أعلن الرئيس الأمريكي ، مساء الأربعاء، اعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إلى المدينة المحتلة فما هي تبعات وأسباب هذا القرار وتأثيره على مستقبل التسوية السياسية والقضية الفلسطينية؟ للإجابة على هذه التساؤلات كان لموقع الوقت مقابلة مع المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي د.فايز أبو شمالة
الوقت : ماذا يعني نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ؟
د.فايز أبو شمالة : القرار يعني اعتراف رسمي ونهائي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهذا يعني حسم صراع الأرض والوجود لصالح الإسرائيليين، ويهودية الدولة، ما سيعطي الضوء الأخضر لإسرائيل بتسريع وتيرة تهويد القدس والاستيلاء على الأراضي، عدا تغيير الوضع الديموغرافي القائم في القدس، كما أقر وزير الإسكان الإسرائيلي قبل قليل بناء 14 ألف وحدة سكنية في القدس.
الوقت: ما هي مبررات إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل ؟؟
د.فايز أبو شمالة : خطوة نقل السفارة واعتبار القدس العاصمة المعترف بها لإسرائيل؛ هي مقدمة لتنفيذ صفقة القرن، خصوصا بعد الانتهاء من ملف داعش، حيث تعتبر الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، أولى بنود هذه الصفقة، ومحطة الانطلاق لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وإنهاء الصراع؛ بإنشاء وطن بديل للفلسطينيين على هذا الأساس، حيث انتشرت مؤخرا تسريبات تتحدث عن جهود عربية لإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، باتخاذ قرية (أبو ديس) عاصمة للدولة الفلسطينية، بدلاً من القدس، وهذا يؤكد تماماً على أن هذه الخطوة لها ما بعدها في تغيير مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الوقت : إذن ما هي الخطوة المقبلة للإدارة الأمريكية، في سبيل؛ إتمام صفقة القرن، بعد اعترفها بالقدس عاصمة إسرائيلية ؟
د.فايز أبو شمالة : من المتوقع أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستشرع في الشهور القليلة المقبلة بخطوات عملية ، تتلخص في اقتطاع جزء من سيناء، وإضافتها لحدود غزة، حيث تكون وطن بديل للفلسطينيين؛ يغنيهم عن حق العودة، مع إضافة ميزات اقتصادية كبيرة جدا لسكان هذا الوطن، ومحاولة تغيير الواقع الأيدلوجي والثقافي لهم، بما يضمن إنهاء الصراع، وإنهاء كل أشكال المقاومة، وطي صفحة العداء بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أما بالنسبة للضفة، فسيكون وضعها على ما هو عليه من حيث التركيب السكاني وتصنيفات المناطق (أ – ب – ج).
الوقت : ما هو مستقبل المفاوضات على ضوء قرار ترامب الأخير؟
د.فايز أبو شمالة : من المفترض أن تقوم السلطة بإعلان نهاية حقبة السلام والمفاوضات، وتعلن عن فشل مساعي السلام، وتلغي اتفاق أوسلو وتطلق يد المقاومة في الضفة الغربية، وتتحلل من جميع التزاماتها الأمنية مع الاحتلال؛ كون هذا القرار يطلق رصاصة الرحمة على حل الدولتين، وينهي أي فرصة للتوصل لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين، وبذلك يكون هذا إعلان صريح وواضح من السلطة الفلسطينية للعالم بانسحابها من مشروع السلام، بعد أن أفشلته أمريكا، ولكن الواضح من خطاب عباس أنه لن يقوم بشيء من هذا القبيل، وسيبقى يستجدي أي حلول سلام، ومستعد لخوض المفاضات، ولن يلجأ لقرارات من شأنها تأجيج المشهد في الضفة الغربية، وسيبقي على أمله في إيجاد تسوية سياسية أو حتى إبقاء الوضع على ما هو عليه في الضفة الغربية.
الوقت : ما مدى تأثير المواقف الرسمية العربية على قرار ترمب ؟
د.فايز أبو شمالة : أصبح من المعلن أن ترمب قام بالتواصل مع المستوى السياسي العربي؛ لمنع أي ردود فعل أو تصريحات من الممكن أن تؤدي تأجيج المشهد، بل بالعكس اتخاذ مواقف تحتوي المشهد، وألا تتعدى الإدانة والشجب والاستنكار كعادة الحكام العرب، وبذلك لا يبقى سوى ردود الفعل الشعبية المتمثلة بالتظاهرات الاحتجاجية، عدا ذلك لن يكون هناك قرارات رسمية على المستوى السياسي العربي؛ لدفع الولايات المتحدة للتراجع عن هذا القرار، حتى في حال عقدت قمة عربية طارئة.
الوقت : كيف استقبلت إسرائيل قرار ترمب ؟
د.فايز أبو شمالة : إسرائيل وعلى لسان رئيس وزرائها نتنياهو، اعتبرت هذا القرار بالتاريخي، وأنه أنصف الشعب اليهودي، وأعاد لهم القدس، والتي هي عاصمتهم منذ ثلاث آلاف عام، ودعا جميع الدول باتخاذ ذات الخطوة، ونقل سفاراتهم للقدس كما طالت الاحتفالات حائط البراق ورفع عليه علما إسرائيل والولايات المتحدة بعد صدور قرار ترمب مباشرة، بالإضافة إلى تصريحات الوزراء وأعضاء الكنيست الذين احتفلوا في هذا القرار.
محمد النعامي – الوقت