الوقت - كانت دولة الامارت أحد الحلفاء الرئيسيين للسعودية ومن داعمي آل سعود منذ بداية عدوان المملكة على اليمن. ولم تقتصر تصرفات الامارات على عدم إبداء اي ردة فعل فقط على الجرائم السعودية في اليمن، بل انها كانت ايضا شريكة في هذه الجرائم بشكل واضح من خلالها مشاركتها في التحالف السعودي ضد اليمن.
لذلك، فإن أحد عوامل عدم الاستقرار في اليمن، تعود لسياسات دولة الإمارات في دعم نظام آل سعود. وكانت هذه الظروف واضحة أيضا للمسؤولين اليمنيين، ولكن الموقف غير المساعد لليمن في مقابل العدوان المفاجئ الذي قام به التحالف السعودي حال دون الرد المناسب.
ولكن اليوم، وعلى الرغم من أن الأوضاع في اليمن لم تعد إلى طبيعتها بعد، لكن من جانب اخر فقد تجاوزت قوة الجيش ومقاومة الشعب اليمني حدودها الطبيعية وأضحت قوة ضاربة يمكن لها أن تكون قدرة قاضية وانتقامية.
وفي الأيام القليلة الماضية، قضت أنصار الله على الاضطرابات والتوترات الداخلية اليمنية وعلى مؤامرة علي عبد الله صالح وبعض العناصر الأخرى لعرقلة اتفاقية الانقاذ الوطني، حيث ترى السلطات اليمنية ان هذه التوترات هي نتيجة للخبث الإماراتي في دعمهم لرئيسهم السعودي.
وبناء على ذلك، تم الرد على هذا التدخل المثير للقلق من خلال إطلاق صاروخ كروز على مفاعل محطة "براكة" للطاقة النووية في أبو ظبي، الذي افتتحته القوات اليمنية.
وعلى الرغم من أن أبوظبي تحاول إنكار هذه القضية، إلا أن مقاطع فيديو أنصار الله تشير إلى أن الصواريخ أصابت الهدف بدقة. وسيكون لهذه المسألة أبعاد وآثار بالنسبة لدولة الإمارات وحلفاء السعودية الآخرين، والتي سنذكرها هنا:
ازدياد القوة العسكرية اليمنية في مجال إنتاج صواريخ بعيدة المدى
ان إطلاق صاروخ كروز على المفاعل النووية الإماراتية، كان فيها رسالة واضحة بالإضافة إلى جميع الرسائل. وهو انه من الواضح أن قدرات اليمن العسكرية والصاروخية آخذة في الارتفاع.
واستخدمت القوات اليمنية ولأول مرة منذ بداية العدوان، صاروخ كروز مجنح بطول 1200 كيلومتر. ووفقا لمسؤولين في البلاد، فإن هذه الصواريخ لم تستورد من أي بلد انما صُنعت بيد الشعب اليمني. وفي الوقت نفسه، فإن الطاقة الإنتاجية قد ارتفعت في اليمن مع مُدى مختلفة.
وهذا يعني أنه من الان وصاعدا، فإن اليمن لن تكتفي بالدفاع والرد على العدوان فحسب، بل سيكون لليمن هجمات انتقامية متبادلة ومتكررة ضد الغزاة كما حصل سابقا في هجماتهم على الرياض في السعودية.
إعطاء انذار لجميع الدول التي تتدخل في القضية اليمنية ولا سيما الإمارات
ويرى ضيف الله الشامي، عضو المجلس الأعلى للشؤون السياسية، وعضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، فيما يتعلق بإطلاق صواريخ تجاه الامارات، ان العامل الرئيسي في ذلك هو تدخل الإمارات وسعيها لشب الفتنة والنزاع بين الوحدة الوطنية اليمنية. واكد أن الصاروخ الذي أطلق على أبو ظبي يدل على أن التهديدات والضغوط التي يمارسها العدو ضد الشعب اليمني لا طائل منها ولن تثمر عن شيء، وإن اطلاق صاروخ كروز المجنح يعني أننا نعرف من الذي يتواطئ على صنعاء.
