وهناك محطات هامة في الحرب بين الجيش العراقي والحشد الشعبي وبين تنظيم داعش الارهابي منذ شهر سبتمبر العام الماضي حتى منتصف شهر يونيو من العام الحالي تروي قصة اندحار داعش في العراق وهي حسب التسلسل الزمني:
فك الحصار عن بلدة آمرلي
في بدايات الهجوم المضاد الذي شنته القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي على تنظيم داعش الارهابي تمكنت القوات الامنية العراقية مع متطوعي الحشد الشعبي من فك الحصار عن ناحية امرلي التابعة لقضاء طوز خورماتو شمال شرقي العراق بعد حصار استمر لاكثر من سبعين يوماً، وقد دخلت القوات المسلحة الى ناحية آمرلي عن طريق ناحية سليمان بيك وقضاء العظيم.
وقال الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري الذي قاد العمليات العسكرية "ان الجيش العراقي والمقاتلين، لم يتخذوا طرقا تحريرية تقليدية، بل عملوا على ابتكار خطط جديدة وابتعدوا عن المناطق الملغمة". وفتحت القوات الامنية بمساندة متطوعي الحشد الشعبي الطريق الرئيس الذي يربط بغداد بمناطق شمال العراق، بعد تحرير ناحية آمرلي، وقتلت عدداً كبيراً من عناصر التنظيم الارهابي فيما هرب قسم كبير من الارهابيين الى جبل حمرين.
دحر داعش من منطقة جرف الصخر في محافظة بابل
فرضت قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي في شهر اكتوبر من العام الماضي حصارا شديدا على هذه المنطقة التي تربط بين العاصمة بغداد وبابل والأنبار مع قصف مدفعي وجوي عنيف أعقبه شن عملية عسكرية واسعة انطلقت من اربعة محاور ساندتها المروحيات المقاتلة، وتمكنت من دخول ناحية جرف الصخر الاستراتيجية التي تقدر مساحتها بخمسين كيلومتر مربع وعدد سكانها بين 80 و100 ألف نسمة، كما طهرت قوات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي مناطق استراتيجية قريبة اخرى مثل الاسكندرية والمسيب.
تطهير محافظة بغداد من عناصر داعش
دحر تنظيم داعش الارهابي على يد قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي من مناطق اللطيفية واليوسفية والمحمودية وابوغريب وعرب جبور والتاجي والطارمية والمشاهدة والنباعي واطراف منطقة الرضوانية في محافظة بغداد حيث كانت كل هذه المناطق تسمى بحزام بغداد.
طرد تنظيم داعش من محافظة ديالى
تمكنت قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي خلال العام الماضي من طرد عناصر تنظيم داعش الارهابي بالكامل من محافظة ديالى الواقعة شرقي العراق بعد ان كانت هذه العناصر منتشرة في مناطق السعدية وجلولاء والعظيم والمقدادية والمنصورية والخالص وبعض مناطق بعقوبة وحمرين.
وقد أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى أن الأجهزة الأمنية مدعومة بالحشد الشعبي خاضت 52 معركة لتحرير جميع مناطق المحافظة، مشيرة الى أن خسائر تنظيم داعش الارهابي تجاوزت ألف قتيل ينتمون الى 30 جنسية عربية وأجنبية.
وقال رئيس اللجنة صادق الحسيني إن "الاجهزة الامنية المدعومة بالحشد الشعبي خاضت ملحمة بطولية استمرت ستة اشهر متتالية في قتال شرس مع تنظيم داعش من خلال 52 معركة انتهت بالحسم وانهاء وجود التنظيم داخل المحافظة".
تحرير معظم مناطق محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش الارهابي
تقع محافظة صلاح الدين شمال العاصمة العراقية بغداد وهي تتوسط العراق تقريبا ومعظم اهاليها هم من اهل السنة وقد حررت قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي معظم المناطق والمدن الهامة والاستراتيجية في هذه المحافظة مثل تكريت والدور وسامراء وبلد والضلوعية ومناطق قريبة من العلم والمعتصم حيث يمكن القول بان 95 بالمئة من مساحة المحافظة قد تم تحريرها كما ان مدينة بيجي الاستراتيجية ومصفاتها هي ايضا تحت سيطرة القوات العراقية.
