الإيراني ويتبادلون الثقافات المختلفة والعادات والتقاليد التي لا تميز بين اسيوي وإفريقي وصيني وأوروبي، بل على العكس ثقافات مختلفة يجمعها هدف واحد..ألا وهو: الدراسة.
هذا ويبدأ الطلاب رحلتهم العلمية لينخرطوا في أجواء جديدة حيث يقضون معظم أوقاتهم في مجمع سكني ضخم يسمى بال"خوابگاه". غرف كثيرة تحمل الكثير من الذكريات التي جمعت العديد من الأصدقاء طلبا لنبع العلم الذي لا ينضب. فهنا تنطلق الرحلة رافعة راية العلم لتكتب سطور صداقة مزجتها الأيام بعبق سنين الدراسة.
كما يجتمع العديد من الجنسيات المختلفة في صف واحد؛ صف اللغة الفارسية الذي سيصبح مفتاح ولوج الطلاب الى العالم ونقل ثقافة المجتمع الايراني الى بلادهم بعد اتمام الدورة بنجاح.
وبعد إتمام الدورة الثانية بنجاح ("پیشرفته") وبحسب معدل الطالب تبني وزارتي العلوم والصحة على الشئ مقتضاه لتقوم بفرز الطلاب على الجامعات الإيرانية من طهران، مشهد،قزوين،شيراز،قم،أصفهان والعديد من المدن الأخرى التي تتواجد فيها الجامعات.
جامعة الإمام الخميني الدولية
تجدر الاشارة هنا الى أن مركز اللغة الفارسية يتبع بشكل مباشر الى جامعة الإمام الخميني الدولية (Imam Khomeini international university) التي تضم العديد من الكليات (كلية الهندسة، كلية الحقوق والعلوم الاجتماعية، كلية الاداب والعلوم الانسانية، كلية العلوم والتحقيقات الاسلامية وكلية الفنون) حيث يتشكل الكادر التعليمي من أفضل الأساتذة الجامعيين. كما تستقبل الجامعة الطلاب الغير إيرانيين، ترسل في نفس الوقت طلابها الى الدول الأوروبية تحت عنوان التبادل العلمي والتي لا زالت تحقق الإنجاز تلو الاخر.
رحلة يبدأها الطالب ليكللها بتعلم اللغة الفارسية، لغة لطالما شكلت محور اهتمام العديد من دول العالم نظرا لثقافة شعبها وحضارته التي خطت بحبر العلم طريقها نحو التطور العلمي الذي برز على جميع الأصعدة حتى بات مورد اهتمام الدول الغربية بعلمائه الذين قدموا للعلم الحديث إنجازات كبيرة.
وعلى ذات الصعيد يجدر القول بأن إيران ساهمت كثيرا بتطور العلوم حيث لمع ضوء العديد من العلماء الإيرانيين الذين شكلوا محور انعطاف في مسير العلم حتى باتت اختراعاتاهم واكتشافاتهم العلمية ركيزة أساسية في العلوم الحديثة ومنهم: ابن الهيثم؛ وهو عالم موسوعي مسلم قدم إسهامات كبيرة في الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية والإدراك البصري والعلوم بصفة عامة بتجاربه التي أجراها مستخدمًا المنهج العلمي، وله العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث.
ولا ننسى الخوارزمي الذي عرض في كتابه حساب الجبر والمقابلة أول حل منهجي للمعادلات الخطية والتربيعية. ويعتبر مؤسس علم الجبر.. وتطول لائحة العلماء كثيرا من الشيخ البهائي وابن سينا وجابر بن حيان وأبو جعفر الخازن والعديد من العلماء الذين اهتموا بالهندسة والطب وعلم الفلك وقدموا انجازات نوعية، حيث أثبتت أغلب نظرياتهم في العصر الحديث.
خلاصة؛ يجدر القول بأن تجربة الرحلة الدراسية في إيران تجربة مميزة في أحضان الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي خرجت العلماء والفلاسفة وقدمت الكثير في سبيل العلم ولا تزال تقدم الإنجازات النوعية في مجالات الطب والهندسة بمباركة مفجر الثورة الإمام الخميني(قدس) وقائدها السيد علي الخامنئي الذي يحث الجيل الناشئ دائما على النهل من بحر العلم الذي لا ينضب.