الوقت- بعد حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنّها ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" على المعارضين لسياسته داخل البلاد، كشفت مجلة "نيوزويك" عن قيام الرياض بتكميم أصوات المعارضين على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك ربما بتواطؤ مع عمالقة القطاع مثل "تويتر" و"يوتيوب" و"فيسبوك".
واستعرضت المجلة نماذج حية لنشطاء سعوديين اختفت محتوياتهم التي تنتقد سلطات الرياض أو تعرضت حساباتهم لعمليات قرصنة.
وكانت أولى الحالات التي أوردتها "نيوزويك" لمعارض سعودي يدعى عمر عبد العزيز، حاصل على اللجوء السياسي في كندا، ويريد أن يعرف لماذا اختفى وسم (هاشتاغ) أنشأه شخصياً من موقع "تويتر" بعد انتشاره بسرعة كبيرة. وقالت "نيوزويك": إن هذا الشاب البالغ 27 عاماً، ويتابع دراسته في العلوم السياسية، لديه أكثر من 270 ألف متابع على "تويتر"، لكن مجموعة من الوسوم التي أطلقها باللغة العربية، اختفت بمجرد أن بدأت في الانتشار على نطاق واسع، خصوصاً تلك التي تنتقد ما يجري في السعودية، وولي العهد محمد بن سلمان.
وتابع عبد العزيز لـ"نيوزويك": "أنشأت هذا الوسم حول شخص مقرب جداً من ولي العهد محمد بن سلمان، اسمه تركي آل الشيخ. هذا الشخص لا يتردد في إنفاق أموال طائلة وباستمرار، ينفق الملايين، على فعاليات وحفلات تافهة في السعودية.
وكشفت المجلة أن آل الشيخ هو رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في المملكة، والمسؤول عن تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية المهمة. أما الوسم الذي أُطلِقَ عنه فهو: #اوقفوا_عبث_آل_الشيخ_بمال_الشعب.
وفي هذا الشأن أضاف عبد العزيز لـ"نيوزويك": إن هذا الوسم "حظي بستة آلاف تغريدة في ظرف وجيز لم يتعدّ 15 دقيقة، إلا أنه فجأة حُذف من التريندات (الأكثر انتشاراً)، كأنه لم يكن.
وسم المعارض السعودي: "لم يكتفي هذا الاحمق بتبذير أموال الدولة على حفل مخيس يجعل لاعب معتزل مثل فيغو يجلس مكشر ومستكبر ورافع خشمه على الحفل ويأخذ ملايين.. بل قام بحذف التاغ بمبلغ وقدره.. تويتر يشترى ويباع وتقدر تحط هاشتاغ وتشيل بفلوسك".
وعلّق مقال "نيوزويك" على هذا الحذف: إن مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية طرقوا أبواب "تويتر" للاستفسار عن السبب الذي دعا الشركة إلى سحب الوسم، حالما بدأ في الانتشار بشكل سريع، موضحاً أنهم لم يتلقوا على ما يبدو أي رد.
ولفت المقال إلى أن عبد العزيز واحد من بين عدد كبير من المعارضين والمحتجين السعوديين الذين يؤكدون أن تدويناتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، التي ينتقدون من خلالها سلطات البلاد تختفي من منصات التواصل، أو يتم استهدافهم من قبل "هاكرز" (قراصنة) يدافعون عن العائلة الملكية في السعودية.
وتابع مقال "نيوزويك": إن الهجمات التي يتم من خلالها استهداف حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، وما يتم من ممارسات لتكميم أفواه الأصوات المنتقدة للنظام السعودي على الإنترنت، تندرج ضمن الممارسات الممنهجة التي تقوم بها السلطات السعودية لاستخدام التواصل الاجتماعي كسلاح، وذلك بحسب خبراء في مجال الأمن المعلوماتي.