وقد أعلنت هيئة الحشد الشعبي انها ستستكمل تحرير جميع مناطق محافظة صلاح الدين، مبينة أن آلاف المقاتلين يشاركون في هذه العملية، وقال المتحدث باسم الهيئة النائب احمد الاسدي إن هذه العملية تهدف الى تحرير جميع محافظة صلاح الدين وتأمين المناطق التي تم تحريرها وبالاخص مدينة تكريت والوصول الى شمال شرق الرمادي مبيناً أن هذه العمليات تساعد في فرض طوق امني محكم على الدواعش في الرمادي.
وتابع أن "ما يقارب اربعة الاف مقاتل من ابناء صلاح الدين هم جزء من الحشد الشعبي ويقاتلون مع الحشد منذ نحو تسعة اشهر وهم جزء اساسي من العمليات التي تسمى بعمليات "لبيك يا حسين (ع)".
واكد الاسدي انه سيتم تطهير جميع مناطق قضاء بيجي وقطع الامداد بين ناحية الصينية وقضاء بيجي وصولا الى تأمين الطريق الرابط بين محافظتي صلاح الدين والانبار.
طرد عناصر داعش الارهابيين من محافظة كركوك
يقع كامل محافظة كركوك تقريبا تحت سيطرة الجيش العراقي والحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية بعدما تمكنت هذه القوات من طرد عناصر داعش من مناطق "تازة" الهامة والاستراتيجية خلال العام المنصرم لكن هناك بعض المناطق والقرى في الحويجة والبشير بقيت حتى الآن تحت سيطرة داعش واذا تمكنت القوات العراقية والحشد الشعبي من تطهير كامل مناطق محافظة صلاح الدين يصبح الدواعش في الحويجة والبشير محاصرين بالكامل من قبل القوات العراقية.
محافظة نينوى
سيطر تنظيم داعش الارهابي على الموصل مركز محافظة نينوى الواقعة شمالي العراق في 10 من حزيران/ يونيو 2014، بعد انهيار قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، وسيطر في آب/أغسطس من العام ذاته على سد الموصل شمالي المدينة، وناحية زمار التي تضم حقلي زالة وبطمة النفطيين، اللذين ينتجان 20 ألف برميل يومياً. كما سيطر التنظيم على ناحية سنجار وربيعة، وقضاء مخمور، وجميعها مناطق كانت تخضع لقوات البيشمركة الكردية التي تمكنت فيما بعد من استعادتها بالتعاون مع الجيش العراقي.
ويسيطر التنظيم حالياً على مدينة الموصل وقضاء تلعفر وسهل نينوى وتتولى قوات البيشمركة استعادة المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في نينوى كما اعلن المسؤولون العراقيون الكبار ان الاستعدادات جارية لتحرير نينوى.
محافظة الانبار التي يتوقع ايضا ان تشهد هزيمة داعش
تعتبر محافظة الانبار الواقعة غربي العراق والمحاذية لحدود السعودية والاردن وسوريا من المناطق التي انتشر فيها تنظيم داعش الارهابي مؤخرا وقد سيطر هذا التنظيم على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار، وقد استطاعت القوات العراقية السيطرة على الحدود بين محافظة الانبار والسعودية والاردن لكن حدود هذه المحافظة مع سوريا هي بيد تنظيم داعش الذي يدخل الاسلحة والعتاد عبر هذه الحدود من سوريا الى العراق.
وفيما يتوقع ان توسع قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي عملياتها لتحرير الرمادي وباقي مناطق محافظة الانبار قال مصدر أمني في هذه المحافظة إن الحكومة المحلية في هذه المحافظة أنهت ايضا تدريب 3 آلاف شرطي من أبناء المحافظة في قاعدة "الحبانية" العسكرية شرقي الرمادي حيث تم تجهيزهم بالأسلحة والمعدات العسكرية اللازمة لإشراكهم مع القوات المشتركة من الجيش والأمن والحشد الشعبي والعشائر في تحرير الأنبار من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف المصدر أن القوات الأمنية المشتركة بدأت بالتحضير للتقدم نحو تحرير المناطق التي يسيطر عليها داعش في أطراف حصيبة الشرقية والعنكور والحميرة والحصيرة والمناطق القريبة من جامعة الأنبار بمدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.
هذا وتحاصر القوات العراقية مدينة الفلوجة ايضا من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية تمهيدا لتحريرها.
وهكذا يتضح ان تنظيم داعش الارهابي قد تقهقر بشكل كبير خلال العام المنصرم في العراق واذا تم تحرير الانبار ونينوى سيصبح العراق خاليا تقريبا من هذا التنظيم، وقد اعلن المسؤولون العراقيون ومنهم رئيس الوزراء حيدر العبادي ان العراق بات يخطط لما بعد مرحلة داعش.