الوقت-على الرغم من قلة الأخبار التي تصل من داخل المملكة العربية السعودية، لكن من خلال الأنباء التي تداولها الاعلام يتضح أنه على الرغم من إطلاق سراح بعض الأمراء المعتقلين والمحتجزين، ومن بينهم اثنان من أبناء الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، من خلال دفع مبالغ مالية وبضغوط من بعض الدول مثل بريطانيا، ولكن بعضهم، مثل وليد بن طلال، أو سلمان بن عودة، يرفضون منح محمد بن سلمان فدية أو رشوة مالية وسياسية.
وقد كان هؤلاء الأشخاص حتى الان مُحتجزين في الفندق، ولكنهم الآن مهددون بالمحاكمة والسجن إذا لم يقدموا تعويضات مالية وسياسية لمحمد بن سلمان، وسيُتهمون بقضايا فساد.
وعندما بدأت حملة هذه الاعتقالات (التي أعلنت عنها بعض المصادر، انهم يزيدون على 000 3 شخص)، كان من الممكن، نظرا إلى الطبيعة القِبَلية والأسر الحاكمة في المملكة العربية السعودية، ان تكون هنالك ردود فعل جدية من قبائل وعشائر المحتجزين والمعتقلين ولكن حتى الآن لم يتم تسليط الضوء على هكذا اخبار من قبل الوسائل الإعلامية.
وهذا الموضوع لا يخرج من إحدى الحالتين: الاحتمال الأول، هو ان مثل هكذا ردود الفعل قد تمت وحصلت بالفعل، لكن نظرا لسيادة الدولة السعودية المطلقة على وسائل الإعلام والرقابة المتعمدة منهم، لم تنشر أخبارها ولم تُعمم.
والاحتمال الثاني، هو انه لم تكن هناك مثل هذه الاحتجاجات الضخمة، والتي ايضا قد تعود اسبابها إما بسبب السياسات المتشددة التي يتبعها محمد بن سلمان وجناحه القامع، حيث أن أسر المعتقلين وغيرهم من منافسي محمد بن سلمان يرضخون تحت الإقامة الجبرية في منازلهم، كما يعيش أقرباء المحتجزين من الدرجة الأولى والثانية تحت الرقابة المشددة، وإما بسبب التهم التي يلصقها الجناح الحاكم علی المعتقلين ويتهمهم بقضايا تتعلق بالفساد وسرقة المال العام.
ويبدو أن هذه الطريقة كانت فعالة وناجحة في قمع الرأي العام، ومن هذا المنطلق، فإن وسائل الإعلام السعودية، تحت الحكم المطلق للجناح القامع الذي يرأسه محمد بن سلمان، يخدعون الناس والرأي العام في البلاد ويحرفونه عن المجريات والتطورات الحادثة. ويرسمون من الجناح القامع صورة وشخصية جميلة، ومن منافسيه وضحاياه شخصية شريرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: مدى استدامة الأسرة السعودية، ولا سيما الجناح الحاكم الذي يرأسه محمد بن سلمان، نظرا الى الفجوة الحاصلة. وتعتمد الاستجابة، على ركيزتين، اوجدها الجناح القامع لنفسه في داخل البلاد وخارجها.
في الداخل، يتم العمل بشكل رئيسي على الشباب والنساء والتركيز عليهما، وهاتين الفئتين اللتين كانتا مهمشتين الى الان، استُبدلت الان الى مُتكأ وداعم رئيسي للجناح الحاكم. وفي الخارج أيضا، اهم دعامة للجناح القامع، قائم على التحالف مع اليمينيين في حكومة ترامب في الولايات المتحدة واليمين الحاكم في فلسطين المحتلة بزعامة نتنياهو.
ومن وجهة النظر هذه، فإن بقاء الجناح الحاكم، بقيادة محمد بن سلمان، سيعتمد على بقاء هذا التحالف، وإذا انهار التحالف نتيجة للانتخابات المحلية في الولايات المتحدة وفلسطين المحتلة، أو تعرض الى اهتزازات نتيجة للتطورات العالمية، فسيترك على الجناح الحاكم في المملكة العربية آثار هشة وقاضية.