الوقت- أثار الاعلان الامريكي عن نية الرئيس دونالد ترامب، الاربعاء، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي، وعزمه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، موجة تنديد واسعةواسلامياً ودولياً.
حيث حذر مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الدولية، نبيل شعث، من أن الاعتراف الأمريكي يعني إنهاء جهود السلام الأمريكية التي أعلن عنها ترامب، وأضاف شعث أن هذا الإعلان لن يؤدي إلى التوصل إلى "صفقة القرن" في إشارة إلى العبارة التي استخدمها ترامب عندما تعهد العمل للتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
حركة حماس ايضا اعتبرت أن نقل السفارة "تجاوز لكل الخطوط الحمراء"، داعيا إلى رفضها فلسطينيا وعربيا، وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في رسالة بعثها لزعماء الدول العربية والإسلامية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وهيئات ومنظمات عربية ودولية أن الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة "لن يسمح لهذه المؤامرة أن تمر، وستبقى خياراته مفتوحة للدفاع عن أرضه ومقدساته".
كذلك أكّدت قيادة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، في لبنان، في بيان مشترك صدر إثر اجتماعها في سفارة فلسطين ببيروت على أن القدس ستظل عاصمة الدولة الفلسطينية، "رُغما عن الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية" ، وأدانت بشدة، تهديدات ترامب، معتبرة أن "التهديدات تشكّل تعبيرا وقحا عن الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال الصهيوني".
كما اعتبرت هيئة علماء فلسطين في الخارج أن نقل سفارة الامريكية إلى مدينة القدس المحتلة، يمثل تصعيداً عدوانياً خطيراً، واستهانةً بمشاعر المسلمين الذين يعدّونها ثالث أقدس مدينة لديهم، وأشارت الهيئة إلى أن "الواجب على الأمة كلّها مواجهة هذا الاستهتار بمشاعرها وشعائرها، بكل ما تستطيع من جهودٍ وإمكانات".
بدورها قالت عضو الكنيست عن القائمة المشتركة حنين الزعبي أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وسنواصل الكفاح من أجل ذلك، مشيرة الى أن الولايات المتحدة بخطوتها الاستثنائية هذه تعلن عن عدم أهليتها كوسيط.
وفي ردود الأفعال العربية والاسلامية، اعتبرت جامعة الدول العربية في ختام اجتماع طارىء، الثلاثاء، أن أي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو "اعتداء صريح على الأمة العربية".
كما حذَر الأزهر الشريف من الإقدام على خطوة الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني، مؤكدًا أن أي إعلان بهذا الشأن سيؤجّج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، ويهدد السلام العالمي، ويُعزّز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم، واعتبر الأزهر أن الانحياز الفج للكيان الصهيوني، ومنع تنفيذ القرارات الأممية الرامية لردعه ووقف جرائمه، شجعه على التمادي في سياساته الإجرامية بحق الإنسان والأرض والمقدسات في فلسطين المحتلة، وأفقد شعوب العالم الثقة في نزاهة المجتمع الدولي، وكان أحد أهم الأسباب التي غذت الإرهاب في العالم.
كما حذرت منظمة التعاون الإسلامي من الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل أو إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها للمدينة، باعتبار ذلك اعتداء صريحا على الأمتين العربية والإسلامية، وعلى حقوق المسيحيين والمسلمين، والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بما فيها حقه بتقرير المصير، وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة.
بدوره ناقش وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الأمريكي ركس تيلرسون ما وصفه بـ"الآثار السلبية المحتملة" على السلام وطلب منه تجنب اتخاذ القرارات التي يمكن أن "تثير توترات في المنطقة".
أما الرئاسة المصرية، فقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، وأكد على "الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة".
في حين حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تيلرسون من أن هذا القرار يمكن أن "يثير غضبا في جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي ويؤجج التوتر ويعرض جهود السلام للخطر".
كما ندد المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، بنية الرئيس الامريكي الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال معتبراً أن الخطوة الامريكية تحدي واضح لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، ويؤكد انحياز واشنطن العلني لكيان الاحتلال.
قطر ايضا أعربت عن "رفضها التام لأي إجراءات تدعو للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، واعتبرت إن " من شأن مثل هذه الإجراءات تقويض الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين".
كما حذرت الحكومة العراقية، الثلاثاء، تداعيات هذه الخطوة الامريكية، وقال حيدر العبادي، رئيس الوزار، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي ببغداد، إن "مجلس الوزراء يرفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ويحذر من تداعيات الموضوع".
في حين أعرب العاهل المغربي، الملك محمد السادس، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ايضا عن "رفضه القوي" لكل عمل من شأنه المساس بالخصوصية الدينية المتعددة للمدينة المقدسة أو تغيير وضعها القانوني والسياسي.
أما تركيا فقد فقالت إن أي تغيير في السياسة سيكون "كارثة كبيرة"، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب بثه التلفزيون "السيد ترامب! القدس خط أحمر للمسلمين" في موقف يعكس تحذيرات صدرت أيضا من عدة قادة في الشرق الأوسط.
التحذيرات من خطوة ترامب المقبلة لم تقتصر على الدول العربية والاسلامية، اذ كشفت صحيفة نيويورك تايمز أيضا إلى معارضة متصاعدة في الخارج لاعتراف الرئيس ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث حذره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنها "فكرة سيئة". كما أبدى ماكرون في مكالمة هاتفية مع ترمب "قلقه من احتمال اعتراف الولايات المتحدة من جانب واحد بالقدس عاصمة لإسرائيل"، كما جاء في بيان صدر عن الحكومة الفرنسية.
كما حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال إجرائها محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في بروكسل من أي خطوة من شأنها نسف جهود استئناف عملية السلام "يجب تجنبها"، وقالت موغيريني "يجب إيجاد حل عبر المفاوضات للتوصل إلى حل لوضع القدس باعتبارها عاصمة لدولتين (إسرائيلية وفلسطينية) في المستقبل بطريقة تلبي تطلعات الطرفين".
بدوره حذر وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل من عواقب القرار الأمريكي، قائلاً أمس: "كل ما يتسبّب في تصعيد الأزمة أمر غير بنّاء في هذا الوقت، ويحمل في طيّاته عواقب بعيدة المدى".
من جانبه قال وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون ، فى تصريح مقتضب ، أنه يتابع بقلق التقاريرعن نقل السفارة الأمريكية للقدس.
وكان مسؤول امريكي رفيع المستوى، أكد أن دونالد ترامب سيعترف اليوم الاربعاء بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي، وأضاف المسؤول الامريكي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن ترامب سيعطي اوامره للبدء بعملية نقل سفارة أمريكا من تل ابيب الى القدس.
من الجدير ذكره ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب اجرى اتصالاً هاتفياً أمس الثلاثاء مع عدد من القادة العرب من بينهم الملك السعودي والعاهل الاردني والرئيسان الفلسطيني والمصري، وابغلهم عزمه نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس المحتلة.