الوقت- ينطلق اليوم الثلاثاء مؤتمر الحوار الوطني السوري في منتجع سوتشي الروسي، بمشاركة المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا، بينما أعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مقاطعة المؤتمر.
والى منتجع سوتشي جنوب غربي روسيا وصلت الوفود السورية المشاركة في المؤتمر بحضور لافت هذه المرّة. حيث سيشارك وفد الحكومة بأكثر من 600 شخصية.
من جهته رفض وفد المعارضة السورية القادم من أنقرة الخروج من مطار سوتشي واستكمال إجراءات الدخول بسبب شعارات المؤتمر الملصقة في أرجاء المطار، والتي تحمل العلم السوري.
كما رفض الوفد استلام بطاقات المشاركة في المؤتمر من الجانب الروسي لأنها تحمل علم سوريا الرسمي أيضا، من جانبه رفض الجانب الروسي رفض الاستجابة لمطالب وفد المعارضة برفع الشعارات عن المطار، بينما وصل رئيس الوفد التركي للمطار لاتخاذ قرار مشترك مع وفد المعارضة.
وتابع أن أجواء من التوتر تسود المطار بعد أن منعت السلطات الروسية الحركة في قاعاته الداخلية، وكان وفد المعارضة قد اشترط تغيير شعار المؤتمر ورفع اللافتات التي تحمل العلم السوري من المطار ومكانِ انعقاد المؤتمر كشرط لمشاركته.
الى ذلك ذكرت مصادر في وفد المعارضة السورية أن الجانب الروسي عرض عليهم تشكيل ست لجان منها اللجنة العليا للمؤتمر، وتتكون من 150 شخصية مناصفة بين المعارضة والحكومة السوري، وأن تختار هذه اللجنة أعضاء اللجنة الدستورية التي ستتشكل مناصفة أيضا بين المعارضة والحكومة وتكون مرجعية لها.
وقالت المصادر أن الجانب التركي والمعارضة رفضا هذا المقترح، وطرحوا تشكيل لجنة واحدة هي اللجنة الدستورية، وطالبوا بأن تكون مرجعية هذه اللجنة الأمم المتحدة، وأن يكون لها حقُ التعديل عليها لاحقا ضمن مسار مفاوضات جنيف.
وفي سياق الدول المشاركة بالمؤتمر، أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عدم مشاركتها، وقالت السفارة الأمريكية في موسكو: إن واشنطن لن تشارك بصفة مراقب في مؤتمر الحوار السوري. وأعربت السفارة عن احترامها لقرار هيئة التفاوض السورية برفض المشاركة في المؤتمر.
من جهته أبدى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان شكوكه في احتمال إحراز تقدم في هذا المؤتمر، خاصة أن مكونا سوريا رئيسيا سيغيب، في إشارة إلى هيئة التفاوض السورية. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إن بلاده لن تشارك في مؤتمر سوتشي.
وكتب السفير البريطاني إلى سوريا مارتن لونجدين على تويتر: "بريطانيا لن تشارك في مؤتمر سوتشي".
وكان الكرملين قد أكد أن مؤتمر الحوار الوطني للتسوية السياسية بسوريا يشكل خطوة مهمة، وقال الناطق باسمه ديمتري بسكوف إنه سيتيح الفرصة لمباشرة العمل لتحقيق هذه التسوية، مضيفا أن رفض بعض الأطراف المشاركة في المؤتمر لن يؤدي إلى إفشاله.
ووصلت 120 شخصية في المعارضة من أعضاء الائتلاف السوري لقوى المعارضة ومن قادة فصائل الجيش السوري الحر ليلا قادمين من أنقرة للمشاركة بالمؤتمر، في المقابل أعلنت 50 شخصية من المعارضة مقاطعته.
وأعلن الأكراد عدم مشاركتهم بسبب الهجوم التركي على مناطقهم بشمال سوريا، كما رفض أكثر من 30 من فصائل المعارضة السورية الدعوة الروسية للمشاركة.
وكانت قد أعلنت روسيا في وقت سابق عن مبادرة لتنظيم "مؤتمر حوار وطني سوري" في مدينة سوتشي جنوبي روسيا يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي. وألحقت وزارة الخارجية الروسية هذا الإعلان بنشر قائمة تضم 33 منظمة سياسية وتيارا هي خليط من جماعات معارضة مقربة من الحكومة السورية وفصائل كردية إضافة إلى تشكيلات مختارة من أطياف المعارضة كانت قد قبلت المصالحة.