هذا الكلام بالإضافة إلى كونه تحذيرا واضحا ضد حلفاء السعودية، فهو يظهر بوضوح أن تصريحات ومواضع الشعب اليمني تأتي من موقف القوة، وبالإضافة إلى ثقتهم بممتلاكتهم العسكرية، فهم لديهم معلومات جيدة عن مدى تورط وتدخل أعدائهم في اليمن، وهو ما سيكون مُخيفا لأعداء اليمن، لأن أي عمل ضد اليمن سوف يتبعه من الآن فصاعدا رد فعل قوي من قبل أنصار الله. هذا في الوقت الذي قدم قادة أنصار الله في الأيام الأخيرة تحذيرا خطيرا بأنه إذا لم يتم ايقاف العدوان والانتهاكات على الشعب اليمني، فسيتم استهداف عمقهم في المستقبل. وبهذا الهجوم، اتضح أن وعد أنصار الله لم يأت من فراغ.
الضعف الدفاعي لأعداء اليمن في مقابل تزايد قدرة المقاومة في البلاد
في الوقت الذي فشلت فيه أنظمة الدفاع السعودية في هزيمة الهجوم الصاروخي اليمني على مطار الرياض ومناطق أخرى، فإن الأنظمة المستوردة في دولة الإمارات ايضا لم تستطع ان توقف الصواريخ اليمنية، وكان النظام النشط الوحيد لإنكار هذه القضية هي وسائلهم الإعلامية.
وبالتالي، فقد اتضح بالنسبة لهذه البلدان ولليمن، إن امكاناتهم الدفاعية أشد ضعفا وهشاشة قياسا بتهديداتهم وتدخلاتهم، ومن هذا السياق وكما أشار المسؤولون اليمنيون، فإن هذا الصاروخ يحمل في طياته رسائل عسكرية وسياسية.
ويبدو أن هذه البلدان، وعلى رأسهم الامارات، قد تلقت الرسالة والتي مفادها أن المزيد من التدخل في اليمن سيزيد من الصواريخ اليمنية باتجاه الإمارات. كما حذر نائب عبد الملك الحوثي، حلفاء السعودية من ان عواصم هذه البلدان هي في معرض استهداف الصواريخ اليمنية.
الضعف الكبير للاقتصاد الإماراتي في مقابل الهجمات الصاروخية لأنصار الله
يجب تهديد الإمارات باقتصادها النشط قبل كل شيء. ان هذا البلد يشبه نوعا ما قطب التجارة والاستثمار، وما يحرك اقتصادها هو غالبا الاستثمار الأجنبي والغربي.
ويهتم هؤلاء المستثمرون الأجانب، قبل كل شيء، بأمن ظروف الاستثمار. ولذلك، فإن ما يهدد الإمارات هو عدم الاستقرار. والتدخل غير المسؤول من قبل مسؤولي أبوظبي في القضية اليمنية ادى بأنصار الله لتجريع الإمارات الكأس المُرّة.
وعلى الرغم من أن اليمن أطلق صاروخا واحدا فقط على الإمارات، إلا أنه كان أول جرعة من السموم التي تم دسها في الاقتصاد الهش للإمارات، الاقتصاد القائم على الصناعة السياحية والسكنية، والذي سينهار تماما في حال غياب الاثنين.
إن تبعات الدخول السياسي للامارات في التطورات الاقليمية ودعم الجرائم السعودية في اليمن، قد ألحقت الضرر الاكبر بالبلد نفسه قبل غيره. وكان المسؤولون اليمنيون، بمن فيهم نائب عبد الملك حوثي، قد حذروا المستثمرين الأجانب في الإمارات قبل إطلاق الصاروخ.
وهذا يعني أن هذا الهجوم الذي وقع في مركز الدول الخليجية التجارية تم تنفيذه بذكاء بالغ. وتم ايصال هذه الرسالة الى الامارتيين والتي مفادها ان اي تهديد صغير من قبل صنعاء بإمكانه أن يهدد وجود دولة الإمارات.
الضرر الضئيل لليمن في مقابل الضرر الشديد للتحالف السعودي
ان أحد الاحتمالات المحتملة بعد إطلاق الصاروخ الى مفاعل "براكة" هو احتمال تصعيد الهجمات من قبل التحالف السعودي ضد اليمن.
وفي هذا الصدد، قال عزيز راشد، مساعد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، في حديث له مع الميادين، فيما يخص رد الفعل العسكري للتحالف السعودي والاستعداد اليمني لمواجهته قال: إن عدوانهم مستمر ولم يتوقف حتى لمدة دقيقة واحدة، ولن نخسر شيئا في تصعيد عدوانهم علينا، لأن هجماتهم مستمرة.
ويعكس هذا التصريح حقيقة أن تضرر اليمن من عدوان التحالف لم يتغير قبل وبعد الهجوم الصاروخي، ولكن الجانب الآخر لديه الكثير من الأشياء التي يخسرها، وأحد اهم هذه الاشياء هو الأمن والاستقرار.