الوقت- بدأ الجيش السوري في وضع اللمسات الاخيرة لانهاء ملف الارهاب في غوطة دمشق الغربية وطوي صفحته بشكل كامل مما يعني عمليا سقوط المشروع الاسرائيلي على سفوح جبل الشيخ الاستراتيجي.
اذ تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من محاصرة فصائل المعارضة في منطقة بيت جن على سفح جبل الشيخ الجنوبي الشرقي أخر معقل لهم في الغوطة الغربية، وأصبحت المنطقة بعد خسارة التلال والمزارع الاستراتيجية المحيطة هذا الأسبوع، في أعقاب شهرين من العمليات العسكرية الناجحة، بحكم المنتهية عسكرياً، في ظل الحديث عن تكرار سيناريو منطقة وادي بردى وعين الفيجية.
جيش الاحتلال حارب بوكلائه على تخوم الجولان المحتل
جيش الاحتلال الاسرائيلي، وفي اطار مساعيه لمواجهة مايسميه "النفوذ الايراني المتنامي في جنوب سوريا"، سعى الى مساعدة مسلحي المعارضة في المنطقة والتي تشكل جبهة النصرة قوامهم الأساسي عبر تقديم جميع انواع المساعدات الطبية والعسكرية واللوجستية ، وخلال الشهر الماضي قام بنقل 200 مسلح من القنيطرة بآليات عسكرية عبر معبر بريقة مرورا بالجولان المحتل وادخالهم الى بيت جن من المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ، لتجاوز نقطة الفصل بين سيطرة المسلحين في محيط بلدة حضر، كما قام بالتحضير اللوجستي والعسكري لمعركة " كسر القيود عن الحرمون" بحسب تسمية النصرة والتي تهدف الى السيطرة على بلدة حضر والتلول المحيطة بها، وبالتالي فتح الطريق بين القنيطرة وقرى جبل الشيخ، كما قام جيش الاحتلال الاسرائيلي بالتمهيد الناري لتلك المجموعات اثناء الهجوم على بلدة حضر، حيث تمكن المسلحون من السيطرة على عدد من التلال الهامة قرب البلدة، لكن الجيش قام بهجوم معاكس ونجح في قلب مجريات الأمور.
الهزيمة المدوية لجيش الاحتلال وعملائه في جنوب سوريا وتحديدا في بلدة خضر الاستراتيجية، دفعت سلاح الجو الاسرائيلي الى تكثيف ضرباته على مواقع الجيش السوري في المنطقة في محاولة لتعويض الخسائر الفادحة، وهذه الاستراتيجية ايضا لم تنجح في كسر ارادة الجيش السوري عن مساعي الرامية لتطهير المنطقة من جميع الفصائل الارهابي المسلحة، ومنذ منتصف شهر تشرين الثاني الماضي تمكن الجيش السوري من السيطرة تلال غرب تل التحصين بين بيت تيما وكفر حور، تلاها السيطرة على معظم تلال شمال كفر حور "التل الفرنسي"، واستعاد تل التين وحلف شور الواقعين جنوب بيت تيما. وبعد السيطرة على قرى بيت سابر وبيت تيما وكفر حور، فضلا عن افشال العديد من هجومات المسلحين للسيطرة على تلول البردعية، وفي منتصف الشهر الحالي تمكن الجيش من السيطرة على تل المنطار وتل الزيات وعلى منطقة بشير النجار والتلول السود. بعد ذلك واصل الجيش تقدمه في منطقة الوعر ومن جنوب تلول البردعيا، وبذلك تمكن من عزل مغر المير وتل مروان عن مزرعة بيت جن، مما ادى لتدخل مباشر من الجيش الإسرائيلي الذي قام بنقل 70 مسلح من جبهة النصرة واحرار الشام من القنيطرة باتجاه بيت جن، مرورا بالجولان المحتل في اعادة ترتيب للمسلحين في المنطقة.
الجيش السوري يفرض شروطه، واقفال ملف الغوطة الغربية بشكل كامل
الانجازات العسكرية الاخيرة للجيش السوري والخسائر الفادحة التي لحقت بعملاء اسرائيل في الجنوب السوري (تتحدث المعلومات عن حوالي 110 قتلى بينهم 10 قادة و160 جريحا، ومن بين الجرحى 40 حالة بتر يتلقون العلاج في المشافي الاسرائيلية، كم اتم أسر 13 مسلحا)، أجبرتهم على طلب وقف اطلاق النار والاستسلام وفق شروط الجيش السوري الذي منحهم مهلة نحو 72 ساعة، لتنظيم عملية خروجهم من المنطقة كلياً، وسط خلاف بين المسلحين حول وجهتم المقبلة فمنهم من يريد الانتقال الى ادلب ومنهم من يريد الخروج إلى ريف درعا الغربي، ومنهم من يرد الخروج احضان الموساد ودخول فلسطين المحلتة.
ومن الناحية الجغرافية تكمن أهمية الانجاز العسكري الجديد بان الجيش السوري اعاد بسط سيطرته على 85 كلم مربع وسيعيد انتشاره في قرى جبل الشيخ التي تتميز بموقع جغرافي استراتيجي نظرا لوقوعها على الحدود مع الجولان المحتل والحدود اللبنانية، وقربها من العاصمة السورية دمشق إضافة الى أن الجيش السوري سيعود الى مراكزه المحصنة في المنطقة والمعدة للدفاع في وجه العدو الاسرائيلي.
من الناحية الاستراتيجية، فان الجيش يسير على خطى ثابتة ضمن استراتيجيته الرامية للسيطرة أولًا على نفوذ الفصائل المسلحة جنوبي دمشق، والتفرغ بعدها لفتح جبهات منطقة مثلث الموت من جديد، وصولًا للتوغل في عمق ريف درعا الغربي.
كذلك فان السيطرة على سفوح جبل الشيخ تعني أن الجيش السوري أقفل بشكل نهائي ملف الارهاب في الغوطة الغربية ويقترب حاليا من كتابة أخر سطر من عمر الجماعات المسلحة في كامل الغوطة الغربية وغرب العاصمة دمشق وريفها الجنوبي الغربي بدءاً من داريا والمعضمية مروراً بخان الشيح والديرخبية وصولاً إلى تخوم الجولان المحتل، إضافة إلى سيطرة الجيش السوري على كامل سلسلة الحرمون الممتدة إلى جبال القلمون، مما يضيع الجيش السوري وجه لوجه مع جيش الاحتلال الاسرائيلي بعد التخلص من عملائه وستكون المواجه حاليا مع العدو الاصيل بعد انتهاء صلاحية الوكيل.