الوقت- في زيارة رسمية تستغرق يومين وصل رئيس حكومة كردستان العراق نيجرفان بارزاني على رأس وفد رسمي ضم نائبه قوباد طالباني ووفد من إقليم كردستان، مساء أمس السبت إلى طهران، والتقى بارزاني اليوم مع كل من الرئيس الإيراني، حسن روحاني وأمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.
وتحمل هذه الزيارة في طياتها دلالات مهمة فيما يخص ترتيب البيت العراقي من جديد، خاصة أن بارزاني وصل طهران قادما من بغداد بعد أن التقى مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وكسبت زيارة بغداد أهمية كبيرة لكونها تعد الأولى من نوعها منذ إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم في 25 سبتمبر/ايلول الماضي.
وجاء اللقاء مع العبادي بعد سلسلة اجتماعات عديدة عقدتها اللجان الفنية بين بغداد وأربيل بهدف حلحلة الأزمة بين الطرفين، خاصة مسألة إدارة المطارات بالإقليم والمنافذ الحدودية فيها، وموضوع إدارة الحقول النفطية وتصدير النفط وتوزيع عائداتها، إضافة إلى موضوع حصة الإقليم من الموازنة المركزية.
وبالتالي فإن الحوار بين بغداد وأربيل بدأ يخطو خطوات إيجابية نحو حلحلة الأمور، ومن الواضح أن ايران تساهم بشكل كبير في حل الخلاف بين الطرفين عبر الحوار بالتزامن مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في العراق.
اللقاء مع روحاني
وخلال لقائه مع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق أكد الرئيس روحاني أن ايران تدعم العراق الموحّد، وأضاف روحاني: إن جميع القوميات في دول المنطقة يجب أن تحصل على حقوقها في إطار الدستور ووحدة الأرض".
وأكد روحاني على أنه لا يجب السماح تحت أي ذريعة زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، لافتاً إلى أنه يجب الاهتمام بتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة سعي بعض القوى لزعزعة أمن المنطقة.
وأشار روحاني إلى إن إقليم كردستان جزء مهم من العراق ويضطلع بدور ومسؤولية مهمة لتقوية أمن واستقرار العراق وهذا ضروري لتحقيق التطور، منوهاً بأن القوى والقوات الأجنبية لم ولن يحترق قلبها على شعوب المنطقة.
وتابع روحاني بالقول: "الدفاع عن سيادة الدول وتثبيت الحدود الجغرافية في المنطقة وظيفة تقع على عاتق دول وقوميات المنطقة"، داعياً إلى "تعزيز علاقات الشعبين في إيران والعراق أكثر من السابق".
وشدد روحاني أن بلاده ترحب بالتجار العراقيين الكرد، مشيراً إلى أن طهران "تريد إيراناً وعراقاً مزدهرين ومتطورين وهذا يصب في صالح شعوب المنطقة" ، مشيراً إلى أن "المستثمرين الإيرانيين مستعدون للمشاركة في مشاريع تطوير الإقليم".
أما بارزاني فقد أعرب عن ترحيبه بالمستثمرين الإيرانيين، مؤكداً أن الإقليم "يسعى لتعزيز التعاون التجاري مع إيران"، وأكد أن "خط إربيل الأحمر هو أنها لا تسمح لأحد بتهديد إيران انطلاقاً من أراضي إقليم كردستان العراق"، ومثمناً غالياً "الدور الإيراني في مواجهة داعش".
كما شدد على أن "أساس حلّ المشكلات هو الدستور".
ماذا جاء في اللقاء مع شمخاني؟!
من جهته تحدث أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال استقباله بارزاني، عن أهمية انتصار العراق على داعش وتحرير أراضيه بالكامل، ودور هذا الأمر بتوحيد العراق.
وأضاف شمخاني أنّه "رغم فتن أعداء الشعبين الإيراني والعراقي فإن أرضيّة التعاون متعددة الأوجه والعلاقات الاستراتيجية تتطور".
وأكد أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على أن أمن إيران خط أحمر ومن غير المقبول أن تقوم عناصر بعض المجموعات المعادية لها باستغلال أراضي إقليم كردستان العراق لقتل الجنود والمواطنيين الإيرانيين.
وجدد شمخاني موقف إيران الرافض لانفصال إقليم كردستان قائلاً إنها استراتيجية خاطئة كان لها تبعات واسعة اقتصادية وسياسية وأمنية على مواطني كردستان العراق ودول الجوار.
وفيما يخص التقارب الذي تشهده العلاقات بين الإقليم وبغداد قال شمخاني إنّه "نظراً لسياسات إربيل الجديدة والقائمة على الحوار والتعاون مع بغداد فإن إيران ستوظّف كل إمكاناتها لدعم الحلول وتذليل العقبات وتحمل أعباء مادية وبشرية في إطار توفير الأمن والاستقرار والتقدم للعراق، الأمر الذي يعد امتحاناً تاريخياً لا يُنسى لإثبات الصداقة والأخوة وحسن الجوار مع العراق".
من جانبه قال بارزاني إن "إيران كانت دائماً داعمة للشعب الكردي وإقليم كردستان يفتخر بصداقته مع إيران التي دعمت شعب إقليم كردستان وأمنه بشكل حاسم عندما تعرض لهجمات داعش".
وأضاف إن "توسيع التعاون بين إيران وإقليم كردستان لن يتأثر بمساعي المغرضين وسنبذل كل جهدنا للحيلولة دون التهديدات الأمنية ضد إيران".